الجيش السوداني يحذر من خطر وقوع مواجهة مع قوات الدعم السريع
حذر الجيش السوداني أمس من خطر وقوع مواجهة بعد تحركات وحشد لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف أيضاً باسم حميدتي، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
وحذر الجيش السوداني في بيان مما وصفه بـ«تحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن» من جانب قيادة قوات الدعم السريع، ووصف تلك التحركات بأنها تشكل «تجاوزاً واضحاً للقانون»، في تعقيب علني نادر على خلاف أعاق خططاً للتحول للديمقراطية.
وقال متحدث باسم الجيش: «هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها. استمرارها سيؤدي حتماً إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد».
وحذر الجيش في بيانه من أنه «يقع على عاتق القوات المسلحة دستوراً وقانوناً حفظ وصون أمن وسلامة البلاد، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة».
وأضاف أن «القوانين نظمت كيفية تقديم هذا العون، وبناء على ذلك وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بحشد القوات داخل العاصمة وبعض المدن».
وتابع البيان أن «هذه التحركات لقوات الدعم السريع أثارت الهلع والخوف في أوساط المواطنين، وفاقمت من المخاطر الأمنية وزادت من التوتر بين القوات النظامية».
وأكد أنه «لم تنقطع محاولات القوات المسلحة في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات، حفاظاً على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس».
وحذر الجيش السوداني من أن هذه التحركات «تخالف مهام ونظام عمل قوات الدعم السريع وفيه تجاوز واضح للقانون، واستمرارها سيؤدي حتماً إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد».
وتدهورت العلاقات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما دفع إلى تأجيل توقيع اتفاق مدعوم دولياً مع أحزاب سياسية بشأن فترة انتقال لعامين يقودها مدنيون تفضي لإجراء انتخابات.
ومن شأن هذا الاتفاق الجديد الذي لم يوقع إحياء عملية الانتقال الديمقراطي في السودان، وفتح الباب أمام خروج البلاد من الأزمة.
وقال مصدران عسكريان إن محور خلاف حميدتي مع الجيش هو تردده في تحديد موعد نهائي واضح لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وقال حميدتي مراراً من قبل في خطابات إنه لا يريد مواجهة مع الجيش، وهي خطوة من شأنها أن تؤدي لانعدام الأمن في أنحاء البلاد لفترة طويلة في وقت يعاني فيه السودان بالفعل مشكلات اقتصادية محتدمة وموجات عنف قبلي.
ويشغل حميدتي حالياً منصب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، لكنه نأى بنفسه أخيراً عن شخصيات عسكرية ووجد أرضاً مشتركة مع تحالف سياسي مدني.
وتعمل قوات الدعم السريع في السودان بموجب قانون خاص تحت تسلسل قيادي خاص بها. وقالت في بيان في وقت سابق إنها تنتشر في جميع أنحاء البلاد في إطار واجباتها العادية.
وذكرت أنها «تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح».
وقال المصدران العسكريان إن الجيش بسبب قلقه من نوايا حميدتي نشر المزيد من الجنود في الخرطوم في حالة تأهب. ويأتمر الجيش بأمر رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان.
ولحميدتي القيادة على عشرات الآلاف من القوات في الدعم السريع كما يتمتع بثروة كبيرة.
ودعا رئيس حزب الأمة القومي السوداني فضل الله برمة ناصر قيادات الجيش وقوات الدعم السريع لعقد اجتماع، وقال «هذه الأوضاع الراهنة تستوجب تفكيراً خارج الصندوق، فالأحداث تمضي مسرعة لتشكل واقعاً إن لم نتحسب له سيتجاوز كل الآليات والعمليات السياسية السابقة. ولنا في دول عدة في الإقليم عبرة وعظة».
من جهة أخرى أفادت مصادر سياسية سودانية بأن السعودية دخلت على خط الوساطة لنزع فتيل الأزمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت المصادر لصحيفة «الديمقراطي» السودانية في عددها أمس، إن السعودية «اقترحت سحب قوات الدعم السريع من مدينة مروي شمال السودان على أن يُعالج لاحقاً سبب تحركات قوات الدعم السريع».
ووفق الصحيفة «احتدمت التوترات الأمنية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد أن حشدت الأخيرة فجر الأربعاء نحو 100 مركبة عسكرية حول منطقة قاعدة مروي الجوية».