أبل “المتأخرة” تستقطب مسؤولاً سابقاً بمايكروسوفت للذكاء الاصطناعي

تستعد شركة أبل لإجراء تغييرات كبيرة في قيادة قسم الذكاء الاصطناعي لديها، في محاولة لتعزيز جهودها في هذا المجال التنافسي بشكل متزايد. يأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه الشركة ضغوطاً متزايدة لتقديم ابتكارات متطورة في مجال الذكاء الاصطناعي، لمواكبة التقدم السريع الذي تحرزه شركات مثل مايكروسوفت وجوجل. هذه الخطوة تعكس إدراك أبل لأهمية اللحاق بالركب في هذا السباق التكنولوجي المحموم.
أبل تستقطب خبيراً بارزاً من مايكروسوفت لقيادة قسم الذكاء الاصطناعي
أعلنت أبل عن استبدال نائب الرئيس الحالي للذكاء الاصطناعي، جون جياناندريا، بأمار سوبرامانيا، وهو مسؤول تنفيذي مخضرم قادم من مايكروسوفت. سيظل جياناندريا مستشاراً للشركة لفترة قصيرة قبل أن يتقاعد بشكل كامل في الربيع القادم. يعتبر هذا التغيير بمثابة اعتراف داخلي ضمن أبل بالحاجة إلى وجهة نظر جديدة وقيادة أكثر حيوية في مجال الذكاء الاصطناعي.
مسيرة أمار سوبرامانيا المهنية وخبرته الواسعة
يأتي سوبرامانيا إلى أبل بخبرة عميقة في مجال التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي. قبل انضمامه إلى أبل، كان سوبرامانيا يشغل منصب نائب رئيس في مايكروسوفت، وهو المنصب الذي انتقل إليه بعد فترة قصيرة فقط من مغادرته جوجل. في جوجل، لعب سوبرامانيا دوراً رئيسياً في تطوير روبوت الدردشة المتقدم “جيميني” Gemini، مما يجعله إضافة قيمة لفريق أبل. خبرته هذه ستكون حاسمة في تطوير استراتيجيات جديدة للشركة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
تيم كوك يؤكد على أهمية الذكاء الاصطناعي في استراتيجية أبل
أكد الرئيس التنفيذي لأبل، تيم كوك، على الأهمية الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي بالنسبة للشركة، قائلاً: “كان الذكاء الاصطناعي جزءاً محورياً من استراتيجية أبل منذ زمن طويل، ويسعدنا الترحيب بأمار… وإدخال خبرته الاستثنائية في هذا المجال إلى الشركة”. هذا التصريح يوضح أن أبل لا تنظر إلى الذكاء الاصطناعي كمجرد إضافة اختيارية، بل كعنصر أساسي في مستقبل منتجاتها وخدماتها.
خلفية التغيير: انتقادات لنهج أبل في تطوير الذكاء الاصطناعي
لم يكن قرار تغيير قيادة قسم الذكاء الاصطناعي مفاجئاً، فقد واجه جون جياناندريا انتقادات متزايدة بسبب بطء وتيرة التطوير في هذا المجال. يتهم البعض جياناندريا بالتردد في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي التقنيات التي تشكل جوهر منتجات المنافسين مثل Gemini وChatGPT. هذا التأخر أثار قلق المستثمرين والمحللين على حد سواء، وأجبر أبل على اتخاذ إجراءات سريعة لتصحيح المسار.
نزيف العقول: خسائر في فريق Siri
لا يقتصر التحدي الذي تواجهه أبل على تطوير استراتيجيات جديدة فحسب، بل يشمل أيضاً الاحتفاظ بالمواهب الموجودة. كشفت تقارير حديثة عن انتقال عدد كبير من المطورين البارزين في فريق Siri إلى شركات منافسة مثل ميتا، مما يشير إلى وجود مشكلة في بيئة العمل أو الرؤية المستقبلية لفريق الذكاء الاصطناعي في أبل. هذا “نزيف العقول” يمثل تهديداً حقيقياً لقدرة أبل على الابتكار والمنافسة في هذا المجال.
إعادة هيكلة مسؤوليات Siri
تجدر الإشارة إلى أنه قبل إعلان التغيير في القيادة، جرى سحب ملف Siri من تحت إشراف جياناندريا بسبب التأخير في تطوير تحسينات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالمساعد الصوتي. الآن، ستتولى كريج فيديريجي، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات، الإشراف على تطوير نسخة أكثر تخصيصاً من Siri، والتي من المقرر إطلاقها العام المقبل. يأتي هذا كجزء من جهود أبل لتركيز جهودها وتسريع وتيرة التطوير.
خطط خلافة تيم كوك وتأثيرها على استراتيجية الذكاء الاصطناعي
بحسب ما ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز”، فإن مجلس إدارة أبل يعزز حالياً خطط خلافة تيم كوك. يُنظر إلى كريج فيديريجي، الذي سيلعب دوراً محورياً في تطوير Siri، على نطاق واسع باعتباره أحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة كوك. هذا يعني أن استراتيجية أبل في مجال الذكاء الاصطناعي قد تتأثر بشكل كبير بتوجهات فيديريجي ورؤيته المستقبلية.
سباق المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي والخطوات المتبعة
تعد هذه الخطوة جزءاً من المنافسة الشرسة على استقطاب المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة مثل OpenAI. فقد قامت مايكروسوفت مؤخراً باستقطاب أكثر من عشرين باحثاً من جوجل لتعزيز فريق “الذكاء الخارق” التابع لها، والذي يعمل على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متطورة. إن قدرة أبل على جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها ستكون حاسمة في نجاحها في هذا المجال.
في الختام، يمثل تعيين أمار سوبرامانيا لقيادة قسم الذكاء الاصطناعي في أبل خطوة جريئة ومهمة في سعي الشركة لتعويض تأخرها والمنافسة بفعالية في هذا المجال المتنامي. من خلال الاستفادة من خبرة سوبرامانيا الواسعة وتكثيف جهود البحث والتطوير، تأمل أبل في تقديم ابتكارات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز مكانتها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا. تابعوا آخر التطورات في هذا المجال، ولا تترددوا في مشاركة آرائكم حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في أبل.












