نائب ترامب سيعمل كـ «رئيس للوزراء» في الإدارة الأميركية الجديدة
قال أعضاء نافذون في الحزب الجمهوري بالولايات المتحدة إن نائب الرئيس المنتخب، جي دي فانس، البالغ من العمر 40 عاماً، والذي يُنظر إليه على أنه المرشح المفضّل للحزب لخلافة دونالد ترامب في عام 2028، سيعمل كـ«رئيس وزراء بحكم الأمر الواقع»، خلال السنوات الأربع المقبلة.
وعلى عكس معظم نواب الرئيس، الذين غالباً ما يكونون مجرد شخصيات بارزة في السياسة من دون دور تنفيذي مهم، قال المطلعون الذين تحدثوا إلى صحيفة «التليغراف» البريطانية إن ترامب (78 عاماً)، سيستدعي زميله في الترشح من جيل الألفية ليكون «المنفذ الرئيس للسياسات».
كما قيل إن فانس مدعو أيضاً إلى «تعزيز» قاعدة ترامب باعتباره «وريثه المفترض». وما يعنيه هذا بالضبط لموقف السيناتور الشاب تحت قيادة ترامب المُحب للأضواء لايزال غير واضح. ومع ذلك، أوضح فانس موقفه بشأن قضايا رئيسة، مثل معارضته الشديدة للإجهاض، باستثناء حالات الاغتصاب، كما وعد بترحيل الملايين من المهاجرين غير الشرعيين، وقال سابقاً إنه يرغب في حظر المواد الإباحية.
وكان فانس قال في عام 2021، لمجلة «كرايسيس ماغزين»، وهي مطبوعة كاثوليكية: «أعتقد أن الجمع بين المواد الإباحية والإجهاض خلق جيلاً وحيداً ومعزولاً حقاً لا يتزوج»، مضيفاً: «ليس لديهم عائلات، وهم في الواقع غير متأكدين تماماً من كيفية التفاعل مع بعضهم بعضاً».
نفوذ هائل
وكان الاستراتيجي الجمهوري المخضرم، دينيس لينوكس، من بين الخبراء الذين شبّهوا سلطة فانس المعلقة بقوة ديك تشيني، الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه نائب الرئيس الأقوى في البلاد، حيث خدم في عهد الرئيس جورج بوش الابن، من عام 2001 إلى عام 2009.
وقال لينوكس لصحيفة «التليغراف»: «من الصعب أن نرى موقفاً لا يمارس فيه فانس نفوذاً هائلاً، إن لم يكن غير مسبوق تقريباً، وسلطة مفوضة، لأن ترامب اختاره ليكون وريثه في حركة (ماغا) التي تعني (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرة)».
ربما ليست هناك حاجة إلى خبير جمهوري ليخبرنا أن فانس سيكون نائب رئيس قوياً بشكل غير عادي، فقد قال السياسي من ولاية أوهايو بالفعل ذلك بنفسه. وقال فانس لصحيفة «يو إس إيه توداي»، في سبتمبر: «أعلم أن الرئيس يريدني أن أشارك في كل شيء، ووظيفتي هي مساعدته على تحقيق أقصى قدر ممكن من النجاح».
وقد ردد ترامب هذا التعليق من فانس، وأشاد به، لقيامه بما رفضته كامالا هاريس، وحاكم مينيسوتا تيم والز، في كثير من الأحيان، بالقيام بضربات إعلامية من جميع الأنواع، سواء كانت معادية أو ودية، مع منافذ إعلامية تقليدية وكذلك صانعي محتوى على موقع «يوتيوب»، ومقدمي «بودكاست»، ومؤثرين. وأخيراً، أشاد ترامب بفانس لاستعداده الإعلامي خلال خطاب النصر للرئيس المنتخب، الأربعاء الماضي.
رجل شرس
وقال ترامب «إنه رجل شرس، أليس كذلك؟»، مضيفاً: «اذهبوا إلى معسكر العدو، وأنتم تعلمون، معسكر العدو هو شبكات معينة، والكثير من الناس لا يحبونهم.. إنه الرجل الوحيد (فانس) على الإطلاق الذي رأيته يتطلع إلى ذلك ثم يذهب ويدمرهم تماماً».
وفي حين أن فانس من المؤكد أنه سيكون من كبار المروجين لترامب في وسائل الإعلام الناجحة، فإنه سيجلب أيضاً خبرته، وعلاقاته، في مجلس الشيوخ الأميركي.
وبالطبع، لم يشغل ترامب منصباً في واشنطن قبل ولايته الأولى في البيت الأبيض، وكان نائبه السابق مايك بنس، قد خدم في مجلس النواب، ثم حاكماً لولاية إنديانا.
