مرزوق الغانم للشباب ضعوا الدين والوطن في مقدمة أولوياتكم عند اتخاذ القرارات
![](https://sharqobserver.com/wp-content/uploads/2025/02/1295583-1.jpg)
- الحماس يجب ألا يتحول إلى اندفاع يؤدي إلى تهور فالتهور يؤدي إلى نهاية أي مشروع ناجح
- بعد 9 انتخابات خضتها اتخذت قرارات غاية في الصعوبة وقررت عدم الترشح لمجلس الأمة
- أول درس ورسالة أنه لا نجاح دون فشل فإن لم يفشل المرء فاعلم يقينا أنه لن ينجح
دعا رئيس مجلس الأمة الأسبق مرزوق الغانم الشباب القيادي إلى وضع الدين والوطن في مقدمة أولوياتهم عند اتخاذ أي قرار، مضيفا أن الحماس يجب ألا يتحول إلى اندفاع يؤدي إلى تهور، فالتهور يؤدي إلى نهاية أي مشروع ناجح واعد من البداية.
وقال الغانم في كلمته خلال مشاركته في إحدى جلسات القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي «إن أول درس ورسالة أنه لا نجاح دون فشل، فإن لم يفشل المرء فاعلم يقينا انه لن ينجح».
وأكد أن «هناك محطتين لا يمكن تجاوزهما وكان لهما أكبر الأثر في مسيرتي العملية وهما محطة الغزو العراقي الغاشم الذي تعرضت له الكويت ومحطة رئاستي لمجلس الأمة».
وأوضح أنه في محطة الغزو كان بها العديد من القرارات التي اتخذها وأغلبها من الممكن أن تكون بعضها خاطئة وبعضها صحيحة، مؤكدا أنه من الضروري أن نستفيد من الأخطاء لتحقيق النجاح المستقبلي، وإذا لم تتعلم من الأخطاء لا يمكن أن تنجح.
وبين الغانم أنه «عندما حدث الغزو الغاشم كنت طالبا في مدينة سياتل بالولايات المتحدة الأميركية، وكنت بالسيارة مع صديقي وزير الإعلام الأسبق د.أنس الرشيد وكنا في طريقنا لمشاهدة مباراة سلة، وتخيل أنني كنت شابا مليئا بالطموح ويتبقى لي عام وأتخرج وأتانا خبر الغزو وأن القوات العراقية اجتاحت شمال الكويت».
وتابع «فعدنا مباشرة، وفي لحظات تتحول من شاب مليء بالطموح إلى إنسان محطم بلا وطن، وكثير من التفاصيل حدثت هناك، شاركنا في مظاهرات وخرجنا في لقاءات في المحطات الإخبارية الرئيسية لكن ذلك لم يحقق الطموح الذي كنا نطمح إليه، وكنا نشعر دائما بالتقصير».
وقال «فاتخذت قرارا بالعودة إلى الكويت والانضمام إلى المقاومة، وهذا قرار صحيح وسليم ولو عاد بي الزمن لاتخذت هذا القرار مرارا وتكرارا لأن الرسالة التي أود أن أوصلها أنه لا قيمة للإنسان دون وطن مهما بلغ من جاه أو منصب أو نفوذ أو مال لا قيمة لك دون وطن».
وخاطب الغانم الشباب القيادي بقوله «دائما ضعوا الدين والوطن في مقدمة أولوياتكم عند اتخاذ أي قرار».
وأعرب عن أمله في ألا يتعرض أي من الشباب في التجربة التي مر بها أثناء الغزو أو أن يصبح دون وطن، مؤكدا أن قرار عودته إلى الكويت كان من القرارات السليمة.
وأضاف «وفي هذه المحطة كذلك كانت هناك قرارات خاطئة وأحدها أنه كان لدينا حماس كبير، والحماس صفة لصيقة بالشباب، وتخف مع تقدم السن، وفي ذاك الوقت كنا نريد أن ننضم للمقاومة الكويتية ونريد أن نقدم شيئا لوطننا، فقررنا أن ندخل الكويت وأن نهرب معنا السلاح لمحاولة تزويد المقاومة».
وأوضح «أنه كان هناك مكان معين في صحراء المملكة العربية السعودية، وكان يفترض أن يكون هذا المكان هو المصدر الذي يزودنا بالسلاح، وكان معنا وانيت به مخابئ للسلاح، ووصلنا إلى المكان ولم نجد المصدر الذي كان يفترض به أن يزودنا بالسلاح».
وأضاف «بحثنا عن المصدر ولم نجده ووقعنا في الأسر وتم تفتيشنا والتحقيق معنا، وأول مكان قاموا بتفتيشه هو مخبأ السلاح ولو وجدوا السلاح لقاموا بإعدامنا في اللحظة ذاتها».
