244 فلسطينياً شُرّدوا في الضفة والقدس منذ بداية 2023
بعد أن ضاقت به الأرض ذرعاً في بلدته الأصلية سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، جراء هدم قوات الاحتلال منزله، ومنعه من البناء مرة أخرى، انتقل المواطن الفلسطيني، محمد صيام، للسكن في محافظة أريحا بالضفة الغربية، بعد بناء منزل يؤويه وعائلته.
إسرائيل لاحقته ثانية، وهدمت منزله الكائن في منطقة «اسطيح» بقرية الديوك التحتا غرب أريحا، والمكون من طابقين، فوق مساحة قدرها 170 متراً مربعاً ، ليكون التشرد مصيره مرة أخرى، فيما أنذرت قوات الاحتلال في اليوم ذاته بهدم 20 منزلاً فلسطينياً، في المنطقة نفسها.
وبالانتقال إلى حي بشير في بلدة جبل المكبر بمدينة القدس الشريف، هدمت الجرافات الإسرائيلية، معززة بقوات عسكرية، منزلين تابعين للمواطن المقدسي إبراهيم بشير، ونجله مهند، بعد الاعتداء عليهما ضرباً من جنود الاحتلال، ليطال التشرد 17 مقدسياً من عائلة واحدة.
حقائق بالأرقام
ما واجهه الفلسطينيان صيام وبشير، يأتي في إطار عمليات الهدم الإسرائيلية المتصاعدة منذ بداية العام الجاري، التي طالت عشرات البيوت في مدينة القدس الشريف، ومدن الضفة الغربية، ليصبح التشرد مصير مئات الفلسطينيين، الذين لا مأوى لهم بعد إزالة منازلهم سوى العيش في خيام بجانب ركام منازلهم أو فوقها، أو اللجوء إلى باطن الأرض للاحتماء في أعماق كهوف قديمة، كما هي الحال في جنوب مدينة الخليل.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإنه جراء عمليات الهدم الإسرائيلية لمنشآت سكنية فلسطينية، طال التشرد 244 فلسطينياً منذ بداية عام 2023، فيما يضاف ذلك إلى 353 مبنى سكنياً، هدمها الاحتلال الإسرائيلي خلال عام 2022.
من جهته، يقول الباحث في مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق، محمد الحروب، لـ«الإمارات اليوم»، في حديث خاص: «إنه منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخ 22 من فبراير الجاري، هدمت قوات الاحتلال 64 منزلاً مأهولاً بالسكان، و144 منشأة زراعية وصناعية وخدمية، داخل مدن الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة». ويشير إلى أن محافظة الخليل شهدت هدم 14 منزلاً، و24 منشأة، من بينها سبعة منازل و15 منشأة في مسافر يطا جنوب الخليل.
وداخل حدود محافظة القدس، الواقعة خلف جدار الفصل العنصري، هدمت سلطات الاحتلال 21 بيتاً، و50 منشأة، أما في أحياء مدينة القدس المحتلة داخل الجدار، فهدمت طواقمها 29 منزلاً، و24 منشأة، منها 13 عملية هدم ذاتي، تنوعت ما بين بيوت ومنشآت.
ومن عمليات الهدم الإسرائيلية أيضاً، 11 منزلاً ومنشأة في محافظة أريحا، وثلاثة منازل في محافظة بيت لحم، وثلاثة أخرى في جنين، وسبعة منازل في مدينة، ومنزل واحد في مدينة سلفيت.
تطهير عرقي
ويقول الباحث في مركز عبدالله الحوراني: «إن أهداف الاحتلال من عمليات الهدم هذه متعددة، بحسب المناطق الجغرافية، فمنها ما هو أمني، جراء قرب بعض البيوت والمنشآت من جدار الفصل العنصري أو المستوطنات أو الشوارع الاستيطانية الالتفافية، ومنها ما يندرج ضمن محاربة الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج)، بحسب اتفاقية «أوسلو».
ويبيّن أن من أهداف الهدم الإسرائيلي ما يندرج في سياق التهجير والتطهير العرقي، تحديداً داخل مدينة القدس الشريف، وتغيير وضع المدينة المقدسة الديموغرافي.
ويلفت الحروب إلى أن الاحتلال يتذرع بحجج واهية عدة، لتبرير عمليات هدم منازل السكان الفلسطينيين، ومنها البناء في مناطق مصنفة محميات طبيعية، أو مناطق تدريب عسكرية.
ويواصل الباحث الفلسطيني بالقول «إنه من أجل الوصول إلى مرحلة هدم المنازل الفلسطينية، ترفض بلدية الاحتلال في مدينة القدس الشريف منح تراخيص بناء للمواطنين الفلسطينيين فوق أرضهم الأصلية، لتهدمها بحجة البناء دون ترخيص، فيما يخوض المئات منهم معارك قانونية في أروقة المحاكم الإسرائيلية ».
إزالة واسعة النطاق
سياسة الهدم الإسرائيلية استهدفت منازل الفلسطينيين في الأحياء القريبة من المدن المصنفة، مناطق (أ)، كما طالت تلك الموجودة في القرى النائية، والقريبة من المناطق المصنفة (ج)، ولكن المنطقة الأولى التابعة إدارياً وأمنياً للسلطة الوطنية الفلسطينية، فإن سكانها يُشردوا بجانب ركام منازلهم.
ويحدث ذلك في مدن عدة داخل الضفة الغربية، منها ما شهدته مدينة جنين شمال الضفة.
أما المنطقة (ج) التابعة أمنياً وإدارياً للاحتلال، فإنه يهدم بيوت قاطنيها، لتهجيرهم قسراً، ليصادر الأرض التي قضى فوقها سنوات طوال، ويكثر ذلك في قرى «مسافر يطا» أقصى جنوب الخليل، والأغوار الشمالية الفلسطينية، والأحياء المقدسية الخاضعة لهيمنة بلدية الاحتلال.
• أهداف الاحتلال من عمليات الهدم هذه متعددة، بحسب المناطق الجغرافية، فمنها ما هو أمني، جراء قرب بعض البيوت والمنشآت من جدار الفصل العنصري أو المستوطنات أو الشوارع الاستيطانية الالتفافية، ومنها ما يندرج ضمن محاربة الوجود الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج)، بحسب اتفاقية «أوسلو».