ما الذي يعنيه إعفاء الولايات المتحدة للمواطنين القطريين من ت
01:10 م
الخميس 26 سبتمبر 2024
بي بي سي
أصبحت قطر أول دولة عربية وخليجية، تُدرج في برنامج الإعفاء من التأشيرة إلى الولايات المتحدة، ما يعني السماح لمواطنيها بالسفر إلى هذا البلد من دون تأشيرة، لأغراض السياحة أو العمل، لمدة تصل إلى 90 يوما، على أن يدخل ذلك الإعفاء حيز التنفيذ، بحلول الأول من ديسمبر المقبل كأقصى موعد.
جاء الإعلان عن هذه الخطوة من جانب وزارتيْ الأمن الداخلي والخارجية الأمريكيتين، اللتين أثنيتا على الدوحة، فيما يتعلق بتلبية الشروط الأمنية الصارمة المطلوبة من أي دولة تُدرج في هذا البرنامج.
ما هي المتطلبات الأمنية للانضمام لبرنامج الإعفاء من التأشيرة؟
يتطلب برنامج الإعفاء من التأشيرة، وجود شراكات أمنية شاملة بين الولايات المتحدة والدول المدرجة فيه، التي تستوفي متطلبات صارمة تتعلق بمكافحة الإرهاب، وتطبيق القانون، وإنفاذ قوانين الجوازات، وأمن الوثائق، وإدارة الحدود.
وتشمل هذه المتطلبات، أن يكون معدل رفض تأشيرات غير المهاجرين القادمين من الدولة الراغبة في الانضمام إلى البرنامج، أقل من 3% من إجمالي المسافرين الآتين منها خلال السنة المالية السابقة، وأن تصدر تلك الدولة وثائق سفر آمنة تؤكد عدم وجود أي موانع قانونية تحول دون سفر حامليها، وأن تمنح امتيازات دخول متبادلة لجميع المواطنين الأمريكيين، بغض النظر عن الأصل أو الدين أو العرق أو الجنس، وأن تعمل عن كثب مع سلطات إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب الأمريكية.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين أمريكيين أن الترتيبات المتفق عليها مع قطر تشمل تمكين السلطات الأمريكية من الاطلاع على سجلات الركاب وقواعد البيانات المتعلقة بالمجرمين الخطرين، و”الإرهابيين” المعروفين أو المشتبه بهم.
بحسب بيان وزارة الأمن الداخلي الأمريكي، بذلت قطر جهدا كبيرا لتلبية جميع متطلبات البرنامج، بما في ذلك الشراكة المتعلقة بتبادل المعلومات حول الإرهاب والجرائم الخطيرة. وأشار البيان إلى أن الوزارة ستواصل مراقبة امتثال قطر لجميع متطلبات البرنامج باستمرار، كما هو الحال مع جميع الدول المدرجة فيه كل سنتين على الأقل، وفقًا لما يقتضيه القانون.
وأبدى مسؤولون أمريكيون انفتاحا على ضم دول خليجية عربية أخرى في نهاية المطاف إلى البرنامج.
وفي هذا الإطار، قال بيان وزارتيْ الأمن الداخلي والخارجية الأمريكيتين: “نشجع المزيد من الشركاء على استيفاء جميع متطلبات البرنامج للسماح بالدخول في إطار تعزيز التعاون الأمني الثنائي والإقليمي”.
ومن جانبها، رحبت قطر بالقرار، وقال السفير القطري لدى الولايات المتحدة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، في بيان، إن ” القرار يعكس تعميق العلاقة القوية بالفعل بين بلدينا، وعلى المستوى الأمني، يأتي في الوقت الذي نعمل فيه معا بشكل وثيق عبر مجموعة من المجالات الحيوية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والشبكات المالية غير القانونية، ومكافحة الاتجار بالبشر”.
وقال وزير الداخلية القطري الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني، عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا)، أقدّر عالياً مبادرة الولايات المتحدة الامريكية الصديقة باعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الدخول اعتبارا من الأول من شهر ديسمبر القادم، و هذه الخطوة أتت من واقع الثقة العالية بقطر والشراكة المثمرة بين البلدين الصديقين.
أقدّر عالياً مبادرة الولايات المتحدة الامريكية الصديقة باعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الدخول اعتبارا من الأول من شهر ديسمبر القادم.
ان هذه الخطوة أتت من واقع الثقة العالية بدولة قطر بقيادة سيدي سمو الأمير المفدى يحفظه الله والشراكة المثمرة بين البلدين الصديقين.— خليفة بن حمد (@KHK) September 24, 2024
ما هي الآلية المتبعة؟
اعتبارًا من الأول من ديسمبر المقبل على أبعد تقدير، سيتم تحديث النظام الإلكتروني لتصاريح السفر عبر الإنترنت وتطبيق الهاتف المحمول، لتمكين المواطنين القطريين من التقدم بطلب للسفر إلى الولايات المتحدة لأغراض السياحة أو الأعمال، لمدة تصل إلى 90 يومًا دون الحصول على تأشيرة أمريكية مسبقًا، وتكون هذه التصاريح عادة صالحة لمدة سنتين، فيما يمكن للمسافرين الذين لديهم تأشيرات صالحة، الاستمرار في استخدام تأشيراتهم للسفر.
ورغم ذلك، يتعين على المواطنين القطريين الحصول على الموافقة من خلال النظام الإلكتروني لترخيص السفر، الذي يتم عبر الإنترنت، ولا يتطلب مقابلة شخصية كما تنصّ طلبات التأشيرة.
في المقابل، يتطلب برنامج الإعفاء من التأشيرة إلى الولايات المتحدة، من البلدان المدرجة فيه، السماح للمواطنين الأمريكيين بالسفر إلى أراضي هذه الدول بدون تأشيرة أيضا، علما أنه يمكن للمواطنين الأمريكيين حاليا السفر إلى قطر بدون تأشيرة، ولكن بدءا من الأول من أكتوبر المقبل، سيُسمح لهم بالبقاء لمدة تصل إلى 90 يوما بدلا من 30 يوما، إذا كانوا يحملون جواز سفر صالحًا لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، من تاريخ وصولهم إلى الأراضي القطرية، إضافة إلى حجز فندقي مؤكد عند الوصول.
وبتلك الخطوة أصبحت قطر العضو الثاني والأربعين في هذا البرنامج، مع الإشارة إلى أنه تمت إضافة إسرائيل إليه العام الماضي، بعد تقديمها وعودا بعدم التمييز عند قبولها للمواطنين الأمريكيين من أي أصل كانوا، إثر مخاوف من أنها فد لا تعامل الأمريكيين من أصل فلسطيني أو عربي أو الأمريكيين المسلمين، بطريقة تماثل تلك التي تعامل بها حاملي جوازات السفر الأمريكية الآخرين.