تقرير: أميركا ستدمر مصانع الرقائق الإلكترونية في تايوان اذا ضمت الصين الجزيرة
قال روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي السابق لدونالد ترامب، إن الولايات المتحدة ستدمر صناعة أشباه الموصلات (الرقائق الإليكترونية) شديدة التطور في تايوان حتى لا تتمكن الصين من الاستيلاء عليها إذا نجحت في ضم جزيرة تايوان.
ونقل موقع “سيمافور” الأميركي عن روبرت أوبراين خلال محادثة تم بثها اليوم في منتدى الأمن العالمي الذي نظمه مركز صوفان الاستشاري للشؤون الأمنية في الدوحة، في قطر، قوله: “إن الولايات المتحدة وحلفائها لن يتركوا تلك المصانع تقع في أيدي الصينيين”.
ويتم إنتاج الجزء الأكبر من الرقائق الدقيقة الأكثر تقدمًا في العالم في منشآت تايوانية مملوكة لشركة TSMC. وقال أوبراين إن السيطرة على تلك المصانع سيجعل الصين “مثل أوبك الجديدة لرقائق السيليكون” وتسمح لها “بالسيطرة على الاقتصاد العالمي”.
وأضاف “الآن دعونا نواجه الأمر، لن يحدث هذا أبدًا”.
وأجرى أوبراين مقارنة مع ما قامت به بريطانيا من تدمير الأسطول البحري الفرنسي بعد استسلام فرنسا لألمانيا النازية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 بحار في هذه العملية. وروى كيف دخل ونستون تشرشل، إلى مجلس العموم “والدموع تنهمر على وجهه لأنه كان أصعب قرار اتخذه في الحرب”، لكنه تلقى تصفيقًا بالإجماع.
لكن المسؤولين التايوانيين قالوا إنه لا توجد حاجة لذلك، لأنه لأسباب مختلفة لن تتمكن الصين من تشغيل المصانع بعد الاستيلاء عليها.
ووفقاً للتقرير، لم يقل أوبراين صراحة أن هناك خطة عسكرية لعمل أميركي بشأن تدمير هذه المصانع، ولكن عندما سأله معد التقرير عما إذا كانت منشآت إنتاج الرقائق في تايوان “ستختفي” حقًا، قال: “لا أستطيع أن أتخيل أنها ستكون سليمة”.
وتعد شركة Apple أكبر عملاء TSMC، وتنتج الشركة المصنعة معظم معالجات الهواتف الذكية البالغ عددها 1.4 مليار في العالم.
كما أن حوالي 60٪ من وحدات التحكم الدقيقة الأبسط التي يستخدمها صانعو السيارات هي أيضًا من صنع الشركة.
وعلى الرغم من أن الكثير من البحث والتطوير لأشباه الموصلات يحدث في الولايات المتحدة، إلا أن السنوات الثلاثين الماضية شهدت اعتماد الشركات المصنعة على مصادر خارجية للتصنيع، وذلك لرخص التكلفة، كما قال ويليام آلان راينش، كبير المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية سابقاً.
أوبراين ليس أول من طرح فكرة تدمير مصانع أشباه الموصلات في تايوان إذا نجحت الصين في اجتياحها، حيث أوصى باحثان أميركيان بهذه الخطوة في ورقة نشرتها الكلية الحربية للجيش الأميركي في عام 2021.
وقالت الورقة البحثية حينها: “للبدء، يتعين على الولايات المتحدة وتايوان وضع خطط لاستراتيجية الأرض المحروقة التي من شأنها أن تجعل تايوان ليست فقط غير جذابة إذا تم الاستيلاء عليها بالقوة، ولكن جعل الحفاظ عليها مكلف للغاية”.
وأضافت الورقة: “يمكن القيام بذلك بشكل أكثر فاعلية من خلال التهديد بتدمير المنشآت التابعة لشركة Taiwan Semiconductor Manufacturing Company، أهم صانع للرقائق في العالم وأهم مورد للصين.
وأشارت الورقة إلى أن ” شركة سامسونج التي يقع مقرها في كوريا الجنوبية (حليف للولايات المتحدة) هي البديل الوحيد لحل محلها”.
لكن تشين مينج تونج قال إنه لن يكون من الضروري للولايات المتحدة تدمير مصانع أشباه الموصلات في تايوان في حالة ضم الصين للجزيرة، لأن النظام مدمج بالفعل بعمق في سلسلة التوريد العالمية، مما يعني أنه يمكن للولايات المتحدة والدول الأخرى إيقاف الإنتاج دون تدمير المصانع فعليًا.
على سبيل المثال، قال تشين إن شركة TSMC لن تكون قادرة على إنتاج رقائق معينة بدون مكونات من المورد الهولندي ASML. قال تشين: “حتى لو حصلت الصين على الدجاجة الذهبية، فلن تتمكن من وضع البيض الذهبي”.