اخبار الرياضة

كأس الأمم الأفريقية.. لاعبان مصريان يهيمنان على سجل البطولات

أقل من شهر يفصلنا عن انطلاق النسخة الخامسة والثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية، والمقرر إقامتها في المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر الحالي وحتى 18 يناير 2026. وبينما يتطلع جيل جديد من اللاعبين لكتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ هذه البطولة القارية المرموقة، يظل هناك إرث عظيم تركته الأجيال السابقة، وعلى رأسهم ثنائي الفراعنة أحمد حسن وعصام الحضري، اللذان يحتفظان برقم قياسي مميز يثير الإعجاب. هذا المقال يسلط الضوء على إنجازات هذين اللاعبين الأسطوريين ومكانتهما في سجلات البطولة.

أسطورة الأرقام القياسية: أحمد حسن وعصام الحضري في كأس الأمم الأفريقية

يُعد أحمد حسن، صانع الألعاب الماهر، وعصام الحضري، حارس المرمى الأسطوري، الأكثر تتويجاً بألقاب كأس الأمم الأفريقية في تاريخ البطولة. فقد تمكن الثنائي من الفوز باللقب في 4 مناسبات مختلفة، وهي الأعوام 1998، 2006، 2008، و2010. هذا الإنجاز يعكس التفاني والعمل الجاد والمهارة الفردية والجماعية التي تمتع بها اللاعبان، بالإضافة إلى كونهما جزءاً من جيل ذهبي في كرة القدم المصرية.

أحمد حسن: “المعلم” وقائد الفراعنة

أحمد حسن، المعروف بلقب “المعلم”، لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان قائداً وملهماً لزملائه في الميدان. تميز برؤيته الثاقبة وتمريراته الدقيقة وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب، مما جعله عنصراً أساسياً في تشكيلة المنتخب المصري لسنوات طويلة. فوزه بأربع بطولات كأس الأمم الأفريقية يترجم مسيرة حافلة بالإنجازات والقيادة.

عصام الحضري: “الوحش” وحارس الأجيال

بينما يعتبر أحمد حسن صانع الألعاب، فإن عصام الحضري كان حارس المرمى الذي يبعث على الطمأنينة في كل مرة. تميز الحضري ببراعته في التصدي للكرات الصعبة وثباته الانفعالي وقدرته على قراءة هجمات المنافسين. لقبه “الوحش” لم يأتِ من فراغ، بل يعكس قوته وشجاعته وهيبته في المرمى. كما أنه استطاع أن يكون مثالاً للالتزام والاستمرارية، حيث استمر في اللعب على أعلى المستويات لفترة طويلة.

ثلاثية الألقاب التاريخية: إنجاز لا يزال عالياً

لم يكن الفوز بأربع بطولات كأس الأمم الأفريقية هو الإنجاز الوحيد الذي يجمعهما. فبين عامي 2006 و2010، كان أحمد حسن وعصام الحضري جزءاً من المنتخب المصري الذي حقق ثلاثة ألقاب متتالية، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أحد في تاريخ البطولة. هذه الثلاثية التاريخية تعكس التفوق الكروي للمنتخب المصري في تلك الفترة، والقدرة على الحفاظ على مستواه الفني والبدني لفترة طويلة.

عوامل النجاح في تلك الفترة

هذا الإنجاز لم يتحقق بمفردة. كان هناك توليفة رائعة من اللاعبين المدربين بإتقان من قبل المدرب حسن شحاتة. بالإضافة إلى ذلك، لعبت الروح القتالية والانتماء للمنتخب دوراً كبيراً في تحقيق هذه النتائج المميزة. كذلك، كان الدعم الجماهيري عاملاً محفزاً للاعبين، الذي أثمر عن تحقيق هذه الإنجازات. بطولة كأس الأمم الأفريقية كانت دائماً مصدر فخر للشعب المصري، وهذا ما كان يدفعه لدعم منتخب بلاده في كل المحافل.

مسيرة الفراعنة في النسخة المقبلة و فرصة للتألق

الآن، يتجه الأنظار نحو المغرب، حيث ستنطلق النسخة الـ35 من بطولة كأس الأمم الأفريقية. منتخب مصر يطمح إلى تقديم أداء قوي والمنافسة على اللقب، وهذا يتطلب جهداً جماعياً وتعاوناً بين جميع اللاعبين والجهاز الفني.

يشارك منتخب مصر في البطولة ضمن المجموعة الثانية بجانب كل من أنغولا، وجنوب أفريقيا، وزيمبابوي. المنافسة في المجموعة ستكون شرسة، ولكن الفراعنة يمتلكون القدرات والخبرات اللازمة للتأهل إلى الدور التالي. الجيل الحالي يتطلع إلى الاستفادة من إرث الأجيال السابقة، وعلى رأسهم أحمد حسن وعصام الحضري، من أجل تحقيق إنجازات جديدة وإعادة أمجاد كرة القدم المصرية. المنتخب الوطني يمثل أمل الجماهير في حصد اللقب القاري الغالي.

نظرة مستقبلية وتأثير الأساطير

إن إنجاز أحمد حسن وعصام الحضري في كأس الأمم الأفريقية لا يقتصر على الأرقام القياسية فحسب، بل يمتد ليشمل التأثير الإيجابي الذي تركاه في نفوس اللاعبين والجماهير المصرية. فهما يمثلان قدوة للشباب الطموح، ويشجعانهم على العمل الجاد والمثابرة من أجل تحقيق أحلامهم.

من المؤكد أن ذكر اسميهما سيظل مرتبطاً بذاكرة كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية، وسيظل إنجازهما محفوراً في سجلات البطولة. ويبقى التحدي للجيل الحالي هو أن يضيفوا فصلاً جديداً من الإنجازات إلى قصة نجاح الفراعنة في كأس الأمم الأفريقية. وبالنظر إلى تاريخ الكرة المصرية وروح المنافسة العالية التي تميزها، فلا شك أن المنتخب قادر على تحقيق ذلك. الكرة المصرية تحتاج إلى دعم متواصل لكي تعود إلى سابق عهدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى