اخبار الكويت

بالفيديو السفير الإيراني اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي يعكس ريادتها ثقافيا وإعلاميا

  • نطمح إلى تطوير شبكات النقل البري والبحري مع دول الخليج لخفض تكاليف الشحن
  • مستقبل غزة يقرره أهلها فهم أصحاب الأرض ووحدهم من يملكون حق تحديد مصيرهم

أسامة دياب

أشاد السفير الإيراني لدى الكويت محمد توتونجي بالعلاقات الثنائية بين إيران والكويت، واصفا إياها بالقوية والمتينة، مشيرا إلى أن الروابط بين البلدين تمتد عبر قرون، حيث لعب البناؤون الإيرانيون دورا في بناء الكويت الحديثة ونموها. وأعرب في مجمل كلمته خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بمناسبة الذكرى الـ46 لليوم الوطني الإيراني وافتتاح مهرجان المأكولات الإيرانية عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، بفضل حكمة قيادتي البلدين.

ولفت إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تبادلا للوفود الرسمية بين البلدين، من أبرزها اجتماع وفد خفر السواحل الإيرانية في الكويت، إلى جانب انعقاد اللجنة القنصلية المشتركة في طهران.

وهنأ السفير الإيراني الكويت على اختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025، مؤكدا أن هذا الاختيار يعكس مكانة الكويت الريادية في النهضة الثقافية والإعلامية على مستوى العالم العربي، ويبرز دورها في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.

وحول تبادل السجناء، أعرب السفير الإيراني عن تقديره للجهات المعنية بالتعاون القضائي بين إيران والكويت، مشيرا إلى أن هذا التعاون مستمر ضمن إطار اتفاقيات التعاون القضائي الموقعة بين البلدين.

وفيما يخص العلاقات الاقتصادية، أوضح السفير الإيراني أن إيران تسعى إلى تعزيز التبادل التجاري مع الكويت والدول الصديقة، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري الحالي بين البلدين يبلغ نحو 350 مليون دولار.

وأضاف أن إيران نظمت عددا من المعارض والمهرجانات لعرض منتجاتها الغذائية، وتسعى لإنشاء سوق إيراني دائم ومستقر في المنطقة، مع استمرار الجهود لافتتاح هذا السوق قريبا. وأكد أن أهم مجال للتعاون بين إيران والدول المجاورة هو الاقتصاد والتجارة، نظرا لما تمتلكه إيران من إمكانات كبيرة في مجال الإنتاج الغذائي، فضلا عن موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يؤهلها لتكون شريكا اقتصاديا مهما.

وأشار إلى الطموح المشترك لتطوير شبكات النقل البري والبحري، مما سيسهم في تعزيز التبادل التجاري وخفض تكاليف الشحن، لافتا إلى مقترح إيراني لربط منفذ الشلامجة الإيراني بمنفذ صفوان العراقي، ومن ثم إلى العبدلي، لتسهيل الحركة التجارية، معربا عن أمله في الحصول على ردود إيجابية بشأن هذا المشروع.

وبشأن الملفات العالقة بين البلدين، أكد توتونجي أن التشاور مستمر بين الجانبين لحل القضايا العالقة، حيث تمت بالفعل معالجة بعض الملفات، بينما لاتزال قضايا أخرى قيد الدراسة، مضيفا أن إيران حريصة على تسوية جميع القضايا المشتركة، مشيرا إلى أن هذا الملف يعد من أولويات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يولي اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون الإقليمي ومعالجة جميع الملفات المشتركة مع الدول المجاورة.

وحول تعامل إيران مع إدارة ترامب الجديدة، أوضح أن إيران تتابع المواقف الجديدة للإدارة الأميركية، حيث يدرس المسؤولون في طهران هذه التطورات عن كثب، مؤكدا أن إيران تتطلع إلى رؤية مبادرات جادة من الجانب الأميركي لا تقتصر على التصريحات فقط، بل تترجم إلى خطوات عملية على أرض الواقع.

وأشار إلى أن إيران بدأت بالتواصل مع الإدارة الأميركية الجديدة، خاصة في ظل دعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس ترامب لتغيير السياسة في الشرق الأوسط، بما في ذلك اتخاذ موقف أكثر تصعيدا تجاه إيران.

وبشأن فقدان إيران لحلفائها في المنطقة وتعاظم قوة إسرائيل، أكد السفير أن مثل هذه الادعاءات ليست جديدة، مشيرا إلى أن إيران لا تعتمد على تحالفات تقليدية بالمعنى المتعارف عليه، مضيفا أن الواقع على الأرض يظهر بوضوح من المنتصر ومن الخاسر، مستشهدا بقضية تبادل الأسرى الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل، والتي أثبتت مدى صمود المقاومة الفلسطينية.

وبشأن الوضع في غزة، أكد السفير أن مستقبل غزة يقرره أهلها، فهم أصحاب الأرض، وهم وحدهم من يملكون حق تحديد مصيرهم، دون أي تدخل خارجي، مشددا على أن الفلسطينيين دفعوا ثمنا باهظا للحفاظ على أرضهم وهويتهم، ورغم الجرائم والانتهاكات التي تعرضوا لها، لم يتمكن أحد من اقتلاعهم من وطنهم.

وفيما يتعلق بالملف السوري، أكد توتونجي أن الموقف الإيراني ثابت في دعم حق الشعب السوري في تقرير مصيره، مشددا على ضرورة دعم جميع مكونات المجتمع السوري.

وشدد على أن تكون الفترة الانتقالية في سورية تمهيدا لمشاركة كافة الأطياف السياسية في بناء مستقبل البلاد، وضمان تشكيل حكومة تمثل جميع فئات الشعب السوري.

وبالعودة إلى المناسبة، لفت إلى أن الشعب الإيراني يحتفل هذه الأيام بالذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإسلامية، التي أثبتت أن إرادة الشعب، بقيادة حكيمة وإيمان راسخ، قادرة على تحقيق النصر على الطغاة وبناء مستقبل مشرق، واعتبر أن الثورة كانت نهضة للانتصار على الظلم وتحقيق الاستقلال والحرية والعدالة.

وأضاف توتونجي أن إيران تمتلك واحدة من أقدم الحضارات في التاريخ وكانت دائما مركزا للسلام والأمان، وهي اليوم تمد جسور التعاون مع جميع الدول المحبة للعدل، لا سيما دول الجوار، مؤكدا أن الإنجازات العلمية والتكنولوجية التي تحققها إيران بجهود علمائها الشباب هي مكسب للدول الصديقة أيضا.

وأشار إلى نجاح الحكومة الإيرانية في تجاوز الحصار والمقاطعة غير الشرعية، والسير نحو الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على النفط، ما أدى إلى تحقيق إنجازات بارزة في مجالات الطب، وتقنية النانو، والذكاء الاصطناعي، والطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى زراعة الأعضاء والخلايا الجذعية. وأكد أن استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل، بهدف إيجاد قواسم مشتركة مع الدول الأخرى، لا سيما مع دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن المرحلة الجديدة من العلاقات بدأت من خلال اجتماع وزراء خارجية دول المجلس وإيران في الدوحة، وزيارة وزير الخارجية الإيراني الدكتور عراقجي إلى الكويت ودول أخرى في المنطقة.

وفي مجمل كلمته خلال افتتاح مهرجان المأكولات الإيرانية، أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد توتونجي أن الأطباق الإيرانية ليست مجرد أطعمة لذيذة، بل تمثل جزءا من الهوية الثقافية والتاريخية لبلاد فارس، وتعكس إرثا حضاريا متجذرا عبر العصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى