العميد فادي داود لـ الأنباء لا ضمان لعدم تسلل التداعيات السورية إلى الداخل اللبناني

بيروت – زينة طباره
في قراءة للواقع الميداني بالساحل السوري وإمكانية انعكاسه سلبا على الداخل اللبناني، قال العميد الركن المغوار المتقاعد فادي داود قائد عملية «فجر الجرود» لـ «الأنباء»: «الوضع في سورية غير مريح ولا تبعث مجرياته وتطوراته على الاطمئنان، وبالتالي لا شيء يضمن عدم تسلل تداعياته إلى الداخل اللبناني، وتحديدا إلى طرابلس والبقاع الشمالي، خصوصا أن القوى الإقليمية المحيطة بسورية تلعب دورا طليعيا في تفجير الاستقرار الأمني وسوق بلاد الأمويين باتجاه الأسوأ».
وأضاف داود: «توغل الجيش الإسرائيلي في جنوب سورية، بحجة أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع لم يتمكن من بسط سيطرته على كامل التراب السوري، ولا من توحيد التنوع السوري تحت سقف النظام الجديد. إلا أن الحقيقة تشي بأن في خلفية هذا التوغل غاية جيوسياسية استراتيجية يراد منها فرض معادلات جديدة في الداخل السوري، وأهمها إحداث توازن في النفوذ بين تل أبيب وأنقرة، خصوصا أن إسرائيل تمسك بالورقة الكردية في الشمال السوري، حيث يسيطر الأكراد على مخيم الهول الداعشي. وتسعى إسرائيل اليوم إلى الإمساك بورقة الموحدين الدروز في الجنوب، الأمر الذي سيضعها في موقع المفاوض القوي بالملف السوري مقابل المفاوض التركي».
وتابع: «لم تتوقف المشهدية السورية المتدهورة عند أبواب التنافس بين تركيا وإسرائيل على النفوذ في الداخل السوري، بل ان للإيراني بصمات واضحة في تأجيج الأوضاع وسكب الزيت على النار. والدليل ان الموقف الإيراني الرسمي الذي أعلن فيه مرشد الثورة علي خامنئي أن الشعب السوري سينتفض في وجه التكفيريين سرع انطلاق الحركة الانقلابية في الساحل السوري وتحديدا في طرطوس واللاذقية على نظام الرئيس أحمد الشرع، الذي تمكن مؤخرا من السيطرة على معظم المدن والقرى المأهولة في المنطقتين المذكورتين، إلا أنه لم يتمكن حتى الساعة من حسم الموقف والقضاء بشكل كامل ونهائي على المجموعات القتالية».
وقال: «هنا تكمن الخطورة على الداخل اللبناني، إذ إنه من غير المنطقي ان تشتعل النيران على الحدود اللبنانية السورية ويبقى لبنان بمأمن من تسللها إلى أراضيه، وتحديدا إلى طرابلس، حيث لجأت فلول نظام الأسد من ضباط وعسكر ومدنيين مؤيدين وداعمين له إلى جبل محسن ذات الغالبية العلوية، الأمر الذي وتر الأجواء الأمنية في مدينة الفيحاء وكوم المخاوف من انفجار الوضع. وما إطلاق المتظاهرين مؤخرا في شوارع طرابلس عبارات مذهبية سوى خير دليل على ان الشمال قد يكون على موعد مع انفجار أمني كبير».
وبناء على ما تقدم، أكد داود انه «اذا كانت هناك من صرخة صادقة ومخلصة، فلابد من إطلاقها بصوت مدوي، وهي أسرعوا في تعيين قائد جديد للجيش، وكذلك قادة ألوية وأفواج قبل انفجار الوضع».
وأضاف: «لبنان أمام ثلاث بؤر أمنية لا يستهان بها: الاولى في الجنوب حيث الجيش الإسرائيلي لايزال يحتل خمس نقاط ضمن الأراضي اللبنانية، والثانية على الحدود اللبنانية السورية لجهة البقاع الشمالي، والثالثة في العمق الطرابلسي. إلا أن الجيش اللبناني يملك قوة كبيرة قادرة على الحسم في البؤر المذكورة شرط تعيين قائد جديد له اليوم قبل الغد، خصوصا أن الشعب اللبناني يقف معه وخلفه، ويراهن على دوره ونجاحه في حماية لبنان من الفتن والحروب».