هزاع المنصوري: يوم سلطان النيادي على متن «المحطة الدولية» يبدأ في الـ 7 صباحاً
قال رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، لـ«الإمارات اليوم»، إن رائد الفضاء سلطان النيادي يعيش تفاصيل حياته اليومية خلال وجوده في محطة الفضاء الدولية كما لو كان موجوداً على الأرض، إذ «يبدأ عمله من السابعة صباحاً (بتوقيت غرينتش)، ويستمر حتى السابعة مساءً. وتتخلل ساعات عمله فترة راحة لتناول الطعام، وفي نهاية اليوم يحصل على وقت للراحة، وتصوير الأرض، والحديث مع الأهل، والتواصل مع الأصدقاء»، مشيراً إلى أن المحطة بها وسائل مختلفة للتواصل مع المحطات الأرضية، منها اللاسلكي، والبريد الإلكتروني، وأيضاً الهاتف، كاشفاً عن وجود إنترنت داخل المحطة لمتابعة «تويتر»، والتواصل مع الأصدقاء من خلاله، وكذلك استقبال أفلام جديدة من الأرض.
ولفت إلى أنه في نهاية الأسبوع، يحصل رواد الفضاء على راحة وقسط من الترفيه، فهناك مخزون من الأفلام يمكن الاطلاع عليه، فضلاً عن إمكان ممارسة كرة القدم – بشكل مختلف في الفضاء – أو لعبة البيسبول.
كما يمكن أن يشارك النيادي في تصوير الأرض ورصدها، وتحضير الطعام، كاشفاً أن سلطان يشارك بطعام إماراتي في المحطة، وسينشر صوراً بذلك، فالإمارات دولة عربية، ونشارك بقية الدول بعاداتنا وتقاليدنا، وهذا الأمر يخلق نوعاً من الألفة بين رواد الفضاء خلال الأشهر الستة التي يقضونها في المحطة. وعن الحقيبة الشخصية التي يحملها سلطان النيادي في رحلته الفضائية، قال المنصوري إن سلطان له أغراض خاصة، مثل كل رائد فضاء، فقد حمل معه صوراً للعائلة، وبدلة لعبة الجوجيتسو، لاسيما أنه وصل إلى مستوى متقدم في تلك الرياضة، وسيمارسها في المحطة في ظل انعدام الجاذبية. كما حمل معه مصحفاً، وبعض الأمور التذكارية من الأصدقاء والأقارب، وبعض الأشياء الخاصة من زملائه رواد الفضاء. وحمل صوراً لأبنائه، ورسومات منهم، ونماذج لصواريخ صغيرة.
وسيجري سلطان النيادي وطاقم (crew-6) الموجودون حالياً في محطة الفضاء الدولية العديد من التجارب العلمية، إضافة إلى أمور أخرى، منها صيانة المحطة وضمان استدامتها، والتعامل مع المحطات الأرضية ومركبات الشحن في المحطة، والسير في الفضاء، والعمل على أمور مختلفة خارج المحطة.
وقال المنصوري إن صيانة محطة الفضاء دورياً هدفها التأكد من التجارب العلمية بشكل صحيح، لافتاً إلى أن النيادي تدرب على السير في الفضاء بمركز جونسون للفضاء في هيوستن، وهذا التدريب أتاح له ارتداء بدلة الفضاء، والنزول تحت الماء لست ساعات.
وأضاف: «سلطان وطاقم (crew-6) هدفهم، خلال الأسبوع الأول لمهمتهم، التأقلم على انعدام الجاذبية، وأخذ التلقين من طاقم (crew-5) الموجود بالمحطة، الذي سيعود خلال أسبوع، فهناك نقل للخبرات والمعرفة التي عاشها الطاقم الموجود بالمحطة، وبعد ذلك يبدأ الطاقم التجارب العلمية، وإجراءات الصيانة، والقيام بتجارب مختلفة وجديدة، وأيضاً التواصل مع طلبة المدارس والجامعات».
وتابع أن «محطة الفضاء هي مختبر يدور حول الأرض في مدار على ارتفاع 400 كيلومتر، بسرعة تفوق 27 ألف كيلومتر في الساعة، وبالتالي فإن رواد الفضاء يشهدون الشروق والغروب في دورة كاملة حول الأرض تمتد لـ90 دقيقة، أي أنهم يشهدون نحو 16 شروقاً وغروباً يومياً». وواصل المنصوري: «نعيش ونعمل في المحطة، وهو ما سيقوم به سلطان النيادي لمدة ستة أشهر، فهي بيته ومكان عمله ومكتبه، وبالتالي سيقوم بهذه الوظائف المختلفة»، موضحاً أن المحطة تستخدم توقيت غرينتش (لندن) رسمياً لها، لأنه في الوسط بالنسبة للدول المشاركة في المحطة.
وأضاف هزاع المنصوري أن مهمة سلطان تتضمن إجراء العديد من التجارب العلمية، حيث يؤدي 19 تجربة علمية لمركز محمد بن راشد للفضاء، إضافة إلى أكثر من 200 تجربة علمية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
النيادي حمل صوراً للعائلة ومصحفاً.. و«تويتر» وسيلة تواصله مع الأصدقاء.