اخبار التقنية

تقنية من إنفيديا للتحقق من المواقع قد تعزز مكافحة تهريب الرقائق

في تطور يهدف إلى تعزيز الرقابة على صادراتها، تعمل شركة إنفيديا (NVIDIA) على تطوير تقنية مبتكرة للتحقق من مواقع تشغيل رقائق الذكاء الاصطناعي التي تنتجها. تأتي هذه الخطوة في ظل تزايد المخاوف بشأن تهريب هذه الرقائق المتطورة إلى دول محظورة، وعلى رأسها الصين، مما يثير تساؤلات حول الأمن القومي والقدرة التنافسية. هذه التقنية الجديدة، التي تستخدم ما يسمى بـ “الحوسبة السرية”، قد تغير قواعد اللعبة في صناعة أشباه الموصلات.

إنفيديا وتحدي تهريب الرقائق: تقنية جديدة قيد التطوير

أعلنت مصادر مطلعة أن شركة إنفيديا، الرائدة في مجال تصنيع وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) ورقائق الذكاء الاصطناعي، تعمل على تقنية جديدة تتيح لها تتبع موقع الرقائق التي تبيعها. تهدف هذه التقنية بشكل أساسي إلى منع وصول هذه الرقائق إلى جهات غير مصرح لها في دول تخضع لقيود تصديرية، مثل الصين. التقنية ليست قطعة أجهزة إضافية، بل هي خيار برمجي يمكن للعملاء تثبيته على أنظمتهم.

كيف تعمل تقنية التحقق من المواقع؟

تعتمد التقنية على استغلال قدرات “الحوسبة السرية” المدمجة في وحدات معالجة الرسوميات الخاصة بـ إنفيديا. تسمح هذه القدرات بتتبع أداء الحوسبة الإجمالي للشريحة، وهي ممارسة قياسية بين الشركات التي تستثمر في مراكز بيانات ضخمة. ولكن، بالإضافة إلى ذلك، ستستخدم التقنية التأخير الزمني في التواصل بين الرقائق وخوادم إنفيديا، بالإضافة إلى بيانات من خدمات الإنترنت الأخرى، لتحديد الموقع الجغرافي الدقيق للرقاقة. هذا يعني أن إنفيديا ستتمكن من معرفة مكان عمل رقائقها، حتى بعد بيعها لعملاء آخرين.

دوافع إنفيديا وراء تطوير هذه التقنية

لم يأتِ تطوير هذه التقنية من فراغ. فقد واجهت إنفيديا ضغوطاً متزايدة من الحكومة الأمريكية، بما في ذلك البيت الأبيض والكونجرس، لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع تهريب رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين. وقد ازدادت هذه الضغوط بعد أن كشفت وزارة العدل الأمريكية عن قضايا جنائية تتعلق بشبكات تهريب مرتبطة ببكين، والتي يُزعم أنها حاولت نقل رقائق من إنتاج إنفيديا بقيمة تزيد عن 160 مليون دولار إلى الصين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي، خاصة من الشركات التي تعمل في مجال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة، يجعل من الضروري على إنفيديا حماية استثماراتها وضمان استخدام منتجاتها بشكل قانوني وأخلاقي. التحقق من مواقع الرقائق يساعد في تحقيق هذا الهدف.

تصدير الرقائق إلى الصين: شروط جديدة وتفاؤل حذر

في تطور متزامن، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أبلغ نظيره الصيني شي جين بينج بأن الولايات المتحدة ستسمح لشركة إنفيديا بتصدير رقائق من طراز H200 إلى عملاء معتمدين في الصين ودول أخرى، ولكن وفقاً لشروط صارمة تضمن حماية الأمن القومي الأمريكي.

وأضاف ترامب أن الرئيس شي أبدى “رد فعل إيجابياً” وأن الصين ستدفع نسبة 25% من قيمة هذه الصفقات إلى الولايات المتحدة. ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن تساهم هذه الشروط في دعم الوظائف الأمريكية وتعزيز التصنيع المحلي، بالإضافة إلى ضمان عدم استخدام الرقائق في أغراض تهدد الأمن القومي.

هل القيود كافية؟ تطورات الذكاء الاصطناعي في الصين

على الرغم من هذه التطورات، يعتقد بعض المسؤولين في البيت الأبيض أن القيود السابقة لم تكن كافية لمنع الصين من تحقيق تقدم كبير في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد نجحت شركات صينية مثل DeepSeek وعلي بابا في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متطورة، بينما حققت شركة Huawei تقدماً ملحوظاً في صناعاتها.

هذا يشير إلى أن الصين قد تكون قادرة على الالتفاف على بعض القيود أو إيجاد بدائل محلية لرقائق إنفيديا. لذلك، فإن تطوير تقنية التحقق من المواقع يعتبر خطوة مهمة، ولكنه قد لا يكون كافياً بمفرده لضمان الامتثال الكامل لقيود التصدير. رقائق الذكاء الاصطناعي أصبحت محوراً رئيسياً في التنافس التكنولوجي العالمي.

مستقبل تقنية إنفيديا وتأثيرها على الصناعة

إذا نجحت إنفيديا في إطلاق هذه التقنية الجديدة، فمن المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على صناعة أشباه الموصلات. قد تضطر الشركات الأخرى المصنعة للرقائق إلى تطوير تقنيات مماثلة لضمان الامتثال للوائح التصدير وحماية استثماراتها.

بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي هذه التقنية إلى زيادة الشفافية في سلسلة التوريد لرقائق الذكاء الاصطناعي، مما يساعد في مكافحة التزوير والتهريب. أشباه الموصلات هي أساس التكنولوجيا الحديثة، والرقابة عليها أمر بالغ الأهمية.

الخلاصة: خطوة استباقية في عالم الذكاء الاصطناعي المتسارع

إن تطوير تقنية التحقق من مواقع تشغيل الرقائق من قبل إنفيديا يمثل خطوة استباقية لمواجهة التحديات المتزايدة المتعلقة بتهريب الذكاء الاصطناعي إلى دول محظورة. في ظل التطورات السريعة في هذا المجال، والضغوط المتزايدة من الحكومات، فإن الشركات المصنعة للرقائق بحاجة إلى إيجاد حلول مبتكرة لحماية استثماراتها وضمان استخدام منتجاتها بشكل مسؤول.

هل ستنجح إنفيديا في تحقيق أهدافها؟ وهل ستتمكن من منع تهريب رقائقها إلى الصين؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستتضح في الأشهر القادمة، مع إطلاق التقنية الجديدة وتطبيقها على نطاق واسع. تابعونا لمعرفة المزيد عن هذا التطور الهام في عالم التكنولوجيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى