ممرض فلسطيني يتفاجأ بجثة والده أثناء إسعافه جرحى بنيران إسرائيلية
عند وصول أول المصابين بطلقات نارية إلى المستشفى الذي يعمل فيه في نابلس، الأربعاء الماضي، إثر عملية إسرائيلية دامية، سارع الممرض إلياس الأشقر لإسعاف الجرحى لكنه عجز عن إنقاذ أحدهم وكان والده، الذي كان أعزل وأصيب أثناء عودته من المسجد وتوفي متأثراً بجراحه.
يقول إلياس الأشقر (25 عاماً) لوكالة فرانس برس: «كنت صباح الأربعاء في دوامي الاعتيادي في المستشفى، وكنت منشغلاً بتدريب عدد من الطلبة الذين يدرسون الطب في جامعة النجاح».
في تلك الأثناء، قاطع الممرض الشاب قرع جرس الإنذار في مستشفى النجاح إيذاناً بوصول عدد كبير من الجرحى.
حدث ذلك بعيد شنّ القوات الإسرائيلية عملية في مدينة نابلس القديمة، بحثاً بحسب الجيش عن فلسطينيين يشتبه في ضلوعهم في هجمات سابقة وأخرى مخطط لها ضد إسرائيل.
ولدى وصول طليعة الجرحى الذين وزعوا على مؤسسات صحيّة عدة في المدينة، هرع إلياس الأشقر إلى قسم الطوارئ، ويقول: «كانت هناك دماء كثيرة وملابس على الأرض في القاعة، بينما يحاول الأطباء إنعاش رجلين على سريرين متقابلين».
ويضيف إلياس: «ساعدت الأطباء من أجل إنقاذ الجريح الأول وكان شاباً صغير السن لكنه ما لبث أن فارق الحياة، فتوجهت للمساعدة في إنقاذ حياة الجريح الثاني من دون أن أنظر لوجهه، ثم توجهت إلى مساعدة زملاء آخرين لكن شعوراً غريباً كان ينتابني».
ويتابع الممرض الفلسطيني: «عدت مسرعاً وسألت عنه فأخبروني أنه استشهد، فأزحت الستار لا شعورياً، واكتشفت أن الشهيد والدي».
ويضيف إلياس الأشقر بعينين دامعتين خلال فعالية تكريم لوالده عبدالعزيز (65 عاماً): «بدأت أصرخ إنه والدي.. إنه والدي».
وبينما يتزاحم الشبان لتقديم التعازي، يشدد إلياس على أنه لا يريد سوى تحقيق العدالة لوالده الذي يؤكد أنه كان أعزل وفي طريق العودة من المسجد عندما أصيب بنيران إسرائيلية.