اخبار الامارات

عودة الهدوء إلى الحرم القدسي.. وإدانات عربية ودولية

عاد الهدوء إلى الحرم القدسي بعد صدامات عنيفة جرت ليلا بين مصلين فلسطينيين والشرطة الاسرائيلية التي اعتقلت مئات منهم، إثر اقتحام الباحة من قبل يهود عشية عيد الفصح الذي يحتفلون به الأربعاء.

وجاءت هذه المواجهات في أجواء من التوتر المتزايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وخصوصا خلال شهر رمضان الذي يعتكف فيه مسلمون عادة في المسجد الأقصى ويؤدون الصلاة ليلا فيه.

وأثار اقتحام الشرطة الاسرائيلية للحرم القدسي سلسلة إدانات، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن دولته “ملتزمة الوضع الراهن”.

فقد اعتبرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، الخطوة “جريمة غير مسبوقة”. ودعا إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة فجر الأربعاء الفلسطينيين إلى التوجه الى القدس من أجل “حماية” المسجد الأقصى.

أما الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، فرأى أن “ما يجري في المسجد  يشكل تهديداً جدياً على مقدساتنا”.

وحذرت الرئاسة الفلسطينية أيضا “الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة”، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى “انفجار كبير”، كما ورد في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية (وفا).

وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن “الوحشية” في “الاعتداء على المصلين” تستدعي “تحركا فلسطينيا وعربيا ودوليا ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم في حماية المقدسات والمصلين من بطش الاحتلال”.

ودانت وزارة الخارجية الأردنية “إقدام شرطة الاحتلال الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه”، معتبرة ما حصل “انتهاكا صارخا وتصرفا مدانا ومرفوضا”.

وطالبت في بيان “إسرائيل بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فوراً” محذرة من “هذا التصعيد الخطير”.

واستنكر مجلس الأوقاف الإسلامية “الاعتداء الغاشم على المعتكفين” ودعا “كافة المسلمين … لإعمار المسجد بالصلاة والتعبد وقراءة القرآن”.

وأكد المجلس أن المسجد “لم ولن يقفل في وجه المعتكفين”.

من جهتها، أعلنت الشرطة الاسرائيلية صباح الأربعاء أنها أوقفت “أكثر من 350” شخصا في الحرم القدسي. لكن فراس الجبريني أحد أعضاء طاقم المحامين عن المعتقلين أكد أن عدد الموقوفين يراوح بين 450 شخصا و500 شخص.

وأكد الجبريني تعرض الكثير منهم لإصابات معظمها في الجزء العلوي من الجسم ولا سيما في الرأس والعيون، بينما ذكرت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع “25 إصابة من الذين أفرج عنهم” ونقل “اثنان منهم إلى المستشفى”.

وأوضح الجبريني أنه تم “الإفراج عن عدد غير محدد منهم بشروط الإبعاد عن المسجد والبلدة القديمة والمثول للتحقيق عند الاستدعاء”.

كما أكد المحامي نفسه تمديد اعتقال “18 موقوفا (فلسطينيا) من حملة الهوية الإسرائيلية حتى عرضهم على المحكمة بالإضافة إلى الذين يحملون الهوية الفلسطينية”.

وقال مكتب الأوقاف الإسلامية أن الهدوء عاد إلى الحرم القدسي.

ويرفض الفلسطينيون دخول اليهود إلى الحرم القدسي والصلاة فيه، ويعتبرون هذه “الاقتحامات” استفزازا لهم.

وأكد بنيامين نتنياهو في بيان أن إسرائيل ملتزمة الحفاظ على “حرية العبادة وحرية الوصول (إلى المسجد) لجميع الأديان، ولن تسمح للمتطرفين العنيفين بتغيير هذا”.

وبحسب نتنياهو هناك “إجراءات إسرائيلية للحفاظ على الوضع الراهن وتهدئة النفوس”.

وأشاد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالشرطة “لتحركها السريع والحازم” متهما المصلين الذين طردتهم الشرطة من المسجد بنيتهم “إلحاق الأذى برجال الشرطة وقتلهم وإيذاء المواطنين الإسرائيليين”.

وردا على اقتحام الشرطة للمسجد، أطلقت صواريخ عدة من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل على ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية ومراسلو وكالة فرانس برس.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “أُطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية وتم اعتراضها جميعا بواسطة منظومة الدفاع الجوي”.

وفي وقت لاحق شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على قطاع غزة.

وتجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بعد الغارات الإسرائيلية فيما شن الطيران الإسرائيلي غارات مجددا. ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ حتى اللحظة.

ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب مصادر طبية.

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال “سنضرب كل من يحاول إلحاق الأذى بنا”.

وأضاف خلال زيارته لموقع بطارية القبة الحديدية في الجنوب “سندفعه الثمن باهظا وسنجعله يندم على تهديد المواطنين الإسرائيليين أو قوات الجيش”.

ومساء الاربعاء، أفاد شهود عيان في غزّة أنّ صاروخين أطلقا من شمال القطاع باتجاه إسرائيل حيث أعلن الجيش أنّ أحدهما سقط داخل القطاع والآخر “في منطقة السياج الحدودي” الفاصل بين القطاع الفلسطيني والدولة العبرية.

وأعرب البيت الأبيض عن “قلقه البالغ” حيال أعمال العنف التي شهدها الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة، و”حضّ جميع الأطراف على تفادي تصعيد إضافي”، وفق ما قال متحدّث باسمه الأربعاء.

كذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، عن “صدمته” و”ذهوله” إزاء مستوى العنف الذي استخدمته قوات الأمن الإسرائيلية بحق مصلّين فلسطينيين داخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلّة ليل الثلاثاء.

وحذرت جامعة الدول العربية الأربعاء من “دوامة عنف تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم”، ورفضت الجامعة التي اجتمع مجلسها في القاهرة الاربعاء بناء على طلب الأردن “المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيا ومكانيا”.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان “لا يمكن أن تبقى تركيا صامتة عن هذه الهجمات. إن الاعتداء على المسجد الأقصى هو خط أحمر بالنسبة الينا”، مؤكدا أن “الفلسطينيين ليسوا وحدهم”.

وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن المملكة، التي ترتبط بعلاقات وطيدة مع إسرائيل، تؤكد “ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس والأماكن المقدسة، والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام بالمنطقة”.

وجدد البيان التعبير عن “رفض المملكة المغربية لمثل هذه الممارسات، التي لن تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا تعقيدا وتوترا”، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس التي تعنى بالحفاظ على الطابع الإسلامي للمدينة.

وتصاعد العنف منذ مطلع العام الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعدما وصلت إلى السلطة في إسرائيل حكومة تعتبر من الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.

وأسفرت أعمال العنف منذ مطلع العام عن مقتل أكثر من 100 شخص معظمهم من الجانب الفلسطيني.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى