في اليوم العالمي للسياحة..17 صورة تكشف أبرز المناطق الأثرية
05:42 م
السبت 28 سبتمبر 2024
المنيا- جمال محمد:
تحتفل محافظة المنيا، اليوم السبت، باليوم العالمي للسياحة، من خلال احتفالية كبرى على المسرح الروماني، والتي تأتي تزامنًا مع بدء الموسم السياحي للعام الجديد، والذي تستقبل خلاله المحافظة العديد من الأفواج لزيارة الكثير من المزارات التي تنتشر بها شمالًا وجنوبًا.
“فرعونية – قبطية – إسلامية.. المنيا أرض الحضارات”.. هكذا يُطلق الأثريون على عروس الصعيد، والتي عرفت الحضارات على مدار آلاف السنين، وتزخر بالعديد من المناطق الأثرية الفريدة من نوعها، فضلًا عن كونها أول من نشأ على أرضها أول دعوة للتوحيد في التاريخ.
“مصراوي” يستعرض معكم أبرز المناطق الأثرية في “عروس الصعيد” المنيا، التي تُعد محط أنظار الكثيرين على مدار العام، ويأتي إليها السائحون من كافة دول العالم…
“تل العمارنة” عاصمة مصر القديمة
تُعد منطقة تل العمارنة من أهم المناطق التاريخية والأثرية في المنيا، إذ كانت عاصمة لمصر القديمة، والتي أقامها الملك إخناتون وزوجته نفرتيتي، بعد أن غادروا طيبة في الأقصر، وتضم المعبدين “الشمالي والجنوبي” كما تُعد من محطات التاريخ الهامة في مصر، كما أُطلق منها أول دعوة لتوحيد الآلهة، وبها لوحات حدودية فريدة لترسيم حدود العاصمة الجديدة، وبقايا معابد على مساحات شاسعة تدل على مدى تمسك الملك بالآله الجديد “قرص الشمس”.
ويوجد بالمنطقة المقبرة الملكية، ومقبرة “مري رع الأول”، ومقبرة “بانحسي” ومعبد آتون الكبير الذي كان به أكثر من 950 مائدة قرابين لتقديمها للآله، ومعبد آتون الصغير الذي يقع في مواجهة مدخل المقبرة الملكية ويتكون من 3 صالات كبيرة، إذ تشتمل المنطقة على 25 مقبرة لرجال البلاط الملكي وكبار المواطنين والكهنة.
مدينة الغموض
منطقة تونا الجبل تُعد بمثابة الجبانة المتأخرة لمدينة الأشمونين، وتضم الكثير من الآثار الهامة التي يرجع معظمها إلى العصور الفرعونية المتأخرة والعصرين اليوناني والروماني، وقد عرفت في النصوص المصرية القديمة باسم “تا-حنت” وتعني البركة أو الفيـضان، ثـم عرفت في العصر اليوناني باسم “تا-ونس” ويعنى نفس المعنى، ويُشير هذا المعنى “البركة والفيضان” إلى التجمع المائي الذي كان يحدث في هذه المنطقة نتيجة للفيضان، وتضم المنطقة عدة آثار شديدة الأهمية يأتي في مقدمتها مقبرة شهيدة الحب “إيزادورا”، ومقبرة بيتوزيرس، والساقية الرومانية، ولوحات حدود مدينة إخناتون، وهي أفضل اللوحات التي حفظت حدود المدينة، ونُحتت في أحد صخور المنطقة قبل مدخل جبانة “تونة الجبل” صور عليها إخناتون ونفرتيتي وبناتهما يتعبدون للإله آتون، فضلا عن منطقة “الغُريفة” التي شهدت 3 اكتشافات أثرية مؤخرا.
كما يوجد بالمنطقة سراديب الغموض والإثارة، وهو لقب ليس تشويقيًا للاكتشاف الذي لازال يُعد الأشهر في جنوبي غرب محافظة المنيا، ولكنه حقيقة قائمة ويُعد من أبرز الأسباب التي تجذب السائحين لمنطقة تونا الجبل في مركز ملوي بالمنيا، إذ تعد السراديب الأربعة تحت الأرض بمقتنياتها الفريدة محط أنظار الكثيرين، لتصميمها ذو الطابع الخاص، وتم اكتشاف سراديب تونا الجبل عام 1937 على يد عالم الآثار الكبير الدكتور سامي جبره، مدير حفائر بعثة جامعة القاهرة، والذي ظل يعمل فيها حتى عام 1952 .
مقابر بني حسن- أولمبياد العالم القديم على جدرانها
وتقع مقابر بني حسن في أحضان الجبل الشرقي جنوب محافظة المنيا، والتي لا يكاد يخلو أسبوعًا إلا يتوافد عليها السائحون من كافة بلدان العالم، لمشاهدة مقابرها المميزة، والنقوشات الفريدة من نوعها على جدرانها، حتى باتت تلك المنطقة في صدارة المناطق الأثرية لكثرة زيارة السائحين طوال العالم، فضلًا عن احتلالها المرتبة الأولى في السياحة الداخلية بمحافظة المنيا من خلال المراكب النيلية والتي تنطلق من مدينة المنيا في رحلة للوصول إلى مرسى المنطقة الأثرية، والعودة مرة أخرى بعد الزيارة، ويفضل تلك الرحلة آلاف الطلاب بالمدارس.
ومقابر بني حسن الأثرية هي منطقة يُقارب عمرها الـ 4000 سنة، وتضم 39 مقبرة من مقابر عهد الدولة الوسطى، بالتحديد من عصر الأسر 11 و 12 ( 1800 ق.م )، وأهم هذه المقابر هي: خيتي، باكت الثالث، خنوم حتب الثاني، ومقبرة امنمحات، إذ تعد تلك المقابر الأربعة كامـلة تمامًا ومعدة للزيارة، بالإضافة إلى بعض المقابر الأخرى غير الكاملة، ومنقوش على جدرانها عشرات الألعاب المختلفة التي كانت انطلقت منها إلى العالم أجمع ومنها ” الهوكي وكرة اليد، والجمباز والسباحة”.
ممر العائلة المقدسة
وبالوصول إلى العصر القبطي نجد منطقة دير السيدة العذراء بجبل الطير بسمالوط، والتي وصلت إليها السيدة مريم العذراء حاملة السيد المسيح بين كفيها هربًا من بطش الملك هيرودس، ففوق سفح الجبل الشرقي بقرية جبل الطير يقع دير العذراء مريم، إذ استقبل هروب العائلة المقدسة، فدخلت العائلة في جوف صخرة كبيرة كانت تستقر بتلك المنطقة، وبها مغارة صغيرة عام 3 ميلاديا، وظلوا مختبئين بها لمدة 3 أيام، قبل أن يستكملوا رحلتهم إلى الجنوب مرة أخرى.
ويتبارك بتلك الكنيسة المسلمون والمسيحيون على وجه السواء، بعد أن كانت صخرة اختبأ بها المسيح وأمه، وتم تحويلها إلى كنيسة بأوامر من الملكة هيلانا أم الملك قسطنطين الأول عام 328 ميلادية، وهي كنيسة منحوته داخل الصخرة ومازالت تحتفظ بطابعها القديم، وأطلق عليها اسم كنيسة السيدة العذراء، كما يوجد داخلها مغارة صغيرة كان أمرها مجهولا من القرن الأول القبطي حتى القرن الرابع القبطي، وتم اكتشافها عند قدوم الملكة هيلانا، كما يوجد بها حجاب الهيكل الخشبي من القرن السادس عشر، و3 أيقونات تم رسمها عام 1554.
شجرة مريم وسط المعالم الإسلامية
كما نجد أن رحلة العائلة المقدسة لم تتوقف في جبل الطير بل وصلت إلى قرية البهنسا بمركز بني مزار شمال المنيا، فنجد شجرة مريم والتي يقصدها الآلاف من الأجانب من الطلاب الوافدين.
مدافن وأضرحة الصحابة والتابعين تضيء أرض البهنسا
مكانة المنيا البارزة في العصر الإسلامي كانت شديدة الأهمية كذلك، فنجد منطقة البهنسا الأثرية التي تحوي العديد من المعالم الدينية، وتُعد متحفًا مفتوحًا، ويوجد بها مقابر لمئات من التابعين والصحابة، ويذكر الأثريون أنها مدفون بها 70 صحابيًا ممن حضروا غزوة بدر مع الرسول (ص)، وأكثر من 5000 من التابعين وأبناء الصحابة، بالإضافة إلى مسجد الحسن بن صالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ابن ابي طالب وهو مسجد أثري، فضلًا عن كون القرية تحتضن شجرة استظلت تحتها السيدة مريم العذراء والسيد المسيح خلال رحلة هروبهم إلى مصر ومرورهم بالمنيا.
مسجدي “العمراوي” و”اللمطي” دُرة مساجد المنيا
كما نجد في مدينة المنيا اثنين من المساجد الشاهدة على التراث الديني بالمحافظة، يأتي في مقدمتها مسجد العمراوي ، أو كما يطلق عليه “مسجد الوداع” وهو أول مسجد شُيد بمحافظة المنيا، وكذلك مسجد اللمطي الأثري الذي يبعد عن كورنيش النيل ببضع خطوات تضم أروقته عدد من أعمدة المعابد القديمة المشيد عليها، ويحظي باهتمام أثري ويتوافد إليه السائحين الوافدين من دول أجنبية لزيارته خاصة في الفترة الأخيرة نظرًا لتصميمه الفريد، ويعود تاريخ المسجدين إلى العصر المملوكي الجركسي، والعصر الفاطمي.
اقرأ أيضًا..
مدينة تحت الأرض.. حكاية سراديب الغموض والإثارة فى المنيا – صور
جبل الطير.. هنا اختبأ السيد المسيح ومريم العذراء في المنيا- صور