اخبار الرياضة

ظهر ضاحكا في الاستديو بعد الهزيمة بساعات.. أشهر أزمات عصام الحضري

أثار ظهور عصام الحضري، مدرب حراس مرمى منتخب مصر، في برنامج تلفزيوني ترفيهي بعد ساعات من الخروج المخيب للآمال من بطولة كأس العرب، عاصفة من الانتقادات والجدل في الأوساط الرياضية المصرية. هذا الحدث، الذي وصفه الكثيرون بأنه “غير موفق التوقيت” و”يتنافى مع الروح الرياضية”، أعاد إلى الأذهان سلسلة من الأزمات التي لازمها اسم عصام الحضري طوال مسيرته الكروية. فهل هذا مجرد سوء فهم أم مؤشر على مشكلة أعمق في التعامل مع المناصب والمسؤوليات؟

جدل ظهور عصام الحضري بعد الخروج من كأس العرب

تصدر اسم عصام الحضري مؤشرات البحث على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهوره المبتسم في برنامج “تحدي الـ30” على قناة الكأس، برفقة محمد بركات، عقب الهزيمة بثلاثية نظيفة أمام الأردن والتي أدت إلى توديع منتخب مصر لبطولة كأس العرب من الدور الأول. الجمهور عبر عن استيائه الشديد من هذا الظهور، معتبرين أنه يفتقر إلى الاحترام تجاه الجماهير واللاعبين، ويقلل من حجم الإخفاق الذي تعرض له المنتخب.

العديد من التعليقات اتهمت الحضري باللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية، خاصة وأن الهزيمة كانت قاسية ومحبطة للمصريين. البعض الآخر رأى أن الأمر يتعلق بحرية شخصية، وأن الحضري يحق له الاستمتاع بوقت فراغه. لكن الغالبية اتفقت على أن هناك حدودًا للظهور الإعلامي يجب احترامها، خاصة في أوقات الحزن والإحباط.

ردود الفعل الرسمية والمطالبات بالرحيل

لم يقتصر الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، بل امتد إلى الإعلام الرياضي، حيث استضافت البرامج التلفزيونية والإذاعية العديد من الخبراء والمحللين الذين عبروا عن آرائهم حول الموضوع. وطالب البعض بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الحضري، بما في ذلك إقالته من منصبه كمدرب لحراس المرمى في المنتخبات الوطنية.

في المقابل، دافع البعض الآخر عن الحضري، مشيرين إلى أنه من حقه أن يظهر في برنامج ترفيهي، وأن هذا لا يقلل من احترامه للجمهور أو للمنتخب. لكن هذه الآراء لم تلقَ صدى واسعًا، وظلت الانتقادات هي السائدة.

تاريخ عصام الحضري مع الجدل والأزمات

هذا الموقف ليس الأول من نوعه في مسيرة عصام الحضري، فالسجل الكروي للحارس الأسطوري مليء بالجدل والأزمات. فمنذ بداية مسيرته، وهو يثير الجدل بتصريحاته النارية وأفعاله المثيرة للجدل.

أزمة الاحتراف في سويسرا

ربما تكون أشهر أزمات الحضري هي هروبه من النادي الأهلي في عام 2008، بعد التتويج ببطولة كأس الأمم الأفريقية، للانضمام إلى فريق سيون السويسري. هذا التصرف أثار غضبًا عارمًا في مصر، واعتبره الكثيرون خيانة للأهلي وجماهيره. وقد تعرض الحضري لعقوبات مالية وإدارية بسبب هذا الهروب.

الاعتداء على زميله في وادي دجلة

في عام 2015، تسبب الحضري في أزمة أخرى خلال فترة وجوده في نادي وادي دجلة، حيث اعتدى على زميله بالفريق، خالد وليد، قبل ساعات من مباراة مهمة أمام النادي الأهلي. وقد أدى هذا الاعتداء إلى توقيع غرامة مالية على الحضري، واستبعاده من المباراة.

التعاقد مع المنتخب السوري

آخر الأزمات التي واجهها عصام الحضري كانت في عام 2023، عندما أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم انضمامه إلى الجهاز الفني للمنتخب السوري، بقيادة المدرب هيكتور كوبر. هذا الأمر حدث في الوقت الذي كان فيه الحضري مدربًا لحراس المرمى في منتخب مصر الأولمبي، مما أثار استياءً كبيرًا في الاتحاد المصري لكرة القدم. وقد أصدر الاتحاد المصري بيانًا رسميًا يعلن فيه معاقبة الحضري، ورفض التعامل معه في تدريب المنتخبات الوطنية خلال الفترة المقبلة. هذا القرار جاء بعد أن اعتبر الاتحاد المصري أن تصرف الحضري غير مسؤول، ويتنافى مع مبادئ الولاء والانتماء. كما أدان الاتحاد السوري على التعاقد مع مدرب متعاقد مع المنتخبات المصرية.

مستقبل عصام الحضري في عالم التدريب

بعد هذه الأزمات المتتالية، يطرح السؤال نفسه: ما هو مستقبل عصام الحضري في عالم التدريب؟ هل سيتمكن من تجاوز هذه العقبات، واستعادة ثقة الجماهير والمسؤولين؟ أم أن هذه الأزمات ستظل تطارده، وتعيق مسيرته المهنية؟

من الواضح أن الحضري يمتلك خبرة كبيرة في مجال حراسة المرمى، وقدرات تدريبية جيدة. لكن هذه القدرات لا تكفي وحدها لتحقيق النجاح، فمن الضروري أيضًا أن يتمتع المدرب بشخصية قوية، وقدرة على التعامل مع الضغوط، والالتزام بأخلاقيات المهنة.

ربما يحتاج الحضري إلى إعادة تقييم أسلوبه في التعامل مع المواقف المختلفة، والتركيز على بناء علاقات جيدة مع اللاعبين والمسؤولين. كما يجب عليه أن يتعلم من أخطائه السابقة، وأن يتجنب تكرارها في المستقبل. العمل التدريبي يتطلب التزامًا وتركيزًا، وهو ما لم يظهره الحضري في بعض المواقف الأخيرة.

في الختام، يظل عصام الحضري شخصية مثيرة للجدل في كرة القدم المصرية. وقد أثارت أزماته الأخيرة تساؤلات حول مدى ملاءمته لتولي مناصب قيادية في المنتخبات الوطنية. يبقى أن نرى ما إذا كان سيتمكن من استعادة ثقة الجماهير والمسؤولين، وتحقيق النجاح الذي يطمح إليه في عالم التدريب. نأمل أن يتعلم من هذه التجارب، وأن يظهر التزامه وولاءه لكرة القدم المصرية في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى