ترقب في بورصة السعودية وسط غياب المحفزات وتراجع السيولة

تسود حالة من الترقب الحذر بين المستثمرين في سوق الأسهم السعودية مع غياب العوامل الداعمة بعد انتهاء موسم إعلان النتائج الفصلية التي جاءت أقل من التوقعات لعدد من الشركات الكبرى، ما انعكس على تراجع قيم التداولات اليومية.
تراجع قيم التداول في البورصة
تراجعت قيم التداول في البورصة خلال الجلسات القليلة الماضية لتتراوح بين 3 و4 مليارات ريال فقط، بعد أن كانت تسجل في المتوسط 6 إلى 7 مليارات ريال في الأسابيع السابقة. يشير هذا التراجع إلى حالة من عدم اليقين بين المتعاملين بشأن تطورات خفض أسعار الفائدة المحتمل في ديسمبر وأيضاً الإجراءات المرتقبة فيما يخص رفع سقف ملكية الأجانب. بحسب إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين في صحيفة “الاقتصادية”، فإن غياب العوامل الداعمة أدى إلى تراجع قيم التداولات.
أسباب تراجع قيم التداول
أوضح عبد الله، خلال مداخلة مع “الشرق”، أن “رفع سقف ملكية الأجانب كان السبب الرئيسي في ارتفاع السوق منذ أواخر سبتمبر بعد التراجعات منذ بداية العام. كما أن نتائج الشركات تشير إلى تباطؤ في نمو الأرباح، لذلك لا توجد عوامل محفزة تدعم السوق”. يأتي هذا التراجع في ظل انتظار المستثمرين لنتائج الاجتماعات المقبلة للجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي السعودي.
استقرار متوقع للسوق
بعد ارتفاعه خلال معظم فترات الجلسة، أغلق المؤشر العام “تاسي” منخفضاً بنسبة طفيفة عند 11255 نقطة، متأثراً بشكل رئيسي بخسائر سهم “مصرف الراجحي” مع تخلي أسهم معظم البنوك عن مكاسبها المبكرة، وسط قيم تداول متواضعة بلغت 4.2 مليار ريال. اعتبر المحلل المالي محمد الميموني أن مستوى 11200 نقطة يشكل دعماً جيداً للمؤشر، متوقعاً استمرار التحرك ضمن المستويات الحالية خلال الأسابيع المقبلة.
تأثير الاكتتابات المرتقبة
خلال مقابلة مع “الشرق”، أضاف الميموني أن “الاكتتابات المرتقبة بالسوق خلال الأسابيع المقبلة تدفع المستثمرين الأفراد للاحتفاظ بالسيولة استعداداً لها”. حددت شركتا “المسار الشامل للتعليم” و”شري للتجارة” السعر النهائي لطرحيهما عند 19.5 ريال و28 ريالاً على الترتيب، بينما يتراوح النطاق السعري لطرح “اتحاد جروننفلدر سعدي القابضة” (سي جي إس) بين 9.5 ريال وعشرة ريالات للسهم. كما أشار الميموني إلى أن “أسعار الاكتتابات الثلاثة في الحدود المنطقية بمكررات ربحية أعلاها شري عند 22 مرة، وهذا عامل جذب جيد”.
أداء سهم “إعمار” بعد تقليص الخسائر
أعلنت شركة “إعمار المدينة الاقتصادية” بعد انتهاء الجلسة تقليص خسائرها الفصلية بنسبة 70% تقريباً إلى 135 مليون ريال، في حين تضاعفت الإيرادات نحو أربع مرات إلى 358 مليون ريال. وارتفع سهم الشركة أكثر من 1% عند الإغلاق. توقع سعد آل ثقفان، عضو مجلس إدارة “جمعية الاقتصاد السعودية”، خلال مداخلة مع “الشرق”، أن تحقق الشركة أرباحاً في الأرباع المقبلة مستفيدة من تدخل “صندوق الاستثمارات العامة” بتحويل مديونية الشركة إلى رأسمال إضافي.
في الختام، يبدو أن سوق الأسهم السعودية سيظل في حالة ترقب حذر في الفترة القادمة، مع تأثير قيم التداولات المنخفضة ونتائج الشركات الأقل من التوقعات. يبقى المستثمرون في انتظار تطورات خفض أسعار الفائدة ورفع سقف ملكية الأجانب، بينما تشير التوقعات إلى استقرار السوق عند مستوياته الحالية. مع استمرار الاكتتابات المرتقبة، يبقى المستثمرون متفائلين بشأن مستقبل السوق، خاصة مع تحسن أداء بعض الشركات الكبرى مثل “إعمار المدينة الاقتصادية”. ومع ذلك، فإن غياب العوامل الداعمة القوية قد يظل تحدياً أمام تحقيق ارتفاعات كبيرة في السوق في المدى القريب.












