انتخابات مرتقبة في قيادة “حماس”.. والحية ومشعل أبرز المرشحين
في خضم التطورات السياسية المتسارعة في المنطقة، وعلى خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة، تستعد حركة حماس لإجراء انتخابات داخلية حاسمة. هذه الانتخابات، التي تأتي بعد فترة من التغييرات القيادية المفاجئة، ستحدد بشكل كبير مستقبل الحركة ومسارها السياسي القادم. وتتركز الأحاديث حول المنافسة المحتملة بين شخصيتين بارزتين، خليل الحية وخالد مشعل، على رئاسة المكتب السياسي للحركة.
حماس تستعد لانتخاب رئيس جديد للمكتب السياسي
كشفت مصادر مقربة من قيادة حركة حماس لـ “الشرق” أن الحركة اتخذت قراراً بانتخاب رئيس جديد لمكتبها السياسي العام، بالإضافة إلى تشكيل أطر قيادية جديدة. يأتي هذا القرار في إطار التوجه الذي حدده المجلس القيادي الذي تشكل عقب استشهاد الرئيس السابق للمكتب السياسي، يحيى السنوار، في أكتوبر الماضي.
بدأت الحركة بالفعل في الإعداد لهذه الانتخابات الداخلية، التي ستجرى في مجلس الشورى العام، والذي يضم حوالي 50 عضواً يمثلون مختلف قواعد الحركة في قطاع غزة، والضفة الغربية، والشتات. وتشير التقديرات إلى أن عملية التصويت قد تتم في غضون أيام أو أسابيع قليلة، مما يعكس حرص الحركة على استعادة الاستقرار القيادي في أقرب وقت ممكن.
دوافع إجراء الانتخابات المبكرة
يعزو مراقبون هذا التحرك إلى عاملين رئيسيين. أولاً، إنهاء حالة الطوارئ العامة التي فرضتها الحرب في غزة، والتي كانت تتطلب قيادة مركزية قوية. ثانياً، ظهور خلافات واختلافات في وجهات النظر بين أعضاء المجلس القيادي حول قضايا مصيرية مثل مستقبل حكم الحركة في غزة، والتحالفات الإقليمية، وغيرها من المسائل الحساسة. هذه الخلافات دفعت إلى ضرورة وجود قيادة منتخبة تتمتع بشرعية واسعة داخل الحركة.
صراع على القيادة: الحية ومشعل أبرز المرشحين
تتركز المنافسة على رئاسة المكتب السياسي حالياً بين خليل الحية، رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة، وخالد مشعل، الرئيس السياسي السابق. وتشير المصادر إلى أن خليل الحية يمتلك حظوظاً أكبر للفوز، وذلك بفضل الدعم الواسع الذي يحظى به، والذي لا يقتصر على قطاع غزة فحسب، بل يمتد ليشمل جزءاً كبيراً من قيادة الحركة في الضفة الغربية، خاصةً من خلال دعم زاهر جبارين، رئيس مكتبها السياسي في الضفة.
الخلافات بين المرشحين لا تقتصر على الشخصية، بل تمتد إلى الرؤى السياسية المختلفة. فمن المتوقع أن يواصل خليل الحية المسار الحالي الذي يركز على المقاومة المسلحة ضد إسرائيل في قطاع غزة، حتى تحقيق وقف كامل لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
في المقابل، يميل خالد مشعل إلى تبني مسار سياسي يعتمد على البحث عن حلول تفاوضية لإنهاء الاحتلال في غزة، بالإضافة إلى محاولة تقليل اعتماد الحركة على إيران، والتقارب مع الدول العربية المعتدلة. هذه الاختلافات في الرؤى تعكس التحديات الكبيرة التي تواجه الحركة في تحديد مستقبلها السياسي.
تأثير الانتخابات على مستقبل حركة حماس
تعتبر هذه الانتخابات الداخلية بمثابة نقطة تحول حاسمة في مسيرة حركة حماس. فنتائجها ستشكل المسار السياسي القادم للحركة، وستحدد مدى التزامها بالمسار الحالي للمقاومة، أو توجهها نحو حلول سياسية أكثر اعتدالاً.
وتؤكد مصادر مقربة من الحركة أن تغيير المسار الحالي ليس وارداً قبل انتهاء الحرب في غزة بشكل كامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وظهور واقع جديد على الأرض. ومع ذلك، فإن انتخاب رئيس جديد للمكتب السياسي قد يفتح الباب أمام إعادة تقييم الاستراتيجيات والسياسات، خاصةً فيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية والدولية.
تأجيل الانتخابات العامة وتداعياتها
على الرغم من الاستعدادات للانتخابات الداخلية، لا تزال الانتخابات العامة في حركة حماس مؤجلة. كان من المقرر أن تجرى هذه الانتخابات في مطلع عام 2025، ولكن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى تأجيلها. وتستبعد المصادر إجراء انتخابات عامة قبل وقف دائم لإطلاق النار.
تجري حركة حماس انتخابات عامة دورية كل أربع سنوات. الانتخابات الأخيرة جرت في مارس 2021، وأسفرت عن انتخاب إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي. بعد استشهاد هنية في يوليو 2023، تولى يحيى السنوار المنصب، قبل استشهاده هو الآخر. هذا التسلسل من التغييرات القيادية يؤكد على أهمية الانتخابات الداخلية في الحفاظ على استمرارية الحركة.
مستقبل الحركة بين المقاومة والتفاوض
في الختام، تواجه حركة حماس لحظة فارقة تتطلب قيادة حكيمة ورؤية واضحة. الانتخابات الداخلية القادمة ستلعب دوراً حاسماً في تحديد مستقبل الحركة، ومسارها السياسي القادم. سواء اختارت الحركة المضي قدماً في مسار المقاومة، أو تبني حلول تفاوضية، فإن التحديات التي تواجهها كبيرة ومعقدة. من المؤكد أن هذه الانتخابات ستكون محط أنظار المراقبين والمحللين السياسيين في المنطقة والعالم، نظراً لأهمية حركة حماس وتأثيرها على التطورات في فلسطين والمنطقة. تابعوا آخر المستجدات حول انتخابات حماس وتأثيرها على المشهد السياسي.
