إنجاز طبي في مستشفى الأمراض الصدرية إنعاش قلب طفلة كويتية بعد توقفه باستخدام تقنية VA ECMO ونجاحها في التعافي الكامل

في إنجاز طبي يعكس تطور الخدمات الصحية في الكويت وقدرة الفرق الطبية على التعامل مع الحالات الحرجة وفق أحدث التقنيات العلاجية، نجح الفريق الطبي في مستشفى الأمراض الصدرية في إنقاذ حياة طفلة كويتية تبلغ من العمر ثلاث سنوات، بعد تعرضها لتوقف مفاجئ في القلب. وقد تم استخدام تقنية VA ECMO، مما أسهم في استعادة نبض القلب واستقرار حالتها، وصولا إلى تعافيها وخروجها من المستشفى بعد متابعة وعناية دقيقة.
وذكر أخصائي قلب الأطفال والعناية المركزة في مستشفى الأمراض الصدرية، د.عبدالعزيز العصيمي، أن الطفلة كانت تعاني التهاب شديد في عضلة القلب وتسرع بطيني (Ventricular Tachycardia – VT)، وهو اضطراب في إيقاع القلب يسبب نبضات سريعة وغير منتظمة، حيث تعرضت لتوقف مفاجئ في القلب، الأمر الذي استدعى تدخلا طبيا طارئا لإنقاذ حياتها على الفور.
وبفضل الله، وسرعة استجابة الفرق الطبية، تم البدء فورا في عملية الإنعاش القلبي الرئوي، مع استخدام جهاز VA ECMO، وهي تقنية متطورة تستخدم لدعم القلب والرئتين عندما يتوقف القلب عن ضخ الدم بشكل كاف أو يفشل في أداء وظيفته.
هذا ويعمل الجهاز عن طريق سحب الدم غير المؤكسج من الوريد الكبير (عادة من الوريد الفخذي أو الرقبي)، ثم تمريره عبر جهاز خاص يقوم بإزالة ثاني أكسيد الكربون وإضافة الأكسجين، قبل إعادة ضخ الدم المؤكسج إلى الشريان الرئيسي (مثل الشريان الفخذي أو الأبهر)، مما يساعد في استمرار تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية حتى يتعافى القلب.
وبعد نجاح الإنعاش واستعادة النبض، أجريت للطفلة قسطرة قلبية عاجلة، وتم تركيب مضخة قلبية مؤقتة لدعم أداء القلب حتى يتمكن من استعادة وظيفته الطبيعية.
وبعد متابعة دقيقة في وحدة العناية المركزة للأطفال، وتحسن استجابة الطفلة للعلاج، تمكن الأطباء من إزالة المضخة القلبية بعد ثمانية أيام، وغادرت الطفلة المستشفى بصحة جيدة، في حالة من الحالات الأولى من نوعها في الكويت التي يتم فيها استخدام تقنية VA ECMO كخطوة أولى في الإنعاش القلبي الرئوي للأطفال.
وأشاد د. العصيمي بكفاءة الكوادر الطبية والجراحية الوطنية التي ساهمت في إنجاح هذا التدخل العلاجي المعقد، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الدعم الذي توفره وزارة الصحة الكويتية، ممثلة بوزير الصحة، د.أحمد عبدالوهاب العوضي، ووكيل الوزارة، د.عبدالرحمن المطيري، من خلال تزويدهما المستشفيات بأحدث التقنيات العلاجية وتهيئة بيئة طبية متطورة تضمن تقديم أفضل مستويات الرعاية الصحية للمرضى، وعلى دعمهما المستمر وحرصهما على توفير كل ما يلزم لضمان الحصول على أحدث العلاجات الطبية وفق أعلى المعايير العالمية.
وأعرب كذلك عن امتنانه العميق لإدارة مستشفى الأمراض الصدرية، وزملائه في قسم الأطفال والعناية المركزة، وجراحة قلب الأطفال، وفريق التمريض، والعلاج الطبيعي، وفنيي العناية المركزة، وجميع الفرق الطبية والفنية والإدارية التي ساهمت في نجاح هذه العملية الدقيقة.
كما تقدم بالشكر لرئيس قسم قلب الأطفال والعناية المركزة في مستشفى الأمراض الصدرية د. مصطفى القبندي، ورئيس قسم الجراحة الدكتور فيصل السعيدي، والدكتور جراح عبدالله من قسم جراحة قلب الأطفال والعيوب الخلقية، على دورهم البارز في إنجاح هذا الإجراء العلاجي الذي ساهم في إنقاذ حياة الطفلة.
واختتم د. العصيمي تصريحه مؤكدا أن هذا الإنجاز يمثل نقلة نوعية في مجال العناية القلبية المركزة للأطفال، ويعزز قدرة المستشفيات الكويتية على التعامل مع الحالات القلبية الحرجة وفق أعلى المعايير العالمية، مما يرسخ مكانة الكويت كمركز طبي متقدم في المنطقة.