اخبار الامارات

«باص حارتنا».. أجواء الفرح تجول حدود غزة الشرقية

داخل القرى الفلسطينية الحدودية الممتدة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، يجول «باص حارتنا» ليلاً، ليتوقف أمام الأطفال، الذين تجمعوا حوله، ومن ثم تعم أجواء من المرح والفرح، التي تعيشها «أعمار الزهور»، ضمن أمسية رمضانية يومية، في مشاهد مغايرة للممارسات الإسرائيلية، على طول الشريط الحدودي الشرقي للقطاع المحاصر.

ويقضي أطفال المناطق الحدودية ليلتهم الرمضانية، على أنغام الأهازيج التراثية الفلسطينية، التي تنثرها ألعاب «باص حارتنا» الترفيهية، وهي متنوّعة الفقرات، بين الحكواتي، والغناء، والمسابقات الترفيهية، إلى جانب العزف على الرق.

أجواء الفرح

انتقلت «الإمارات اليوم» إلى بلدة خزاعة الأقرب إلى السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل، شرق خانيونس، إذ التف الأطفال بأعداد كبيرة، بعضهم اصطحبه والده، حول «باص حارتنا»، الذي جهزه أصحابه من الخارج بشكل يجذب الأعمار الصغيرة، حيث فانوس رمضان، والإضاءة الملونة.

استقر الباص وسط ساحة عامة، تجاور منازل السكان، ومحال البقالة، ليباشر أفراد مبادرة «باص حارتنا» فعالياتهم الفنية والتراثية المتعددة، بالزي التراثي الفلسطيني، ليقضي الأطفال أوقات الفرح، التي نُثرت في أرجاء المكان، وأزالت مشاهد الحزن.

بعد الانتهاء من تقديم أغنية شعبية، تزامنت مع فقرة الحكواتي، صفقت الطفلة حلا النجار، بابتسامة عريضة أخفت ما ينهك براءة عمرها، في ظل الظروف المعيشية الراهنة التي يتعرض لها سكان غزة، نتيجة تراكم أزمات الحصار، إلى جانب مجاورة منطقة سكناها للشريط الحدودي، حيث انتشار أبراج المراقبة الإسرائيلية، والمركبات العسكرية على مدار الساعة.

وتقول الطفلة حلا (12 عاماً): «إن العروض الفنية الترفيهية والألعاب الشعبية، إلى جانب المسابقات، وروايات الحكواتي جذبتني بشدة، فهي تضيف السعادة والمرح إلى سجل حياتنا اليومية، التي تعترضها المعاناة من كل حدب وصوب».

زمن الماضي الجميل

وتضيف: «للمرة الثانية تنظم العروض الفنية أمام منزلنا، ولكنها لم تكن الثانية بالنسبة لي، ففي المناطق المجاورة القريبة أسير خلف (باص حارتنا)، لأستمتع مجدداً بأغاني التراث، وألعاب المسابقات، وروايات الحكواتي، التي تأخذك إلى زمن الماضي الجميل».

الحكواتي

وإلى جانب حلا، جلس الطفل يامن أبولحية (تسعة أعوام)، يستمع إلى فقرة الحكواتي بصمت شديد، لينفجر بعدها بالضحك والتصفيق، فور بدء عروض الأغاني الشعبية، معبّراً بذلك عن فرحته بفنون التراث الفلسطيني.

وفي الساحة ذاتها داخل بلدة خزاعة، وقف المواطن، جميل قديح، على مقربة من «باص حارتنا»، بينما يضع طفله عدي ( ثلاثة أعوام) على كتفيه، والذي أبدى فرحته طول الوقت بالضحك، والإشارة بكلتا يديه إلى الأعلى والأسفل.

انسجام تام

إقبال الأطفال على فعاليات «باص حارتنا» كان لافتاً، في جميع المناطق التي تنقلنا داخلها خلال أقل من أسبوعين، إذ انتشر الصغار حول الباص من جميع الاتجاهات، واعتلوا المقاعد التي خصصت لهم، ومنهم من وجد في أسطح بيوتهم، ونوافذها، منصّة للمشاهدة، «في ظل الاكتظاظ الطفولي»، بحسب المشرف على فعاليات «باص حارتنا»، محمد أبولحية.

ويقول أبولحية: «إن الأطفال تفاعلوا مع فعالياتنا المتنوّعة بانسجام تام، حيث شاركونا أجواء الأمسيات الليلية الرمضانية بالغناء والتصفيق الحار، والتي تستمر على مدار ساعتين متواصلتين في كل منطقة نجول بداخلها يومياً».

ويؤكد المشرف على «باص حارتنا» عزمهم مواصلة تقديم الأنشطة الترفيهية في المناطق الحدودية النائية بعد شهر رمضان، للمضي قدماً في طريق نشر البهجة بين الأطفال، والتخفيف من حدة الضغوط النفسية التي تحيط بحياتهم اليومية.

أمسيات رمضانية تراثية

وتتنوّع فقرات المبادرة التراثية، بمشاهد جذابة تأسر عيون الأطفال البريئة، إذ يشارك في تقديمها شاب يجسّد شخصية الحكواتي، ورجل شاب شعره، وفتى تقمص دور الحفيد، الذي يستمع إلى روايات جده، التي تعرفه بتفاصيل تراثه الفلسطيني على مر الأزمنة والعصور، إلى جانب عرض الأناشيد والأغاني الشعبية، التي تربط الأحفاد بموروث الآباء والأجداد التراثي.

ويقول أحمد أبوحسنين، أحد المشاركين في فعاليات «باص حارتنا»: «إن فقراتنا الفنية التراثية عبارة عن فكرة فلكلورية، تجسد حياة الأجداد عبر عقود الزمن الماضي، من خلال عروض الحكواتي، وفقرات تراثية أخرى».

ويسترسل أبوحسنين: «إنه تزامناً مع شهر الصيام، حيث تنفيذ العروض التراثية في المناطق الحدودية، أضفنا فقرات المديح النبوي، والفوازير الرمضانية، والمسابقات الدينية».

ويبين أن الهدف من «باص حارتنا» ربط الأطفال بالموروث الثقافي الفلسطيني، من خلال تعريفهم بالزي التراثي، والأغاني الشعبية القديمة، لافتاً إلى أن الفعاليات الرمضانية هدفت إلى الوصول لأطفال القرى الحدودية المهمشة، لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.

• الهدف من «باص حارتنا» ربط الأطفال بالموروث الثقافي الفلسطيني، من خلال تعريفهم بالزي التراثي، والأغاني الشعبية القديمة.

• الفعاليات الرمضانية هدفت إلى الوصول لأطفال القرى الحدودية المهمشة، لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.

• تتنوّع فقرات المبادرة التراثية، بمشاهد جذابة تأسر عيون الأطفال البريئة، إذ يشارك في تقديمها شاب يجسّد شخصية الحكواتي، ورجل شاب شعره، وفتى تقمص دور الحفيد، الذي يستمع إلى روايات جده، التي تعرفه بتفاصيل تراثه الفلسطيني على مر الأزمنة والعصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى