اخبار الامارات

شي جين بينغ عازم على إنهاء قرن من «تهميش» الصين

في الأشهر القليلة الماضية، سافر خمسة زعماء أوروبيين إلى بكين، في محاولة لإقناع الرئيس الصيني شي جين بينغ برؤية العالم على طريقتهم، ولكن باستثناء بعض العقود التي تعود بالفائدة على شركاتهم، عاد كل منهم إلى أوروبا خالي الوفاض.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، آخر من قام بالرحلة الأسبوع الماضي. وكان هدفهم هو إقناع الرئيس الصيني بالمساعدة في التوسط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، أو على حد تعبير ماكرون «إعادة روسيا إلى رشدها»، ولكن بكين رفضت.

لوم أوروبا

وألقى شي باللوم على حلف شمال الأطلسي (الناتو) في «الأزمة»، وكان غاضباً ومتضايقاً عندما أثار محاوروه الأوروبيون الحرب في أوكرانيا، قائلاً إنه لن يتحدث إلى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلا عندما «تكون الظروف والوقت مناسبين». وبالنظر إلى أن موسكو كررت أخيراً أن ظروف السلام ليست ناضجة بعد، فقد يستغرق ذلك بعض الوقت.

فشل

ومع ذلك، فإن فشل أوروبا في دق إسفين بين الصين وروسيا ليس مفاجئاً. وبالنسبة إلى بينغ، فإن المستقبل واضح تماماً: أميركا في حالة تدهور، وفي غضون ربع قرن، ستحتل الصين مكانتها اللائقة باعتبارها أقوى دولة على وجه الأرض. ويمكنها تسريع هذا المستقبل من خلال التوافق مع روسيا، وتأمين مواردها من الوقود الأحفوري، بأسعار رخيصة، إلى المواد الحرجة الثمينة التي تتحكم فيها موسكو. ويمكنها، أيضاً، تسريع انحدار أميركا عن طريق فصل حلفائها الأوروبيين.

تعزيز التقدم البشري

خلال الشهر الماضي، أكد الرئيس الصيني لبوتين «في الوقت الحالي، هناك تغييرات، لم نشهد مثلها منذ 100 عام. ونحن من نقود هذه التغييرات معاً».

وبينما يلقي بينغ باللوم على الولايات المتحدة في «الاحتواء الشامل وتطويق الصين»، يصف سفيره الجديد، في بروكسل، الصين والاتحاد الأوروبي بأنهما «القوتان الرئيستان اللتان تدعمان السلام العالمي، وهما سوقان كبيران يعززان التنمية المشتركة، ووعاءان حضاريان عظيمان يعززان التقدم البشري».

ولكن لكي نكون منصفين، فإن ماكرون والقادة الأوروبيون الآخرين الذين يشاركون هذه الآراء، لديهم حق. وتهدد العلاقة بين الولايات المتحدة والصين بالخروج عن نطاق السيطرة.

عاصمة مستقطبة للغاية

وفي غضون ذلك، يركز بينغ على إنهاء قرن من تهميش الصين، من خلال جعلها تبرز كقوة عظمى، ويخشى أن الولايات المتحدة مصممة بالقدر

نفسه على بذل كل ما في وسعها لضمان إخفاقه. وفي هذه الأثناء، في واشنطن، وهي عاصمة مستقطبة للغاية، أصبح انتقاد الصين ومهاجمتها سلوكاً شائعاً لدى الحزبين، والسؤال الوحيد هو: من يمكنه ضرب الحزب الشيوعي الصيني بشدة؟

ويشعر كبار مسؤولي البيت الأبيض، بمن فيهم الرئيس الأميركي، جو بايدن، نفسه، بقلق متزايد من أن هذا الإجماع من الحزبين يقوض السياسة السليمة؛ وبدلاً من ذلك، يغذي تصعيداً خطراً في العلاقات مع الصين سيجد كلا البلدين صعوبة متزايدة في إيقافه. وأزمة بالون التجسس، في فبراير الماضي، توضح مدى السرعة التي يمكن أن تخرج بها الأشياء عن السيطرة، وهنا يمكن لأوروبا أن تساعد.

ويدرك بايدن أن مفتاح نجاح الولايات المتحدة في التنافس مع الصين يكمن في الشراكة الوثيقة والتحالف مع أصدقائها الأوروبيين والآسيويين. وعندما يتعلق الأمر بالتقنيات المهمة – مثل الحوسبة الكمية والروبوتات المتقدمة والبيولوجيا التركيبية، والذكاء الاصطناعي- إضافة إلى الاعتماد على المواد المهمة وسلاسل التوريد الحساسة، تحتاج الولايات المتحدة وأوروبا إلى العمل معاً للتنافس مع الصين بفعالية.

تغيير منهجي للنظام الدولي

كثيرون في أوروبا يدركون هذا. وفي الواقع، قبل الانطلاق إلى الصين، ألقت فون دير لايين خطاباً حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، كان من الممكن أن يلقيه بايدن بنفسه. وقالت إن «هدف بكين الواضح» هو تغيير منهجي للنظام الدولي مع وجود الصين في مركزه، ودعت إلى تقليل التجارة والاستثمار في التقنيات الحيوية ومجالات أخرى.

وعلى الرغم من أن الكثيرين في الغرب لا يؤيدون الفكرة الأوروبية بشأن «إزالة المخاطر» عن التجارة، والاستثمار مع الفكرة الأميركية المفترضة لـ«فصل» الصين عن الاقتصاد العالمي، فمن المهم ملاحظة أن قلة من المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن مثل هذا الفصل ممكن، أو حتى مرغوب فيه.

وفي الواقع، في المحادثات الأخيرة مع كبار مسؤولي البيت الأبيض، استخدموا، أيضاً، مصطلح «إزالة المخاطر» لوصف هدف الولايات المتحدة تجاه الصين.

وبالتالي، يجب أن يكون هدف أوروبا هو تأكيد التزام واشنطن بالتخلص من المخاطر، وليس فصل الاقتصاد الصيني عن اقتصادها. ولا تتمثل السياسة الأوروبية الصحيحة في رسم مسار وسطي، ولكن محاذاة الولايات المتحدة وأوروبا على مسار مشترك، ومنع بكين من تغيير النظام العالمي، الذي خدم الشركاء عبر المحيط الأطلسي جيداً على مدار الـ75 عاماً الماضية.

• بالنسبة إلى شي، فإن المستقبل واضح تماماً.. أميركا في حالة تدهور، وفي غضون ربع قرن، ستحتل الصين مكانتها اللائقة باعتبارها أقوى دولة على وجه الأرض.

• يركز شي على إنهاء قرن من إذلال الصين، من خلال جعلها تبرز كقوة عظمى، ويخشى أن الولايات المتحدة مصممة بالقدر نفسه على بذل كل ما في وسعها لضمان إخفاقه.

• على الرغم من أن الكثيرين في الغرب لا يؤيدون الفكرة الأوروبية بشأن «إزالة المخاطر» عن التجارة، والاستثمار مع الفكرة الأميركية المفترضة لـ«فصل» الصين عن الاقتصاد العالمي، فمن المهم ملاحظة أن قلة من المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن مثل هذا الفصل ممكن، أو حتى مرغوب فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى