محكمة بريطانية ترفض طلب أبل لاستئناف حكم تغريمها مليار جنيه إسترليني

محكمة لندن ترفض استئناف أبل في قضية احتكار تطبيقاتها، وتفتح الباب أمام غرامة قد تتجاوز المليار جنيه إسترليني. هذا الحكم يمثل ضربة قوية لشركة أبل، ويأتي في سياق تدقيق متزايد في ممارسات شركات التكنولوجيا الكبرى حول العالم. القضية تتعلق بـ رسوم أبل على مطوري التطبيقات، والتي رأت المحكمة أنها غير عادلة وتستغل الوضع المهيمن للشركة.
تفاصيل الحكم ونتائجه المحتملة
رفضت محكمة في لندن، يوم الخميس، طلب شركة أبل لاستئناف حكم سابق أصدرته بخصوص إساءة استخدام أبل لوضعها المهيمن في سوق توزيع التطبيقات. هذا الرفض يعني أن الشركة الأمريكية العملاقة تواجه الآن احتمال دفع غرامة قد تتجاوز مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 1.3 مليار دولار أمريكي).
الحكم الأصلي، الذي صدر الشهر الماضي عن محكمة الاستئناف للمنافسة، وجد أن أبل قد أساءت استخدام قوتها في السوق من خلال استبعاد المنافسة وفرض “أسعار مفرطة وغير عادلة” كعمولة على مطوري التطبيقات. هذا الحكم يأتي بعد محاكمة مطولة فحصت بعمق ممارسات أبل المتعلقة بمتجر التطبيقات App Store.
وترفض أبل بشدة هذا الحكم، مؤكدةً أنه “يأخذ نظرة خاطئة على اقتصاد التطبيقات المزدهر والتنافسي”. ومع ذلك، فإن رفض محكمة الاستئناف منحها الإذن بالطعن في حكمها يزيد من الضغوط عليها. يبقى لها خيار تقديم طلب طعن مباشرة إلى محكمة الاستئناف العليا.
الأضرار المطالب بها وتصاعد الدعاوى
يقدر المحامون الذين يمثلون راتشيل كينت، الأكاديمية البريطانية التي رفعت القضية، الأضرار المستحقة على أبل بحوالي 1.2 مليار جنيه إسترليني، مع إضافة الفوائد المستحقة منذ أكتوبر 2015 وحتى فبراير 2024. وهذا الرقم يوضح حجم الخسائر المحتملة التي قد تتكبدها أبل نتيجة لهذا الحكم.
يأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه أبل ضغوطًا متزايدة من الجهات التنظيمية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا حول الرسوم التي تفرضها على المطورين. هذه الضغوط المتزايدة تدفع إلى إعادة النظر في نموذج عمل متجر التطبيقات الخاص بها.
الضغوط التنظيمية على أبل في أمريكا وأوروبا
الوضع القانوني لأبل لا يقتصر على المملكة المتحدة. تواجه الشركة تحقيقات ودعاوى قضائية مماثلة في مناطق أخرى من العالم. هذا يشير إلى اتجاه عالمي نحو تنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى بشكل أكثر صرامة، وضمان المنافسة العادلة في الأسواق الرقمية.
في أوروبا، رفعت دعوى قضائية ضد أبل أمام هيئات مكافحة الاحتكار الأوروبية بشأن الشروط والأحكام الخاصة بمتجر التطبيقات الخاص بها. هذه الدعوى تأتي في إطار القواعد الجديدة التي تهدف إلى كبح جماح شركات التكنولوجيا الكبرى ومنعها من استغلال نفوذها في السوق.
تطبيقات أبل هي محور هذه المشاكل، حيث يرى الكثيرون أن سياسات المتجر تميل نحو تفضيل خدمات أبل الخاصة على المنافسين، مما يضر بالمطورين والمستهلكين على حد سواء. هذه القضايا تثير تساؤلات حول مستقبل نماذج توزيع التطبيقات، ودور شركات التكنولوجيا الكبرى في تشكيل هذه النماذج.
سوابق قضائية أخرى
على الرغم من هذا الحكم السلبي، حققت أبل مؤخرًا انتصارًا في قضية براءات اختراع طويلة الأمد، حيث ألغت محكمة الاستئناف الأمريكية حكمًا بتعويض قدره 300 مليون دولار. ومع ذلك، فإن هذا النصر يبدو باهتًا مقارنة بالخطر الذي يمثله الحكم الصادر عن محكمة لندن.
مستقبل الرسوم على التطبيقات وتأثيرها على المطورين
هذا الحكم قد يمهد الطريق لتغييرات كبيرة في طريقة عمل متاجر التطبيقات، وربما يؤدي إلى انخفاض رسوم المطورين التي تفرضها أبل. هذا الانخفاض قد يكون له تأثير إيجابي على المطورين، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، مما يسمح لهم بالاستثمار بشكل أكبر في تطوير تطبيقاتهم وتقديم خدمات أفضل للمستخدمين.
بالإضافة إلى ذلك، قد يدفع هذا الحكم شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى إلى إعادة النظر في ممارساتها المتعلقة بالرسوم والشروط والأحكام المفروضة على المطورين. المنافسة العادلة في سوق التطبيقات ستخدم في النهاية مصلحة المستهلكين، من خلال توفير خيارات أكثر وتطبيقات أفضل.
في الختام، يمثل رفض محكمة لندن استئناف أبل نقطة تحول هامة في قضية احتكار تطبيقاتها. الشركة تواجه الآن فاتورة محتملة ضخمة، وضغوطًا متزايدة من الجهات التنظيمية حول العالم. من المرجح أن يكون لهذا الحكم تأثير عميق على مستقبل صناعة التطبيقات، وعلى العلاقة بين شركات التكنولوجيا الكبرى والمطورين. نتابع هذا التطور باهتمام، ونتوقع المزيد من التحديثات في الأشهر القادمة. لا تتردد في مشاركة أفكارك حول هذا الموضوع في قسم التعليقات أدناه.