وأكد أن الحماس يجب ألا يتحول إلى اندفاع يؤدي إلى تهور، لافتا إلى أن التهور يؤدي إلى نهاية أي مشروع ناجح واعد من البداية.
وبين أنه من القرارات التي كانت بها حماس الشباب أنه في يوم الضربة الجوية حين بدأت حرب تحرير الكويت كان الكثير من الشباب الكويتي يعتقد أن القوات البرية سوف تدخل الكويت، مضيفا أنه خرج الكثير من الشباب اعتقادا منهم أنه سيكون هناك إنزال ولإشغال القوات الغازية بمعارك داخلية بدون تخطيط أو ترتيب فوقع أكثر من 300 شاب كويتي بين أسير وشهيد في يوم واحد، رغم نبل الهدف إلا أن القرار لم يكن موفقا أو سليما.
وقال الغانم إن الإعلام مفيد جدا إذا تم استخدامه بشكل سليم، ومدمر إذا تم استخدامه بشكل غير سليم، معربا عن أسفه في أنه في أغلب الأحيان يتم التعامل معه بشكل غير سليم.
وأضاف «التعامل مع الإعلام ليست له قواعد ثابتة، في بعض الأحيان يكون الصمت هو الحل الأمثل، وفي وقت آخر يكون النزول للشارع والمواجهة والتبرير والشرح للرأي العام يكون الحل الأمثل، وفي أحيان أخرى وحالات أصعب لا الصمت يفيد ولا الشرح يفيد بل تحتاج إلى فعل صادم».
وذكر «بعد استشارة بعض الأصدقاء وبعد 9 انتخابات خاضها اتخذت قرارات غاية في الصعوبة فأصدرت بيانا وقررت فيه عدم الترشح لانتخابات مجلس الأمة، لأنه خلال هذه الفترة كان هناك هجوم إعلامي وتضليل للرأي العام، فكان أفضل حل لكشف هذا التضليل هو الابتعاد وليس الانسحاب، الابتعاد المؤقت كان الأفضل وترك الرأي العام يرى الصورة التي كنت تريد ان توضحها، بمعنى أنه لو كنت شرحت بنفسي لم أكن لأقنع الرأي العام كما اقتنع خلال سنة ونصف بما كنا نقوله».
وأكد أن التعامل الحصيف مع الإعلام الذي سيواجهه الكثير من الشباب في مناصبهم القيادية أمر في غاية الأهمية وهذا يرتبط ارتباطا وثيقا باختيار المستشارين والأصدقاء.
وذكر «شبابي كان به بعض العناد، وهذا لا يفيد ولكن أقول الآن شاور واستشر واسأل أهل الرأي وإذا اقتنعت فاعقلها وتوكل».
ودعا الشباب في أي وظيفة إلى أن يعرف أبعاد وظيفته، فالوظيفة ليست المسمى فقط، موضحا ان «هناك فرقا شاسعا بين الوظيفة القيادية والقائد، فليس كل من يشغل وظيفة قيادية يكون قائدا، فالقائد يحتاج إلى مواصفات معينة ينبغي ان تتوافر فيه، ولا تكون موجودة بالشخص بمجرد شغل الوظيفة».
وبين أن من صفات القائد أن يمتلك القدرة في الحوار مع الجميع، مذكرا بأنه في مجلس الأمة كان هناك 50 نائبا، ورؤساء البرلمانات والوزراء عندما يزورون الكويت يسألوننا عن عدد الأحزاب، كنا نقول لهم لدينا 50 حزبا.
وقال إن ما يساعد على الإنجاز هو الحوار مع من هو ضدك قبل من يقف معك، لذلك «كل من يشغل وظيفة قيادية فعليه أن يتحاور مع الأعضاء أو الموظفين المسؤول عنهم».
وأضاف «ينبغي على القائد التحضير والاستعداد لأي حدث وحينها سيكون الإنجاز أفضل، وكذلك عليه أن ينتهج نهج العمل الجماعي، فكنا مع أشقائنا في البرلمانات الخليجية في المحافل والمناسبات الدولية عندما كنا نريد أن نحقق هدفا ما كنا نجتمع كخليجيين ونوحد كلمتنا ولم يحدث في تاريخ رئاستي أن اختلفنا وبعدها نتفق مع المجموعة العربية لتوحيد الصفوف ثم ننتقل إلى المجموعة الإسلامية ثم نطرح الأمر أمام الجمعية العامة، ولذلك نجحنا 3 مرات في تحقيق البند الثالث الذي يتوافق مع قضايانا العربية والإسلامية وهذا لم يحدث خلال 100 عام».
وأضاف الغانم «على القيادي كذلك أن يدفع ضريبة مهنتك، هناك ضريبة فبمجرد نجاحك يخلق لك الأعداء، وإذا لم ترد أن تدفع ضريبة النجاح فلا تشغل وظيفة قيادية، لكن لا تلتفت واستمر في عملك وتمسك بالصبر والجلد».