نورة المطروشي: امتلكتُ الطموح وليس عصا سحرية
استعرضت المهندسة نورة المطروشي مسيرة نجاحها كأول رائدة فضاء إماراتية، خلال الجلسة التي نظمها منتدى المرأة العالمي – دبي 2024، بعنوان «صانعات التأثير.. المرأة والفضاء»، وأكدت خلالها أنها محظوظة لأنها ابنة دولة الإمارات، التي تحظي بقيادة سخّرت جميع الإمكانات لتمكين المرأة حتى أصبحت تتقلد المناصب المختلفة كوزيرة وسفيرة ومهندسة، وأخيراً رائدة فضاء، لتثبت للعالم أنه لا يوجد كلمة مستحيل في قاموسها.
وقالت إنها لم تكن تمتلك عصا سحرية وإنما كانت تمتلك أهم من ذلك ألا وهو الطموح والشغف الذي لا يعرف سقفاً ولا حدوداً عملاً برؤية القيادة الرشيدة، مشيرة إلى أنها بدأت تحلم بأن تصبح رائدة فضاء للمرة الأولى، عندما طلبت منها معلمتها في «رياض الأطفال» بناء خيمة، والتظاهر بأنها مركبة فضائية ستأخذها إلى القمر، ومنذ ذلك الحين اشتعل حماسها لأن تكون رائدة فضاء.
وقالت إنها كانت تحلم وتتخيل بشكل مستمر منذ نعومة أظفارها بأن تطأ قدمها سطح القمر، وأن تكون على متن صاروخ يأخذها إلى النجوم، وكانت تتخيل أيضاً واقعاً جديداً ومختلفاً، مشيرة إلى أن الأحلام هي بذور التغيير، وهي سلم وخطوات نحو تحقيق الأهداف والآمال والدافع للإبداع والابتكار.
وأضافت أن الكثير من علماء العرب، مثل عباس بن فرناس وأبوبكر الرازي وغيرهما، استخدموا قوة الخيال والحلم لتوسيع حدود المعرفة وتطويرها، وتخيلوا حدوداً جديدة تختلف عن الحدود المعهودة، حيث كان خيالهم وأحلامهم بمثابة جسور نحو مستقبل أفضل.
وأشارت إلى أنها خاضت العديد من التدريبات بنجاح وأثبتت أن المرأة الإماراتية قدوة في تحدى المستحيل، حيث اجتازت جميع مراحل التدريبات الصعبة مثل طرق العيش في الغابات والصحراء، فضلاً عن التعرض للمواقف الطارئة، وغيرها من التدريبات اللازمة لترى أحلامها تتجسد على أرض الواقع أمام عينيها كل يوم، مشيرة إلى أن الحلم، الذي رافقها منذ الصغر أصبح حقيقة، وأنها الآن بدأت تحلم بشكل أكبر.
وأكدت أن النجاح متأصّل في نسيج دولة الإمارات حتى أصبح جزءاً من رؤيتها يتجلى في تطورها التقني والثقافي والعلمي وفي المجالات كافة، وقالت إن التقدم الذي أحرزته الدولة لا يقتصر على أبنائها، بل يعزّز مفهوم أننا جميعاً نعيش تحت سقف السماء الواسعة نفسه وعلى مدى التاريخ بالتركيز على مستقبل البشرية.
وتابعت المطروشي: «أن أصبح رائدة فضاء هو بالنسبة لي وسيلة للبناء على هذا الإرث، وعلى ما بدأه مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قبل أكثر من 50 عاماً»، مشيرة إلى أن دولة الإمارات «حققت نجاحات كبيرة في مجال الفضاء، حيث أرسلت العديد من المركبات الفضائية لاستكشاف سطح القمر والمريخ، ما يعزّز مكانة الدولة في الاقتصاد المعرفي».
وضربت مثالاً بامرأة يذكرها التاريخ وهي مريم الأسطرلابية، التي نبغت في مجال الفلك والرياضة والهندسة، واخترعت الأسطرلاب المعقد، مشيرة إلى أن المرأة قادرة على مواجهة التحديات في كل عصر، وأشارت إلى أن هذه الجلسة هي رسالة للشباب بشكل عام وللفتيات بشكل خاص بأهمية الحلم والطموح.