ما خيارات حماس بعد استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة؟

01:14 ص
الجمعة 21 مارس 2025
بي بي سي
قصفت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تل أبيب برشقة صاروخية ظهر الخميس ردا على استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، والتي قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن عدد ضحاياها قد تجاوز، في يومها الثالث، 600 شهيد و1000 جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ويعتبر رد حماس هذا الأول في نوعه منذ أن استأنفت إسرائيل غاراتها على مناطق في القطاع، فجر الثلاثاء الماضي، وسط تهديدات وتحذيرات إسرائيلية كان أهمها تلك التي أصدرها وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي قال في كلمة متلفزة مساء الأربعاء موجها كلامه إلى سكان غزة: “القادم أصعب بكثير…سكان غزة، هذه آخر رسالة تحذير.. ستدفعون الثمن بالكامل… إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الأسرى ولم يتم طرد حماس من غزة، ستتحرك إسرائيل بقوة لم تعرفوها من قبل”.
وتقف حركة حماس اليوم عند مفترق طرق صعب وخيارات أصعب بعد استئناف إسرائيل غاراتها على غزة. وطبقا لتصريحات صحفية لمقربين من الحركة فإن حماس بصدد دراسة سبل المسار السياسي لتجنيب أهل غزة تداعيات مدمرة لعملية عسكرية برية إسرائيلية جديدة، دون أن تفرط فيما تعتبره حق جناحها العسكري الرد على العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
غير أن الحركة فقدت على مدى أشهر الحرب الخمسة عشر جزءا كبيرا من قدراتها العسكرية؛ خصوصاً الصواريخ بعيدة المدى التي كانت تطلقها تجاه تل أبيب والداخل الإسرائيلي.
ورغم ذلك تحدثت تقارير صحفية عن أن كتائب القسام تمكنت خلال فترة وقف إطلاق النار من تصنيع عدد محدود من تلك الصواريخ، واستخراج بعض أجهزة التصنيع كانت موجودة في أنفاق وأعاد عناصر حماس تأهيلها رغم انعدام المواد الخام لاستعادة عمليات التصنيع.
وتدرك حركة حماس أن ميزان القوى العسكرية يميل حتما لصالح إسرائيل وأن أسلحة مقاتليها لا يمكن أن تضاهي قوة الآلة العسكرية الإسرائيلية المتطورة. كما أنها تعي أنه لا يمكنها الاعتماد على الدعم الخارجي في مواجهة إسرائيل. لكنها تقول إنه في حال فُرضت عليها الحرب فإنها جاهزة وأن الاستسلام للشروط الإسرائيلية والأمريكية غير وارد بالنسبة لها.
وكثيرا ما علق الفلسطينيون آمالهم على الضغوط الدولية الخارجية التي تمارس على إسرائيل والضغوط الداخلية التي تطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب. غير أن مناشداتهم للمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات طارئة لحمل إسرائيل على وقف الحرب ظلت دون استجابة.
ويعتقد محللون أن سياسات الإدارة الجديدة في البيت الأبيض هي التي رجحت كفة إسرائيل وأطلقت يدها في غزة يوم خاطب ترامب رئيس الوزراء نتنياهو قائلا: “قم بما تراه ضروريا للقضاء على حركة حماس في غزة”.