اخبار الكويت

مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة الإرهاب يشكل تهديدا جليا للأمن والسلم الدوليين خاصة في أفريقيا

  • الإرهاب آفة لا تقف عند موطن جغرافي أو عرق أو دين محدد ومسؤولية مكافحته تقع على كل أعضاء المجتمع الدولي

أكدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الإرهاب يشكل تهديدا جليا للأمن والسلم الدوليين، خاصة في أفريقيا ومنطقة الساحل تحديدا، الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود الدولية والأممية للحد من التطرف الفكري وتوسع نطاق الأفكار الإرهابية المزعزعة للأمن بشكل عام.

جاء ذلك في كلمة ألقاها المندوب الدائم للكويت لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير طارق البناي بالنيابة عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الجلسة المفتوحة رفيعة المستوى لمجلس الأمن التي عقدت تحت البند المعنون بـ «صون السلم والأمن الدوليين» لبحث ظاهرة الإرهاب في أفريقيا.

وقال البناي «لا بد أن نسلط الضوء على أن مسؤولية مكافحة الإرهاب في أفريقيا لا تقع فقط على القارة الأفريقية، بل هي مسؤولية مجتمعة على كل أعضاء المجتمع الدولي لأن الإرهاب آفة لا تقف عند موطن جغرافي أو عرق أو دين محدد».

وأضاف «ومن هذا المنطلق، فإنه من المهم أن يدعم المجتمع الدولي الحلول التي تقودها أفريقيا للتحديات التي تواجهها وأن نعمل جنبا إلى جنب مع الشركاء هناك لتوفير الدعم السياسي والمالي ودعم الخبرات اللازم».

وأشاد بالتغييرات الجذرية التي انتهجها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب لمعالجة هذه التحديات المعقدة والتي أعلن عنها وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف في الاجتماع رفيع المستوى الأخير الذي عقد في العاصمة النيجيرية (أبوجا) في شهر أبريل الماضي بشأن مكافحة الإرهاب في أفريقيا.

وأوضح البناي أن الأمم المتحدة أطلقت النداء المشترك لمكافحة الإرهاب في أفريقيا والذي يجمع 16 كيانا تابعا للأمم المتحدة لدعم 10 مبادرات جديدة متعددة الشركاء في مختلف أنحاء القارة الأفريقية تتناول مجالات حيوية بما في ذلك إدارة الحدود ومكافحة الإرهاب والسفر في أفريقيا والعلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة ومنع التطرف العنيف والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان.

ولفت إلى الدعم الدولي المقدم من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، لا سيما جهود الأمم المتحدة، الأمر الذي ساهم في دعم العديد من أنشطة المكتب الخاصة بالقارة الأفريقية بما فيها دعم عقد اجتماع أبوجا.

وذكر أن تدابير مكافحة الإرهاب متعددة الأوجه والمجالات ولدحر هذه الظاهرة يجب أن تكون الاستجابة للمعطيات ذات نهج مبتكر ومتجدد قائلا «من هذا المنطلق، نؤكد أن التحالف الدولي ضد ما يسمى تنظيم «داعش» هو ركيزة أساسية ومنصة تجمع العقول النيرة التي لا تتوانى في تقديم الدراسات والاستراتيجيات التي من شأنها أن تمكننا بشكل أفضل من التعامل مع هذه الآفة».

وقال إن «مجلس التعاون لدول الخليج العربية يولي اهتماما بالغا للجهود الراهنة في القارة الأفريقية والرامية للتصدي لآفة الإرهاب بكل أشكاله، وانطلاقا من الحرص على تحقيق هذه الغاية السامية أكدت دول مجلس التعاون من خلال اجتماع مجلسها الأعلى في دورته الـ 45 المنعقد في دولة الكويت في ديسمبر الماضي على ضرورة تكثيف العمل والتنسيق المشترك مع الدول الأعضاء لدى الاتحاد الافريقي لتحديد أفضل السبل والممارسات المتعمدة للتصدي ومكافحة المجموعات الإرهابية وسبل تمويلها».

وبين أن البيان الختامي للدورة الـ 45 للمجلس أشار إلى مبادرة الكويت باستضافة مؤتمر (دوشانبي) الرابع، إذ اتسعت الرقعة الجغرافية للدول المشاركة في مسار (دوشانبي) لتشمل ولأول مرة الدول الأفريقية، وذلك انطلاقا من الحرص على الاستماع بشكل مباشر لهموم الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي وللعمل معا نحو تحقيق الأهداف المشتركة، لا سيما التي يدعمها اتفاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب وتعزيز العمل المشترك داخل منظومة الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن ظاهرة الإرهاب في أفريقيا كالسرطان الذي يسري في جسد الاستقرار والإنماء مهددة عبر توسعها حاضر الأمم ومستقبل أجيالها مؤكدا استعداد دول مجلس التعاون لمواصلة جهود الدعم والمساندة في استقرار الدول الأفريقية وشعوبها ورفعتها ونمو مستقبلها إدراكا منها بأن مكافحة الإرهاب ليست مجرد حرب واسعة ضد التطرف، بل هي معركة فكر وتنمية وتعاون وأبعادها في الحقيقة تفوق وتتجاوز المجالات لتشعبها وتداخل قطاعاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى