حارب الشامسي: نقيس النجاح بقدرتنا على منع الاحتيال وردّ الأموال للضحايا

في ظل التطورات المتسارعة في عالم الجريمة، وتحديداً في مجال الاحتيال، تتطلب حماية المجتمع وصون حقوق الأفراد جهوداً مضاعفة وتنسيقاً فعالاً بين مختلف الجهات الأمنية. فقد ترأس اللواء حارب محمد الشامسي، نائب القائد العام لشرطة دبي لشؤون القطاع الجنائي، اجتماعاً مهماً قيادات البحث الجنائي على مستوى الدولة، لمناقشة آخر مستجدات هذه الجرائم المتنامية. يهدف هذا التجمع إلى تعزيز الاستراتيجيات الأمنية وتطوير الأدوات اللازمة لمواجهة أساليب الخداع الجديدة التي تستهدف أفراد المجتمع.
تطورات جرائم الاحتيال وتحديات البحث الجنائي
تعد جرائم الاحتيال من أخطر التحديات التي تواجهها الأجهزة الأمنية في الوقت الحالي، نظراً لتعقيدها وتنوعها المستمر. لم تعد هذه الجرائم تقتصر على الأساليب التقليدية، بل امتدت لتشمل الفضاءات الرقمية، مع استخدام تقنيات متطورة تجعل من اكتشافها والقبض على مرتكبيها مهمة صعبة.
يتطلب التعامل مع هذه التحديات فهمًا عميقًا لآليات عمل المحتالين، وكيفية استغلالهم للثغرات الأمنية، بالإضافة إلى تطوير القدرات البشرية والأدوات التقنية المستخدمة في عمليات البحث والتحري. كما أن سرعة انتشار المعلومات الرقمية تساهم في التوسع السريع لدوائر الضحايا، مما يستدعي استجابة فورية وفعالة من قبل الجهات المختصة.
أساليب الاحتيال المتجددة
يشهد مجال الاحتيال ظهور أساليب جديدة باستمرار، منها:
- الاحتيال الاستثماري: وهو استهداف الأفراد من خلال شركات وهمية تدعي تحقيق عوائد استثمارية كبيرة.
- التصيد الاحتيالي: استخدام رسائل بريد إلكتروني أو مواقع ويب مزيفة للحصول على بيانات شخصية ومالية حساسة.
- الاحتيال عبر الإنترنت: بما في ذلك الاحتيال في عمليات الشراء والبيع عبر الإنترنت، وانتحال الشخصيات، والتلاعب بالأسعار.
- الاحتيال العاطفي: استغلال المشاعر والعلاقات الشخصية للحصول على أموال أو معلومات.
هذه الأساليب تتطلب من الأجهزة الأمنية تطوير استراتيجياتها باستمرار لمواكبة هذه التطورات والحد من انتشارها.
دور مركز مكافحة الاحتيال في شرطة دبي وجهود التنسيق الوطني
يلعب مركز مكافحة الاحتيال في شرطة دبي دوراً محورياً في مواجهة هذه الجرائم، حيث يعمل بشكل مستمر على تطوير آلياته ورفع كفاءة كوادريه. وقد حقق المركز إنجازات كبيرة في خفض معدلات الجريمة، والحد من أساليب الاحتيال، وزيادة نسب الكشف عن القضايا.
تعتمد هذه الإنجازات على التكامل الوثيق بين الجهات الشرطية المختلفة على مستوى الدولة، وتبادل المعلومات والخبرات، وتنفيذ عمليات مشتركة لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم. كما يركز المركز على توعية الجمهور بأخطار الاحتيال وكيفية الوقاية منه، وذلك من خلال إطلاق حملات توعية وإرشادات عبر مختلف وسائل الإعلام.
أهمية التعاون الدولي والإقليمي
لا تقتصر جهود مكافحة الاحتيال على المستوى المحلي، بل تمتد لتشمل التعاون الدولي والإقليمي. فالعديد من عمليات الاحتيال تكون عابرة للحدود، وتتطلب تنسيقاً بين الدول لتبادل المعلومات، وتجميد الأموال، والقبض على المتهمين.
وتؤكد القيادات الأمنية على ضرورة توسيع نطاق هذا التعاون، وتطوير آليات فعالة لمواجهة الجرائم الإلكترونية العابرة للحدود، وتعزيز قدرات الدول النامية في مجال مكافحة الاحتيال.
توجيهات اللواء حارب الشامسي وأهمية حماية حقوق الأفراد
أكد اللواء حارب محمد الشامسي، خلال الاجتماع، على أهمية حماية المجتمع وصون حقوق الأفراد كأولوية قصوى للعمل الشرطي. وأشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى دائماً إلى أن يكون الأمن والعدالة ركيزتين أساسيتين في جميع جوانب الحياة، وهذا يتطلب جهداً مستمراً وتطويراً دائماً للقدرات والإمكانات.
وأضاف أن إرجاع الحقوق لأصحابها هو مبدأ أساسي في عمل الشرطة، وأن النجاح الحقيقي لا يكمن في عدد القضايا التي يتم إغلاقها، بل في القدرة على حماية الأبرياء واستعادة أموالهم. وشدد على أن العمل الجماعي وتبادل الخبرات بين الإدارات الشرطية هو الطريق الأمثل لردع المحتالين وكشف أساليبهم.
الاستثمار في القدرات البشرية والتقنية
أكد اللواء الشامسي على ضرورة الاستثمار في تطوير أدوات البحث الجنائي، والتدريب المستمر للقوادر البشرية، وتنويع الخبرات، ومواكبة أحدث التقنيات المستخدمة في مجال الجريمة. كما شدد على أهمية تطوير أنظمة التحليل والرصد المبكر، وتعزيز تكامل الأنظمة الشرطية على مستوى الدولة، وتبادل البيانات والمعلومات العملياتية بشكل أسرع.
تعزيز منظومة العمل الجنائي المشترك
اتفق المجتمعون على أن المرحلة الحالية تتطلب تعزيز منظومة العمل الجنائي المشترك بين جميع الأجهزة الشرطية. وأكدوا على أهمية تبني استراتيجيات استباقية لمواجهة التهديدات الجديدة، وتطوير آليات فعالة لجمع وتحليل الأدلة الرقمية، وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات المالية لمكافحة الاحتيال.
ويجب أن تكون حماية حقوق الناس واستعادة أموالهم المحور الرئيسي لكل عملية ميدانية وخطة تحقيق. من خلال العمل معًا، وبالتعاون الكامل بين جميع القيادات الشرطية، يمكن الحفاظ على أمن المجتمع وثقة المواطنين.
في الختام، يمثل اجتماع قيادات البحث الجنائي برئاسة اللواء حارب الشامسي خطوة هامة في تعزيز الجهود الوطنية لمكافحة الاحتيال وحماية أفراد المجتمع من آثاره السلبية. ويؤكد هذا التجمع على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم أعلى مستويات الأمن والعدالة لجميع مواطنيها ومقيميها. ندعوكم لمشاركة هذا المقال لرفع مستوى الوعي المجتمعي حول مخاطر الاحتيال وأهمية التعاون مع الجهات الأمنية.












