تعاون بين بلدية دبي ومجلس تجار حتا لدعم مشروع البصمة الوطنية للعسل الإماراتي
دبي، مدينة الابتكار والتميز، تواصل جهودها الدؤوبة في دعم وتعزيز المنتجات الوطنية، وخاصةً تلك التي تمثل جزءاً من تراثها وثقافتها الغنية. وفي هذا السياق، أعلنت بلدية دبي عن توقيع مذكرة تعاون استراتيجية مع مجلس تجار حتا، التابع لغرفة تجارة دبي، بهدف دعم مشروع “البصمة الوطنية للعسل الإماراتي” ورفع مكانته في الأسواق المحلية والدولية. هذا المشروع الطموح يهدف إلى ضمان جودة العسل الإماراتي وسلامته، وتعزيز ثقة المستهلكين به.
تعزيز التعاون بين بلدية دبي ومجلس تجار حتا
تم توقيع هذه المذكرة الهامة خلال فعاليات النسخة العاشرة من “مهرجان حتا للعسل”، الذي يعد منصة رئيسية لعرض وتسويق هذا المنتج الاستثنائي. وقد مثّلت بلدية دبي في هذا الحدث الدكتورة نسيم محمد رفيع، المدير التنفيذي لمؤسسة البيئة والصحة والسلامة في بلدية دبي بالإنابة، بينما مثّل مجلس تجار حتا الدكتور مانع الكعبي، رئيس المجلس. حضور ممثلين عن كلا الطرفين يؤكد على الأهمية التي يوليها كل من البلدية والمجلس لهذا المشروع.
مشروع البصمة الوطنية للعسل الإماراتي: نحو معايير عالمية
يهدف مشروع “البصمة الوطنية للعسل الإماراتي” إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية شاملة ودقيقة للعسل المنتج محلياً. هذه القاعدة لن تعتمد فقط على الفحوصات المخبرية التقليدية، بل ستوظف أحدث التقنيات التحليلية ودراسات التمييز النباتي والجغرافي. من خلال هذه الدراسات، سيتم توثيق الخصائص الفريدة لكل نوع من العسل الإماراتي، مما يساهم في حماية سمعته وتعزيز تنافسيته في الأسواق العالمية.
أهمية قاعدة البيانات الوطنية للعسل
تعتبر قاعدة البيانات الوطنية للعسل ركيزة أساسية في هذا المشروع. ستتيح هذه القاعدة للمنتجين والمستهلكين والجهات الرقابية الوصول إلى معلومات دقيقة وموثوقة حول أصل العسل وتركيبته ونوع النبات الذي استخلص منه. هذا الشفافية ستعزز الثقة في المنتج وتقلل من فرص الغش والتلاعب. بالإضافة إلى ذلك، ستساعد في تطوير معايير إنتاج العسل عالية الجودة.
أدوار ومسؤوليات الأطراف المتعاونة
بموجب مذكرة التعاون، ستتولى بلدية دبي مسؤولية إجراء التحاليل المخبرية المتخصصة للعسل، وإدارة وتطوير قاعدة البيانات الوطنية، وتقديم الدعم الفني والعلمي اللازم للمنتجين. هذا الدور الحيوي يضمن تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة في جميع مراحل الإنتاج.
في المقابل، سيلتزم مجلس تجار حتا بتوفير عينات العسل وحبوب اللقاح من مناطق حتا المختلفة، وفقاً لمواسم الإنتاج، وتزويد البلدية بالبيانات المتعلقة بهذه العينات. كما سيسهل المجلس الزيارات الميدانية للمفتشين والخبراء، وسيتعاون مع البلدية في تنفيذ الأنشطة الإعلامية والتوعوية التي تهدف إلى تثقيف المستهلكين حول فوائد العسل وأهمية اختيار المنتجات الأصلية.
رؤية مستقبلية لتعزيز المنتج الوطني
أكدت الدكتورة نسيم محمد رفيع أن هذه المذكرة تعكس حرص بلدية دبي على تبني حلول علمية متقدمة لضمان جودة وسلامة المنتجات الغذائية المحلية، وحماية المستهلكين. وأضافت أن المشروع يمثل نموذجاً رائداً للتكامل بين القطاعين العام والخاص، ويدعم المنتج الوطني القائم على المعرفة والابتكار.
من جانبه، أعرب الدكتور مانع الكعبي عن فخره بالتعاون مع بلدية دبي في هذا المشروع الهام. وأوضح أن الدراسات الموسمية التي سيتم إجراؤها على عينات العسل المحلية ستستمر لسنوات قادمة، مما سيساهم في تأسيس قاعدة بيانات علمية شاملة تعتبر مصدراً موثوقاً للمعلومات حول العسل الإماراتي وحبوب اللقاح في مختلف المناطق الجغرافية. هذه القاعدة ستساعد في التمييز بين أنواع العسل المختلفة، وتحديد خصائصها الفريدة، وتعزيز استخداماتها الطبية وفقاً لأسس علمية دقيقة.
نحو علامة تجارية متميزة للعسل الإماراتي
إن مشروع “البصمة الوطنية للعسل الإماراتي” يمثل خطوة مهمة نحو بناء علامة تجارية متميزة للعسل الإماراتي على المستوى العالمي. من خلال ضمان الجودة والسلامة، وتوثيق الخصائص الفريدة لكل نوع، وتعزيز الشفافية، سيتمكن العسل الإماراتي من المنافسة بقوة في الأسواق العالمية، وجذب المستهلكين الذين يبحثون عن منتجات طبيعية وصحية وعالية الجودة. هذا التعاون بين بلدية دبي ومجلس تجار حتا يجسد التزاماً مشتركاً بدعم وتنمية قطاع تربية النحل وإنتاج العسل في دولة الإمارات العربية المتحدة.