وقال مصدر مقرب من أحد زملاء فانس في مجلس الشيوخ، لصحيفة «التليغراف»، إن من المؤكد أنه سيكون الشخص الذي يلجأ إليه ترامب في الأمور المتعلقة بالكونغرس، لأن المشرعين سيكونون «أكثر استعداداً للعمل معه مقارنة بالأعضاء الآخرين في السلطة التنفيذية».
ويقال إن المصدر ذاته، وصف فانس بأنه «شخصية حيوية في مجلس الشيوخ»، ما يشير إلى أنه كان نشطاً بشكل لا يصدق في العمل لتوطيد علاقاته، على الرغم من كونه عضواً في الكونغرس منذ يناير 2023 فقط.
نهج التعامل
وقال المحلل البارز في مجموعة «أوراسيا»، جون ليبر، لصحيفة «التليغراف»، إنه يعتقد أن فانس «في وضع جيد بشكل لا يصدق» لقيادة حركة «ماغا» إلى عام 2028 وما بعده. ووصفه بأنه شعبوي «ليس وقحاً مثل ترامب»، و«أكثر توازناً، وهو شخص مصقول المواهب».
وأوضح ليبر أن «مزاج فانس ونهجه في التعامل مع وسائل الإعلام، وتوجهه السياسي، كلها اتجاهات الحزب الجمهوري»، وأضاف: «هذا يعني معاداة التجارة الحرة والمهاجرين والشركات الكبرى، وهي سمة جديدة في السياسة الأميركية».
وأشار فانس مرات عدة إلى أنه على استعداد لاختبار حدود دستور الولايات المتحدة لتنفيذ سياسات محافظة. وقال فانس في عام 2021، في إشارة إلى الانتصارات الديمقراطية التي جاءت مباشرة بعد ولاية ترامب الأولى الفوضوية: «نحن في فترة حرجة، وإذا كنا سنقاومها، فيجب أن نكون جامحين للغاية، ونذهب في اتجاهات لا يشعر الكثير من المحافظين بالراحة معها الآن». عن «ديلي بيست»
الولاء للرئيس
صعود جي دي فانس مذهل لرجل انتُخِب لمجلس الشيوخ قبل عامين فقط، ويجد نفسه الآن على وشك أن يصبح ثالث أصغر شخص في تاريخ الولايات المتحدة يشغل منصب نائب الرئيس، وبينما يخشى معارضو دونالد ترامب والعديد من المنتقدين عودته إلى المكتب البيضاوي، فإن مجيء جي دي فانس يمنحهم سبباً للشعور بالاطمئنان.
ومن الصعب أن نتخيل فانس، الذي كان ذات يوم منتقداً صريحاً لترامب، لدرجة أنه أشار إليه باعتباره «هتلر أميركا»، يُظهر مثل هذا الولاء لرئيسه.
لقد تخلى فانس تماماً عن انتقاداته السابقة، لدرجة أن اختياره مرشحاً لمنصب نائب الرئيس كان مدعوماً من قبل نجل الرئيس المنتخب، دونالد ترامب جونيور، كما كان أيضاً مدعوماً من قبل أنصار ترامب، مثل المذيع اليميني المتطرف، تاكر كارلسون، ومليارديرات التكنولوجيا كإيلون ماسك وبيتر ثيل.
إن أحد مظاهر ميله الأيديولوجي اليميني المتشدد يتجلى في علاقاته الوثيقة بمؤسسة «هيريتيج»، وهي مؤسسة فكرية محافظة في واشنطن، أشرفت على تطوير مشروع 2025، وهو مخطط لإصلاح جذري للحكومة والمجتمع الأميركي، الذي تبرأ منه ترامب في الصيف الماضي.
ومع ذلك، فإن العديد من الأفكار، لاسيما القيود على حقوق الإنجاب، لاتزال قائمة بين أنصار ترامب، بمن في ذلك فانس نفسه.
ويظل فانس قريباً من رئيس مؤسسة «هيريتيج»، كيفن روبرتس، الذي كتب مقدمة شرسة لكتابه القادم. وعندما واجه فانس انتقادات على شبكة «سي إن إن»، بسبب الترويج لقصة لا يوجد دليل عليها، لم يبد أي ندم، وقال: «إذا كان علي أن أبتكر قصصاً حتى تولي وسائل الإعلام الأميركية اهتماماً لمعاناة الشعب الأميركي، فهذا ما سأفعله».
. فانس سيكون من كبار المروجين لترامب.. و«المنفذ الرئيس للسياسات» خلال السنوات الأربع المقبلة