اخبار مصر

قتلها مرتين.. طفلة الإسماعيلية ضحية مخدرات أبيها



09:54 م


الخميس 26 ديسمبر 2024

الإسماعيلية – أميرة يوسف:

لم تعرف دعاء (13 عامًا) طعم الطفولة البريئة في منزلها بقرية “كيلو 11” بالإسماعيلية. فبدلًا من أن يكون ملاذًا آمنًا، تحوّل هذا البيت إلى وكر ينهشه الإدمان، وبدلًا من تجد نفسها في حضن أب يرعى ويحمي، وجدت نفسها في كنف رجل غارق في عالم المخدرات المظلم، يحيل حياتهم إلى جحيم.

قُتلت دعاء مرتين.

المرة الأولى التي قتلت فيها بغياب أبيها الذي قرر الاستسلام لإدمانه، فأدخل سمومه إلى البيت، زارعًا بذور الدمار في حياة ابنته.

لم تجد دعاء ملجأ من هذا العالم الذي اجتاح منزلها، ومع انغماس الأب في تعاطي “الشابو”، تسلّل الفضول إلى قلبها الطفولي لتجربة هذا الشيء الذي يبدل حال أبيها. ما هذا المخدر الذي يخلق لشخص واحد وجوهًا عدة؟

راقبت دعاء والدها في صمت، تتبعت خطواته نحو الهاوية، وبالطبع لم يكن صعبًا على الأب المدمن أن يكتشف دخول طفلته إلى عالمه الملوث.

سؤال واحد سيطر على تفكيره: هل حقًا سقطت ابنتي في هذا المستنقع؟ أم أن المخدرات تتلاعب بعقلي؟ رفض الاعتراف بأن طفلته وصلت إلى هذا الدرك.

لكن الحقيقة كانت أشد قسوة.

رأى الأب صعيرته تتعاطى “الشابو” الذي أدخله بيده إلى حياتها، ثارت ثائرته كمن يرى انعكاسًا لبؤسه أمامه.

انهال الأب على صغيرته صراخًا وضربًا.. استغاثت الطفلة بكل من وصل إليه صوت استغاثاته. حاول الجيران الوصول إلى دعاء. أدركوها وكان الموت إليها سابقهم.

قُتلت دعاء مرة أخرى سكن بعدها جسدها تمامًا.

وكانت الأجهزة الأمنية تلقت بلاغًا بمصرع الطفلة على يد والدها في منطقة كيلو 11 بالإسماعيلية، ورغم محاولات الجيران اليائسة لإنقاذها، فارقت دعاء الحياة متأثرة بإصابات بالغة في جسدها الصغير.

كشفت التحريات أن الأب مدمن لمخدر “الشابو”، وأنه دخل في حالة هستيرية عندما علم بتعاطي ابنته للمخدر نفسه، مما دفعه إلى هذا العنف القاتل.

ألقت الشرطة القبض على الأب المتهم الذي تبين أنه كان تحت تأثير المخدر وقت ارتكاب الجريمة. اعترف الأب في التحقيقات بأنه فقد السيطرة على نفسه بسبب المخدر.

أمرت النيابة العامة بحبس المتهم احتياطيًا وأجرت تحليلًا للمخدرات أكد وجود آثار “الشابو” في دمه. كما أمرت بالتحفظ على جثمان الطفلة لتشريحها وتحديد سبب الوفاة. وتستمع النيابة حاليًا إلى شهود العيان لكشف ملابسات هذه الجريمة المروعة، التي تُعدّ شاهدًا على الدمار الذي يلحقه الإدمان بالعائلات والمجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى