ألب أرسلان.. مأساة الأطفال الناجين من الزلزال
وفاة الطفل السوري، ألب أرسلان بري، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في مستشفى في إدلب شمال غرب سورية، جراء متلازمة «هرس الأطراف»، جرس إنذار لما يعانيه الآلاف من الأطفال ضحايا الزلزال المدمر، الذي ضرب تركيا وشمال سورية في السادس من فبراير.
الطفل ألب أرسلان نجا بأعجوبة، بعد بقائه 40 ساعة تحت الأنقاض، حيث عُثر عليه في حضن والده، الذي توفي مثل والدته وشقيقيه، وظل يعاني متلازمة «هرس الأطراف»، إثر الزلزال الذي أودى بأكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسورية.
والمتلازمة التي تنتج من ضغط تتعرض له الأطراف لفترة تزيد على 12 ساعة، ما يؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية على مستوى الأنسجة، ويعرّض المريض للبتر والإصابة بقصور كلوي ومشكلات في القلب، تهدد حياة الكثير من الناجين المصابين بمتلازمة الهرس، صغاراً وكباراً.
مئات المصابين بالزلزال يعانون هذه الحالة، وهم بحاجة لاستجابة عاجلة، ورعاية طبية متقدمة، حتى لا يدخلوا في حالة قصور الأعضاء المتعدد، وتجرثم الدم، وتتحول الإصابة إلى مميتة، كما حدث للطفل أرسلان.
أيضاً هناك حالة الطفلة شام الشيخ محمّد، البالغة من العمر تسع سنوات، وشقيقها عمر (15 عاماً)، اللذين نُقلا من شمال سورية إلى تركيا للعلاج، لإصابتهما بمتلازمة «هرس الأطراف».
أطفال الزلزال عاشوا لحظات صمت وصراخ، ذهول وارتعاش، أنين وبكاء.. كلها مشاهد محزنة لفلذات أكباد، تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن فاجأهم الزلزال المدمر، ليجد الجميع نفسه تحت الركام، ما بين صريع ومصاب وناجٍ.
تفاصيل المعاناة، وحجم الإحساس بها، ومشاهد الصور، تؤكد الحاجة إلى تحرك عاجل لإعادة التوازن النفسي والعقلي لهؤلاء الأطفال قبل فوات الأوان، فإذا كان وقع الزلزال على الكبار كارثياً، فإن الأمر مع الأطفال أكثر مأساوية، وتأثيره مدمر لعقلية الطفل ونفسيته، في ظل المشاهد المرعبة التي عايشها تحت الركام، وبين جثث أحبائه.
صور الأطفال الناجين، التي انتشرت على مواقع التواصل، جسّدت حجم المأساة، وتفاعل معها كل من شاهدها، لاسيما الفيديو الذي تظهر فيه طفلة تحمي شقيقها بيدها، وتطلب من المسعف أن يخرجها من تحت الأنقاض، وتعرب عن استعدادها للعمل لديه.
مصابو الزلزال من الأطفال هم في أمس الحاجة اليوم وقبل الغد، إلى الرعاية النفسية ، لمساعدتهم حتى لا تجاوز محنتهم الخطوط الحمراء.