والدة أسير مصري بأوكرانيا تصرخ: “ابني ليس مرتزقًا.. أجبروه ع

08:12 م
الأحد 13 أبريل 2025
الأقصر – محمد محروس:
كشفت والدة الشاب المصري محمد رضوان السنوسي، الذي أسقطت الحكومة عنه مؤخرًا الجنسية لحصوله على جنسية أجنبية دون إذن مسبق، تفاصيل رحلته المأساوية التي بدأت بحلم الدراسة في روسيا، وانتهت بالأسر في أوكرانيا بعد أن تمّ دفعه للمشاركة قسرًا في الحرب إلى جانب الجيش الروسي.
محمد، البالغ من العمر 21 عامًا، ينحدر من قرية المريس بمحافظة الأقصر، وسافر عام 2021 إلى روسيا لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، بعد حصوله على شهادة الثانوية الفندقية.
لم تكن والدته تتوقع أن تتحول رحلته التعليمية إلى كابوس ينتهي به أسيرًا في صراع لا علاقة له به.
طوال أربع سنوات، كانت والدته ترسل له ما يحتاجه من مال، بمساعدة والده الذي يعمل في السعودية ويحوّل له بالدولار. لم تكن هناك أزمة مالية تستدعي العمل، كما تؤكد والدته، إلا أن محمد لجأ لفترة إلى العمل كمندوب توصيل داخل روسيا.
التحول الصادم في مصير محمد بدأ حين أُلقي القبض عليه خلال إحدى عمليات التوصيل، حيث وُجهت إليه تهمة حيازة المخدرات، وفقًا لروايته. ويقول إنه لم يكن يعلم بوجود أي مواد ممنوعة في الحقيبة التي كان يحملها، وإن التهمة كانت مدبّرة.
لكن السلطات الروسية قدمت رواية مغايرة، إذ بثّت وزارة الداخلية عبر موقعها الرسمي في أغسطس 2023 مقطعًا مصورًا للحظة القبض عليه في جمهورية إنغوشيا، مدعية أنه كان يحمل نحو 100 غرام من المواد المخدرة، ليُحكم عليه بالسجن سبع سنوات.
في السجن، واجه محمد خيارًا قاسيًا: البقاء خلف القضبان لسنوات، أو القتال مع الجيش الروسي مقابل حريته. وتحت هذا الضغط، وافق على الالتحاق بإحدى الوحدات القتالية. لم يستمر وجوده في جبهات القتال أكثر من أربعة أيام، إذ وقع أسيرًا لدى القوات الأوكرانية. ومنذ ذلك الحين، تنقطع أخباره، باستثناء نداءات والدته المتكررة.
تقول والدته إن ما حدث لابنها مأساة لم تكن تتخيّلها، مؤكدة أن ظروفه لم تكن تدفعه للمخاطرة أو الانزلاق في أي طريق خطر، لكنها اليوم لا تملك سوى الأمل في أن يعود يومًا من قلب هذا الجحيم.