طقوس الزواج عند البدو في جنوب سيناء.. تفاصيل مثيرة للإهتمام
11:32 م
السبت 09 نوفمبر 2024
جنوب سيناء – رضا السيد:
في قلب الصحراء، حيث تلتقي رمال سيناء الساحرة بسماءها الزرقاء الواسعة، يعيش شعب يحافظ على تراثه الأصيل بكل فخر وتحدٍ. ورغم أن العصر الحديث يطرق أبوابهم، إلا أن بدو جنوب سيناء يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، ولا شيء يعكس ذلك أكثر من احتفالات الزواج التي تمتد لأسبوع كامل، حيث تتجسد العادات والتقاليد في أجمل صورها، لتروي حكايات عن حياة بدوية غنية بالتراث والجمال.
يقول رشدي سالم من قبيلة المزينة بجنوب سيناء، إن طقوس وعادات الأفراح البدوية واحدة، ولكنها تختلف في المظاهر حسب الحالة المادية للعريس، مؤكدًا أنه في العموم لا يوجد اختلاط بين الرجال والسيدات، لذا يتم إنشاء فازة “خيمة” كبيرة للرجال وأخرى للسيدات على أن تكون فازة السيدات بعيدة تمامًا عن فازة الرجال، وتجري الاحتفالات في كل فازة بشكل مختلف عن الأخرى.
وأوضح “سالم”، أن العريس يظل في “فازة” الرجال مع ذويه لاستقبال الضيوف وتلقي التهاني والتبريكات، ثم ينتقل بمفرده إلى فازة السيدات في صحبة عروسه للاحتفال فيها، مشيرًا إلى أن كل فازة يوجد بها بوفيه لتقديم المشروبات الباردة والساخنة، على أن يكون المسئول عن بوفيه فازة السيدات سيدات ولا يسمح بدخول أي رجل بداخلها سوى العريس عندما يكون بصحبة عروسه.
وعن مظاهر الاحتفال، أكد أن ذوي العروسين يبدأون في استقبال الضيوف وتقديم المشروبات لهم، وعقب صلاة العشاء يوضع الطعام ويكون عبارة عن أرز ولحم وفراشيح، وبعده تبدأ الفرق في عزف السمسمية، ويبدأ الشباب في الرقص مع العريس حتى يأتي موعد ذهاب العريس لعروسه داخل فازة السيدات، ولكن رجال وشباب القبيلة يستمرون في الرقص والغناء حتى الساعات الأولى من الصباح.
وأشار إلى أن فازة السيدات تكون مزودة بـ “دي جي” ولا يسمح بالتصوير فيها، ويجري تطبيق العرف على من يخالف ويصور داخل هذه الفازة، كونها تعد مكان حرمة بالنسبة للبدو.
ولفت إلى أن أفراح البدو تختلف حسب المكان التي تقام فيها، فإذا كانت في المدينة فتتراوح من يوم إلى 3 أيام، وإذا كانت في البادية “أي داخل الوديان بالصحراء” فتستمر لمدة أسبوع، وفيها تجرى سباق للهجن ورقصات بالخيل.
وأكد أن التجمع لأهل العروسين في الأفراح يكون عادة قبلها بيومين، للإعداد للزفاف وتحديد مسئوليات كل فرد، خاصة أنه يتم دعوة القبائل البدوية بداية من مدينة رأس سدر حتى طابا، وأيضًا من كافة المحافظات المصرية، ويجري الاهتمام بالمعازيم حسب بعد المكان الذي يأتي منه، ويطلق على المعازيم من نفس المكان الذي يقام فيه الفرح محليين أي المقربين، أما الذين يأتون من بعيد يطلق عليهم الضيوف.