اخر الاخبار

ترمب يعد خطة جديدة لإنهاء حرب أوكرانيا.. وروبيو: السلام يتطلب تنازلات صعبة

إنهاء الحرب في أوكرانيا يواجه تحديات كبيرة، وتتزايد الجهود الدولية لإيجاد حلول دبلوماسية. في تطور لافت، صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن تحقيق السلام الدائم في أوكرانيا يتطلب تنازلات صعبة من كلا الطرفين. وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر مطلعة عن خطة جديدة تعد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تهدف إلى وضع نهاية للصراع المستمر. هذه الخطة، وإن كانت تثير الجدل، قد تمثل نقطة تحول في مساعي إنهاء حرب أوكرانيا.

تصريحات روبيو والبحث عن حلول واقعية

أكد ماركو روبيو على ضرورة التبادل الجاد والواقعي للأفكار، مشدداً على أن السلام الدائم يتطلب موافقة الطرفين على تنازلات مؤلمة ولكنها ضرورية. وكتب روبيو على منصة إكس: “إن إنهاء حرب معقدة ومميتة مثل تلك التي تشهدها أوكرانيا يتطلب تبادلاً مكثفاً للأفكار الجادة والواقعية، وتحقيق السلام الدائم يتطلب موافقة الجانبين على تنازلات صعبة، لكنها ضرورية”. وأضاف أن واشنطن ستواصل تطوير قائمة بالأفكار المحتملة بناءً على مدخلات من كلا الطرفين المتنازعين. هذه التصريحات تأتي في سياق بحث دولي مكثف عن سبل لإنهاء القتال الذي أثر بشكل كبير على المنطقة والعالم.

خطة ترمب: تنازلات مقابل ضمانات أمنية

تتضمن خطة الرئيس ترمب المقترحة، والتي كشفت عنها صحفتا “فاينانشيال تايمز” و”أكسيوس”، تنازل كييف عن أجزاء من الأراضي في شرق أوكرانيا، تلك التي لا تخضع حالياً للسيطرة الأوكرانية. مقابل هذا التنازل، ستتلقى أوكرانيا، بالإضافة إلى الدول الأوروبية، ضمانات أمنية أمريكية ضد أي هجوم روسي محتمل في المستقبل. وتتكون الخطة من 28 بنداً تركز على تحديد شكل السيطرة على الأراضي بعد انتهاء الحرب وكيفية منع أي تصعيد عسكري مستقبلي.

المحاور الرئيسية في خطة ترمب

تستند خطة ترمب إلى أربعة محاور رئيسية:

  • خريطة السيطرة على الأرض: منح روسيا السيطرة الكاملة على إقليمي لوجانسك ودونيتسك (دونباس)، مع احتفاظ أوكرانيا بحوالي 14.5% من مساحة الإقليمين.
  • مناطق منزوعة السلاح: تحويل المناطق التي ستنسحب منها القوات الأوكرانية داخل دونباس إلى منطقة منزوعة السلاح تمنع نشر القوات الروسية فيها.
  • تجميد خطوط التماس: تجميد خطوط التماس الحالية في خيرسون وزابوروجيا مع إمكانية إعادة التفاوض على بعض المناطق المحدودة.
  • الاعتراف بالأراضي: اعتراف الولايات المتحدة ودول أخرى بشبه جزيرة القرم ودونباس كأراضٍ روسية، دون إلزام كييف بتقديم اعتراف مماثل.

تتضمن الخطة أيضاً قيوداً على حجم الجيش الأوكراني وقدراته في الأسلحة بعيدة المدى، مقابل هذه الضمانات الأمنية الأمريكية.

ردود الفعل والانتقادات حول الخطة

توقعت المصادر أن أوكرانيا والدول الأوروبية الداعمة لها ستنظر إلى هذا الطرح على أنه “تنازل كبير لصالح موسكو”. ومع ذلك، يرى البيت الأبيض أن فقدان هذه المناطق أمر حتمي إذا استمرت الحرب، وبالتالي فإن التوصل إلى اتفاق الآن يصب في مصلحة أوكرانيا. وقد وصف أحد المسؤولين الأوكرانيين الخطة بأنها “فقدان عملي لسيادة أوكرانيا”، واعتبرها محاولة روسية لاستغلال إدارة ترمب ورغبتها في “إظهار تقدم” نحو اتفاق.

العديد من البنود الأخرى في الخطة تثير جدلاً أيضاً، بما في ذلك مطالب بالتخلي عن فئات رئيسية من الأسلحة وتقليص المساعدات العسكرية الأمريكية، وحظر وجود قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية، ومنع كييف من الحصول على أسلحة غربية بعيدة المدى. بالإضافة إلى ذلك، تشترط الخطة الاعتراف باللغة الروسية كلغة رسمية في أوكرانيا ومنح الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المحلية وضعاً رسمياً، وهي بنود تعكس أهدافاً سياسية روسية قديمة.

دور الوساطة والإشكاليات القائمة

بالإضافة إلى الجهود الأمريكية، تلعب قطر وتركيا دوراً في الوساطة ودعم مبادرة إنهاء حرب أوكرانيا. فقد شارك مسؤولون قطريون وأتراك في اجتماعات مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ومستشار الأمن القومي الأوكراني روستم أوميروف. ومع ذلك، يبدو أن التفاهمات الأولية تواجه صعوبات، حيث تراجع الرئيس زيلينسكي عن بعض التفاهمات التي توصل إليها مستشاره، ويميل إلى طرح خطة بديلة.

كما أن أزمة الفساد المتصاعدة في أوكرانيا، والتي تشمل مقربين من زيلينسكي، أدت إلى تأجيل اجتماع كان من المقرر عقده في أنقرة. وعلى الرغم من هذه التحديات، يؤكد مسؤولون أمريكيون أن الكرة الآن في ملعب زيلينسكي، وأن الرئيس الأوكراني يمكنه زيارة واشنطن لمناقشة الخطة الجديدة. ويبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت أوكرانيا مستعدة لتقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق ينهي هذا الصراع المأساوي، وهل ستكون الضمانات الأمنية المقدمة كافية لضمان استقرار المنطقة. إن مستقبل الأزمة الأوكرانية يتوقف على المفاوضات الصعبة والتنازلات الضرورية من جميع الأطراف.

إن التوصل إلى حل دائم يتطلب دراسة متأنية لجميع الجوانب، مع الأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية، والعمل على بناء الثقة وتجنب التصعيد المستقبلي. وتظل المفاوضات السياسية هي السبيل الأمثل لتحقيق السلام المستدام في أوكرانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى