منزل في دبي بلا باب.. يستقبل الزوار والسياح منذ 35 عاماً

في لفتة إنسانية نادرة، قرر المواطن الإماراتي أحمد بن سليم بن بطي العامري، أن يفتح أبواب منزله – حرفياً – للجميع في دبي، منذ أكثر من 35 عاماً. هذه القصة المؤثرة ليست مجرد خبر عابر، بل هي تجسيد حي لقيم الكرم الإماراتي الأصيلة، وتعكس الأمن والأمان الذي تتمتع به دولة الإمارات العربية المتحدة. هذا المنزل الفريد، الواقع في منطقة زعبيل الأولى، أصبح رمزاً للتواصل الإنساني والتكافل الاجتماعي.
منزل بلا أبواب: قصة كرم إماراتي أصيل
لم يكن قرار إزالة باب المنزل قراراً عفوياً، بل نابعاً من فلسفة عميقة تؤمن بأهمية التواصل والترابط المجتمعي. يروي السيد أحمد العامري قصة منزله قائلاً: “بدأت القصة بعد بناء المنزل وتوسعته في عام 1989. أدركت أن إزالة الباب ستجعله أكثر انفتاحاً على الجميع، وستشجع على اللقاءات والتجمعات العفوية.” ومنذ ذلك الحين، أصبح المنزل ملاذاً آمناً للضيوف والزوار والسياح، وحتى العمال والمحتاجين.
الأمن والأمان: أساس الحياة في الإمارات
يُعد هذا المنزل المفتوح دليلاً ملموساً على مستوى الأمن والأمان الذي ينعم به المجتمع الإماراتي. على الرغم من انعدام الأبواب، لم يشهد المنزل أي حوادث أو مشاكل على مدار العقود الماضية. هذا يعكس الثقة المتبادلة بين أفراد المجتمع، والشعور الجماعي بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض. كما يبرز مدى احترام القانون والنظام في دولة الإمارات، مما يجعلها بيئة آمنة للجميع.
منزلي.. مجلس للجميع
لم يقتصر الأمر على إزالة الباب، بل قام السيد العامري بتخصيص خيمة داخل المنزل لاستقبال الزوار وتقديم الضيافة لهم. هذه الخيمة تحاكي مجالس الأجداد، حيث يجتمع الناس لتبادل الأحاديث وتقوية الروابط الاجتماعية. يقول السيد العامري: “أردت أن أجعل منزلي امتداداً لمجالس الشيخ راشد، طيب الله ثراه، حيث كان الباب مفتوحاً للجميع دون استثناء.”
قصص من القلب: ضيافة لا تعرف الحدود
يتذكر السيد العامري العديد من المواقف المؤثرة التي حدثت في منزله المفتوح. من بين هذه القصص، موقف مجموعة من السياح الذين دخلوا المنزل معتقدين أنه حديقة عامة. عندما علموا أنه منزل خاص، استغربوا وأعربوا عن تقديرهم لهذه اللفتة الكريمة. هذه الحادثة تؤكد أن الضيافة العربية ليست مجرد تقليد، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية الإماراتية.
رحلة في عالم الكرم والتواصل
إن قصة السيد أحمد العامري ليست مجرد قصة منزل بلا أبواب، بل هي قصة حياة مليئة بالكرم والتواصل. يشتهر السيد العامري بشغفه بالسفر والترحال، حيث كان من أوائل الإماراتيين الذين جابوا دول العالم بالسيارة. هذه التجارب عززت لديه حب التقارب مع الناس واستضافتهم، وأكدت له أن العالم بحاجة إلى المزيد من التسامح والتفاهم. كما أن هذه الرحلات ساهمت في تعزيز صورة دولة الإمارات كدولة منفتحة على العالم، ومحبة للسلام.
الكرم الإماراتي.. قيمة أصيلة تتوارثها الأجيال
إن القيم الإماراتية الأصيلة، مثل الكرم والجود والتسامح، هي أساس المجتمع الإماراتي. هذه القيم ليست مجرد شعارات، بل هي ممارسات يومية تعكس روح العطاء والمساعدة التي تميز الشعب الإماراتي. منزل السيد العامري هو خير دليل على ذلك، حيث يفتح أبوابه للجميع دون مقابل، ويقدم الضيافة بكل سرور.
العيش الآمن في دبي: تجربة فريدة
يؤكد السيد العامري أن المقيمين في دبي يشعرون بنفس مستوى الأمان الذي يشعر به المواطنون. ويقول: “المقيم هنا يعتبر دبي وطنه الثاني، ويحرص على الحفاظ على أمنها وسلامتها.” هذا يعكس مدى التسامح والتعايش الذي يسود المجتمع الإماراتي، والذي يرحب بالجميع بغض النظر عن جنسياتهم أو معتقداتهم. كما أن هذا يعكس أيضاً جهود الحكومة في توفير بيئة آمنة ومستقرة للجميع.
في الختام، قصة منزل السيد أحمد العامري المفتوح في دبي هي قصة ملهمة تعكس الأمن في الإمارات، والكرم الإماراتي، وقيم التسامح والتعايش. إنها دعوة للجميع لتبني هذه القيم، والعمل على بناء مجتمع أكثر انفتاحاً وتسامحاً. هذا المنزل ليس مجرد مكان للسكن، بل هو رمز للأمل والتفاؤل، ومثال يحتذى به في عالمنا المعاصر. ندعوكم لزيارة منطقة زعبيل الأولى والتعرف على هذه القصة الملهمة بأنفسكم.












