على هامش “قمة العشرين”.. وزير الخارجية السعودي يلتقي نظيريه المصري والفرنسي

في خضم التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، شهدت قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرج، جنوب إفريقيا، نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً، حيث أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سلسلة من اللقاءات الهامة على هامش القمة. يمثل هذا النشاط الدبلوماسي تأكيداً على دور المملكة العربية السعودية المحوري في السعي نحو الاستقرار الإقليمي والتنمية الاقتصادية العالمية. يشارك الأمير فيصل بن فرحان في القمة نيابة عن ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مما يعكس أهمية هذه المحادثات بالنسبة للمملكة.
لقاءات ثنائية تركز على الأمن الإقليمي والتعاون الاستراتيجي
ركزت لقاءات الأمير فيصل بن فرحان مع نظرائه من مختلف الدول على تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الملحة. كان اللقاء مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي من أبرز هذه اللقاءات، حيث استعرض الوزيران العلاقات السعودية المصرية الوثيقة، وبحثا التطورات الأخيرة في المنطقة وتداعياتها على الأمن الإقليمي.
التنسيق المصري السعودي ومجلس التنسيق الأعلى
أكد الوزيران على أهمية مواصلة العمل لتفعيل مجلس التنسيق الأعلى المصري–السعودي، والذي يترأسه الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان. يهدف هذا المجلس إلى دفع مسار التعاون الاستراتيجي بين البلدين إلى آفاق أرحب، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الدفاع والاستثمار. وقد سبق هذه اللقاءات إصدار بيان مشترك سعودي مصري يؤكد على التوافق في الرؤى حول تعزيز التعاون الدفاعي ورفع وتيرة الاستثمارات بين البلدين.
القضية الفلسطينية والسودان ولبنان في صلب المباحثات
لم تقتصر المباحثات على العلاقات الثنائية، بل تناولت أيضاً القضايا الإقليمية الهامة، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في غزة. أكد الوزيران على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير بشأن القطاع الفلسطيني، والعمل على تمكين قوة تثبيت الاستقرار الدولية من أداء مهامها لضمان وقف إطلاق النار وحماية الشعب الفلسطيني. كما استعرضا الجهود المبذولة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ بنود اتفاق شرم الشيخ للسلام، فضلاً عن التحضيرات لعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش الوزيران تطورات الأوضاع في السودان، وأهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وتهيئة الظروف لاستئناف العملية السياسية. كما تناولا الأوضاع في لبنان، وأكدا على أهمية الحفاظ على استقرار البلاد ووحدة أراضيها.
لقاءات مع قادة دوليين لتعزيز التعاون العالمي
لم يقتصر نشاط الأمير فيصل بن فرحان على اللقاءات العربية، بل شمل أيضاً لقاءات مع قادة دوليين، بهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات. التقى الأمير فيصل بن فرحان بوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، حيث استعرضا العلاقات السعودية الفرنسية وسبل تعزيزها، وتبادلا وجهات النظر حول مستجدات الأحداث في المنطقة. كما التقى برئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه، وبحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات.
مشاركة المملكة في قمة العشرين والتركيز على التنمية المستدامة
نيابة عن ولي العهد السعودي، شارك الأمير فيصل بن فرحان في الجلسة الأولى لأعمال اليوم الأول من قمة قادة دول مجموعة العشرين، والتي تناولت موضوع “النمو الاقتصادي الشامل والمستدام دون ترك أحد وراءه”. أكد الأمير فيصل بن فرحان في كلمته على دعم المملكة الكامل للجهود الرامية إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية وتعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف عادل وشفاف.
رؤية 2030 ودعم التنمية المستدامة
أشار وزير الخارجية السعودي إلى جهود المملكة، انسجاماً مع رؤية 2030، في تعزيز الاستثمار المسؤول والتصنيع المستدام وتسخير الموارد بكفاءة لدعم التنمية. كما دعا إلى مواءمة جهود مجموعة العشرين مع أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة تحديات الأمن الغذائي والطاقة والمناخ والتحول الرقمي.
ختام القمة وتأكيد على التعاون الدولي
اختتم الأمير فيصل بن فرحان كلمته بالتأكيد على أن التحديات العالمية تتجاوز الحدود، وتتطلب تضامناً دولياً صادقاً وتعاوناً متعدد الأطراف لبناء اقتصاد عالمي أكثر شمولية واستدامة. تعكس مشاركة المملكة العربية السعودية في قمة مجموعة العشرين التزامها الراسخ بالتعاون الدولي والسعي نحو تحقيق الاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي. إن هذه اللقاءات والمباحثات تؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في تشكيل مستقبل المنطقة والعالم.












