%55.1 من القوى العاملة بالدولة شباب.. و97.3% من المواطنات العاملات في «الخاص» ماهرات
سوق العمل الإماراتي يشهد طفرة في مشاركة الشباب والمرأة: نظرة على الأرقام والتطورات
يشهد سوق العمل الإماراتي نموًا ملحوظًا، مدفوعًا بزيادة مشاركة الشباب والمرأة، وهو ما يعكس رؤية الدولة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام. كشفت وزارة الموارد البشرية والتوطين عن ارتفاع كبير في نسبة القوى العاملة الشابة، حيث وصلت إلى 55.1% حتى الربع الثالث من العام الجاري. هذه الأرقام تؤكد حيوية السوق وقدرته على استقطاب الكفاءات الشابة في مختلف القطاعات الحيوية، بالإضافة إلى تعزيز دور المرأة الإماراتية في مسيرة التنمية.
ارتفاع نسبة الشباب في القوى العاملة: مؤشر على مستقبل واعد
تُظهر البيانات الصادرة عن مرصد سوق العمل ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة الشباب (35 عامًا وأقل) في القوى العاملة. هذا الارتفاع ليس مجرد رقم إحصائي، بل هو مؤشر على نجاح البرامج الوطنية التي تهدف إلى تمكين الشباب وتوفير فرص عمل مناسبة لهم. تُعد هذه النسبة المرتفعة أساسًا لبناء اقتصاد المعرفة والابتكار، حيث يمثل الشباب الديناميكية والقدرة على التكيف مع التغيرات المتسارعة في عالم العمل.
تمكين الشباب: استراتيجية وطنية
تولي دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية قصوى لتمكين الشباب، وتعمل على توفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار. تشمل هذه الجهود تطوير المناهج التعليمية، وتوفير برامج التدريب والتأهيل، ودعم ريادة الأعمال، بالإضافة إلى تسهيل حصول الشباب على التمويل اللازم لبدء مشاريعهم الخاصة. هذه الاستراتيجية الشاملة تهدف إلى تحويل الشباب إلى قوة دافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
المرأة الإماراتية: قوة عاملة متنامية ومؤهلة
يشهد سوق العمل أيضًا حضورًا متزايدًا للمرأة الإماراتية، خاصة في المهن الماهرة والتخصصية. تُظهر الإحصاءات أن 97.3% من المواطنات العاملات في القطاع الخاص ينتمين إلى فئة الماهرات، وأن 73.2% من الإماراتيات العاملات في القطاع الخاص هن من فئة الشباب. هذه الأرقام تعكس نجاح الدولة في تمكين المرأة ورفع مشاركتها في سوق العمل، وهو ما يساهم في تحقيق التوازن بين الجنسين وتعزيز التنمية المستدامة.
المرأة في القطاعات الحيوية: ريادة وتميز
تُظهر المرأة الإماراتية حضورًا قويًا في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات. تستحوذ المرأة على نسبة كبيرة من الوظائف في هذه القطاعات، مما يدل على كفاءتها وقدرتها على المنافسة في سوق العمل. على سبيل المثال، تشغل المرأة 66.4% من وظائف المهن الصحية و72.3% من وظائف المهن التعليمية، بينما تصل نسبتها في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى 37.9%.
القيادات النسائية: نموذج يحتذى به
لا يقتصر دور المرأة الإماراتية على الوظائف الفنية والتخصصية، بل يمتد ليشمل المناصب الإدارية والقيادية. تُشكل الإماراتيات نسبة كبيرة من القيادات النسائية في القطاع الخاص، حيث تصل نسبتهن إلى 53.9% من المواطنين العاملين في المناصب القيادية. هذا الأداء القيادي للمرأة الإماراتية يعكس طموحها وقدرتها على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصائبة. تمكين المرأة هو جزء أساسي من رؤية الإمارات 2071.
نمو القوى العاملة والمنشآت: دليل على حيوية الاقتصاد
شهد سوق العمل في الإمارات نموًا ملحوظًا في أعداد القوى العاملة والمنشآت خلال الفترة الأخيرة. سجلت القوى العاملة زيادة بنسبة 10.9% في عام 2024، وارتفعت بنسبة 8.9% حتى نهاية الربع الثالث من 2025. كما شهد عدد المنشآت نموًا قويًا بنسبة 14.9% خلال 2024، وتابع صعوده حتى الربع الثالث من 2025 بنسبة 6.6%. هذه الأرقام تعكس حيوية بيئة الأعمال في الدولة واستمرار توسعها على المستويين الاقتصادي والاستثماري.
مبادرات حماية العمال: تعزيز الاستقرار
ساهمت مبادرات حماية العمال وزيادة التنقل في القطاع الخاص في تعزيز نمو سوق العمل. تهدف هذه المبادرات إلى توفير بيئة عمل آمنة ومستقرة للعمال، وتشجيعهم على الاستثمار في تطوير مهاراتهم وقدراتهم. كما تساهم هذه المبادرات في جذب الكفاءات من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز التنافسية والابتكار في سوق العمل.
خلاصة: مستقبل واعد لسوق العمل الإماراتي
بشكل عام، تُظهر البيانات الصادرة عن وزارة الموارد البشرية والتوطين أن سوق العمل الإماراتي يشهد تطورات إيجابية ومستدامة. إن ارتفاع نسبة الشباب والمرأة في القوى العاملة، ونمو عدد المنشآت، ومبادرات حماية العمال، كلها مؤشرات تدل على أن الدولة تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق رؤيتها في بناء اقتصاد متنوع ومستدام. من المتوقع أن يستمر هذا النمو في المستقبل، مما يوفر فرصًا جديدة للشباب والمرأة، ويعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للأعمال والاستثمار. للمزيد من المعلومات حول فرص العمل المتاحة، يمكن زيارة موقع وزارة الموارد البشرية والتوطين.
