اخبار الكويت

جنة القريني في ملتقى أدب المقاومة العربي بالجزائر

شاركت الشاعرة الكويتية جنة القريني في ملتقى أدب المقاومة العربي المقام بالجزائر العاصمة في الفترة من 14 إلى 20 الجاري مع نخبة من الأدباء العرب برعاية المناضلة جميلة بوحيرد.

وقالت الشاعرة جنة القريني في كلمتها: «من التي دعتنا إلى هذا الملتقى؟ من التي جمعتنا من أطراف أمتنا العربية لتحتفي بنا وتقدم لنا أطباق المحبة الصافية؟ إنها رائدة النضال وسيدة التحرير، إنها بكل فخر واعتزاز الجزائر، لأنها ذاقت مر الاحتلال وعانت ظلم العدوان، تحرك ضميرها الشامخ لتسجيل موقف شريف حر من غزة البطولة والشهامة والإيمان الساطع بالحق، لذا يحتم علي واجب المحبة أن أحيي الجزائر في شخص رمزها النضالي المشرف «جميلة بوحيرد».

ثم ألقت قصيدة حملت عنوان «جميلة» قالت فيها:

وكأنما شرقت سحابات السنا في مهد أعوامي ببشرى زفها صبح الأماني الضحوك بوجه أمي حين قالت – ذات ظهر موغل في البعد – لي:

إني رأيت اليوم في النادي «جميلة».

قلت: من؟ – في دهشة..

قالت: أتت في جولة عجلى، فرحنا كي نهنئها أنا وأبي بأنفاس التحرر، ضمن من حفوا بها.. يتأملون النصر يمشي في إهاب غارق في سحر معناه الفريد.

فنفثت حسرتي الشغوفة باللقاء

وسكت..

قالت في ابتسام: ربما سترينها في جدول الأيام لما تكبرين.. لا تأسفي..

ومضت تحدثني عن الشعب الذي صاغ السخاء كرامة تعلو على عزم الجبال، فسل حرياته من موق سل لا يزال سوى بجمر العشق للأرض الحلال.

وبعيد أيام رأيت لها على جدران بيت يحتفي بالعز.. يزهو بالإباء

صورا ثلاثا أنعشت وجداني الطفل الولوع..

كانت منارتي التي تغذو النزوع بأضلعي نحو المحال.

في كل يوم حين أصحو أو أنام

ألقي السلام على عروس من بلاد طرزت تاريخها الماسي من جمر الدماء.

حتى أتى اليوم الذي شعت بألحاظ المنى شمس القدر..

تحنو على زهر الحنين بقلبي الصادي إليها.. زرتها في بيتها المزروع بالياس الندي..بعطر مريمة الزكي.. بدفء أم عذبة لا تعرف الفصحى.. ولكن، تحتويها المكرمات.

ورويت ما قالته أمي عن زيارتها الكويت.. لمست بهجتها.. فضمت لهفتي في حمرة الصمت الخجول.

ورأيتها أخرى بأرض الأرز.. طارت من تفاعيل ارتباكي أحرفي.. وترقرقت في وجنتيها بسمة.. ذكرتها..

قالت: عرفتك.. يا لفرحتي التي تسع المدى

أماه هلا تنظرين؟

قد قلت لي: سترينها في جدول الأيام.. لما تكبرين..وكبرت يا أمي كثيرا

عشت أو عشنا العواصف نحتمي بدروع فطرتنا وإن ذابت من البلوى بنا الأعصاب.. ذقنا الحنظل المسكوب في شاي الدخان الأسود المسموم، أوذينا..سقمنا..

واحتملنا الجرح إثر الجرح، قمنا نسرج الآمال في شمع التحدي من جديد.

واليوم في الأرض التي أهدت إلى الدنيا مفاتيح الصمود وعلمتنا أبجديات الصعود إلى النجوم..

نجيء كيما نجلو الأبصار، نستهدي بسيرة من رأوا شهب التحرر.. نلتقي من كل فج غارق في الصمت..

سار في الضباب.

نعلي النشيد إلى فلسطين التي شقت ظلام الذل بالأكباد، تنزع من شدوق الموت أشجار الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى