من رش الملح إلى طقوس “السبع أرواح”.. أصل فرعوني للاحتفال بال

10:00 م
الأربعاء 19 مارس 2025
كتبت- نرمين ضيف الله:
في الحلقات الأولى من مسلسل “حكيم باشا”، الذي يُعرض ضمن باقة الأعمال الدرامية الرمضانية على قنوات الشركة المتحدة، ظهر الفنان مصطفى شعبان وهو يرقص على حصانه خلال احتفال “سبوع” الطفل نوح، ابن أخيه.
وتعكس هذه العادة الاحتفالية جزءًا أساسيًا من الثقافة المصرية، إذ تحرص الأسر على الاحتفال بمولودها في اليوم السابع من ولادته، وهي تقليد مستمر حتى اليوم، لكن ما أصل هذه العادة؟ وكيف تطورت عبر العصور؟
للإجابة على هذا السؤال، تواصل موقع «مصراوي» مع الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، الذي أوضح أن السبوع تقليد فرعوني قديم، حيث كان المصريون القدماء يحتفلون بالمولود بعد مرور سبعة أيام على ولادته، معتقدين أنه يصبح أكثر قوة وصحة بعد تجاوز هذه الفترة الحرجة، التي كانت ترتفع فيها معدلات وفيات الأطفال.
العدد 7 رمز مقدس في الثقافة الفرعونية
وأشار شاكر إلى أن المصريين القدماء أولوا أهمية كبيرة للعدد سبعة، إذ كان يُعتبر رمزًا للخير والصحة والسلام، فبحسب المعتقدات القديمة، كان الرقم سبعة مرتبطًا بالحياة والخصوبة، وظهر ذلك في العديد من الأساطير، مثل “السبع حتحورات” و”السبع أرواح”.
وأضاف أن بعض الممارسات الدينية القديمة، مثل قيام “أوزوريس” بالبعث من جديد في سبعة أيام، و”أسبوع الآلام” قبل قيامة أوزير، عززت المكانة الرمزية للعدد سبعة في الثقافة المصرية القديمة.
طقوس السبوع.. من رش الملح إلى “السبع حبوب”
وأوضح شاكر أن هناك العديد من الطقوس المتوارثة التي تعكس رمزية الرقم سبعة في احتفال السبوع، من بينها:
رش الملح سبع مرات
اعتقد المصريون القدماء أن الملح يطرد الأرواح الشريرة ويمنع الحسد، لذلك كان يُرش سبع مرات حول الطفل وأفراد الأسرة وفي أركان المنزل.
التخطي فوق المولود سبع مرات
أضاف شاكر أن هذه العادة تعود إلى أسطورة فرعونية، حيث قامت الإلهة “إيزيس” بتخطي مولودها سبع مرات لحمايته من سموم العقارب.
السبع حبوب
وضع المصريون القدماء سبعة أنواع من الحبوب، مثل الفول، والأرز، والعدس، والقمح، بجانب المولود، كرمز للخير والنماء طوال حياته.
دق الهون سبع مرات
وفقًا لشاكر، كان يعتقد أن الطفل يبدأ في السمع منذ اليوم السابع، لذلك كان يتم دق الهون أثناء ترديد أغاني وحكم تربوية، مثل “اسمع كلام بابا”.
السبع حتحورات.. القوى السحرية التي تحمي المولود
وبيّن شاكر أن الأساطير الفرعونية تروي قصة “السبع حتحورات”، وهنّ سبع حوريات يحملن الكوبرا على جباههن، ويمثلن قوى سحرية تحمي المولود وتباركه، كما كنّ يتنبأن بمستقبله.
السبوع في العصر الحديث
وأكد شاكر أن طقوس السبوع لا تزال حاضرة في الثقافة المصرية، وإن كانت قد تطورت بإضافة بعض العادات الحديثة، مثل تقديم “الزغاريد”، وتوزيع الحلويات والأرز باللبن، والزفة التي تجوب الأماكن لطلب البركة للطفل.
وأضاف أن بعض العادات القديمة ما زالت تُمارس حتى اليوم، مثل “الكحل بالبصل” و”الحمام الأول للطفل بالعيش والملح”، إضافة إلى “الحرز” الذي يوضع مع الطفل للحماية، و”حجاب الحماية” الذي يُعتقد أنه يقيه من الشرور.
واختتم شاكر حديثه بالتأكيد على أن احتفال السبوع ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو امتداد لثقافة فرعونية عريقة، تعكس معتقدات المصريين القدماء حول الحياة والموت، والصحة والحماية، ليظل هذا التقليد جزءًا حيًا من الهوية الثقافية المصرية حتى اليوم.
ماذا يحدث لجسمك عند التوقف عن تناول السكر لمدة شهر؟
8 فوائد لشرب الشاي بعد الإفطار مباشرة في رمضان
وداعا للجلطات المفاجئة.. 7 بدائل طبيعية تحمي من السكتات الدماغية
تظهر خلال تناول الطعام.. علامات مبكرة تكشف أن كليتك في خطر
100 بيضة عملاقة تغزو شوارع لندن.. ما القصة؟