اخبار الكويت

وزير الخارجية يترأس وفد الكويت في الدورة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي

  • اليحيا: القصف الإسرائيلي المكثف تدمير ممنهج لترويع وتشريد الفلسطينيين وتصفية وجودهم وإنهاء قضيتهم
  • الكويت تجدد إدانتها الشديدة للجرائم والاعتداءات السافرة ونؤكد دعمنا لثبات الشعب الفلسطيني على أرضه
  • الكويت حذرت مراراً من تبعات تعاطي المجتمع الدولي مع قضية فلسطين بمعايير مزدوجة وتقاعسه عن إيجاد حل سلمي عادل وشامل
  • ضرورة ردع إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال عن ممارساتها الإجرامية وانتهاكاتها المستمرة وقتل آلاف المدنيين الأبرياء

ترأس وزير الخارجية عبدالله اليحيا وفد الكويت المشارك في اجتماع الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني والذي عقد اليوم الثلاثاء في مدينة جدة.

وصدر عن الاجتماع عدد من القرارات المحورية والمهمة منها:

التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للأمة الإسلامية جمعاء، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في تقرير المصير، وتجسيد دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وكذلك حقه المشروع في الدفاع عن النفس لمواجهة العدوان الإسرائيلي الآثم.

كما دعا الاجتماع إلى تشكيل وفود عربية وإسلامية إغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية لكامل قطاع غزة وذلك بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية، ودعا الدول الأعضاء أيضا إلى اتخاذ إجراءات فورية بمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال للعمل على إدخال جميع المساعدات والاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل فوري ومستدام وغير مشروط.

وألقى وزير الخارجية عبدالله اليحيا كلمة الكويت في هذا الاجتماع جاء فيها:

يطيب لي بداية أن أعرب عن بالغ التقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة رئيس القمة الإسلامية في دورتها الحالية على مبادرتها لعقد هذا الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على ضوء الأوضاع الراهنة في فلسطين المحتلة، كما أعرب عن الامتنان للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وكافة كوادر الأمانة لجهودهم في تحضير وإعداد أعمال اجتماعنا الطارئ.

أفعال شنيعة

وأضاف اليحيا: ينعقد اجتماعنا اليوم ونحن نشهد بكل أسى تصاعدا للعمليات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة واستهدافها المكثف لمدينة رفح الملجأ الأخير للمدنيين في قطاع غزة، مسطرة بأفعالها الشنيعة مأساة جديدة في سجل العنف والظلم التاريخي للاحتلال، ففي مدينة رفح حيث تتهاوى الأرواح تحت أنقاض المباني تتجلى وحشية الاحتلال بوضوح مرعب، فصدى القصف الإسرائيلي الذي يتردد في أرجاء المدينة يترك الدمار في كل مكان يمر به يترك الأطفال يتامى والنساء أرامل والشيوخ مشردين يبحثون عن قطعة من الأمان في بيوتهم المدمرة حتى بات جليا أن هذا القصف المكثف ليس مجرد عمليات ذات أهداف عسكرية بل هو تدمير ممنهج لترويع وتشريد الفلسطينيين وتصفية وجودهم وإنهاء قضيتهم وهو عمل غاشم يستنزف كل معاني الإنسانية.

إن استمرار الغارات الجوية المكثفة التي تشنها القوات الإسرائيلية في رفح وتمادي السلطة القائمة بالاحتلال بتهديداتها لاجتياح المدينة عسكريا وبتجاهل مطلق لكافة القوانين والقرارات الدولية لاسيما القانون الدولي الإنساني يهدف لوضع الشعب الفلسطيني المحاصر بين خيارين إما بين الخضوع والركوع أمام هذا البطش والتنازل عن أرضه وعن حقوقه الوطنية المشروعة وبين الإبادة الجماعية والتصفية العرقية وصولا للتصفية النهائية للمشروع الوطني الفلسطيني بما يشكل بكل وضوح جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وإذ تجدد الكويت إدانتها الشديدة لتلك الجرائم والاعتداءات السافرة فإننا نؤكد على دعمنا لثبات الشعب الفلسطيني على أرضه ومطالبتنا المستمرة للمجتمع الدولي باتخاذ جميع التدابير الرامية لوقف القصف العشوائي الذي راحت ضحيته آلاف الأرواح البريئة والذي يشكل بدوره جرائم حرب وجرائم إبادة ووقف تهجير السكان الذي يرقى إلى جريمة التصفية العرقية إلى جانب السماح بإغاثة أهل غزة دون قيد أو شرط، كما تؤكد الكويت على دورنا كدول العالم الاسلامي ببلورة تصورات واضحة المعالم لوضع القرارات الصادرة عن القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير العادية موضع التنفيذ.

حل سلمي عادل وشامل

وقال وزير الخارجية: إن الكويت قد حذرت مرارا من تبعات تعاطي المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية وفق معايير مزدوجة، وتقاعسه عن إيجاد حل سلمي عادل وشامل ونهائي لهذه القضية وضرورة ردع إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال من ممارساتها الاجرامية وانتهاكاتها المستمرة والمتمثلة بإقامتها لمستوطنات غير قانونية وغير شرعية، وقتلها لألاف من المدنيين الأبرياء واتخاذها لإجراءات وقرارات أحادية تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأراضي المحتلة، وسط عجز مجلس الأمن عن القيام بمسؤولياته وفشل المجتمع الدولي أمام أكبر اختبار للقيم والمبادئ التي يتغنى بها، كل ذلك وأكثر، بل وخلق حالة من الإحباط وفقدان الأمل في ضمير أجيال متعاقبة من الشعب الفلسطيني لا تريد سوى حقها بعيش حياة كريمة وآمنة في وطنها كبقية شعوب العالم.

موقف مبدئي وراسخ

وختاما تؤكد الكويت على موقفها المبدئي والراسخ والثابت في التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في سعيه لنيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، متمسكين بخيار السلام العادل والشامل وفقا للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة بما يفضي على المنطقة وشعوبها بالأمن والاستقرار والتنمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى