اخبار مصر

صائد الكانز.. رزق “إبراهيم” تحت الماء خُردة بدل السمك: البحر


04:18 م


الجمعة 04 أكتوبر 2024

يستقر إبراهيم الصياد أعلى قارب خشبي صغير في مياه بحر مويس الذي يقطع شوارع مدينة الزقازيق الرئيسية، وما إن يراه المارّة يجذب أنظارهم فيلتفتوا إليه خاصة أنه دائم الابتسامة ورغم انشغاله يلقي التحية عليهم بكل ود، وعندما يدقق النظر فيما هو حوله يجد أكياس بلاستيكية تحوي مخلفات أبرزها الكانزات “علب المشروبات الغازية الفارغة”، تلك هي رزق إبراهيم من منافع البحر.

العم إبراهيم في حديث لمصراوي، قال إنه أوشك على الخمسين من العمر وبدأت رحلته في العمل منذ أن كان طفلا في الثامنة، لافتا إلى أن أبناء عمه وأفراد من عائلته كانوا يعملوا في البحر “صيادين”، معلقا: “اتولدت في عيلة لقيت الرجالة والسيدات رزقها من المياه والسمك هو اللقمة الحلوة لهم ومصدر رزقهم”.

وتابع الصياد: كنت وأنا طفل صغير بنام في المركب الخشب مع أبناء عمي وهما شغالين بيصطادوا وتعلقت بالشغلانة وحبيتها، لافتا إلى أنها أصبحت مصدر رزقه هو الآخر وقرر أن يعمل بها منذ الصغر، حتى تزوج وأصبح لديه أسرة وكان عائد صيد الأسماك هو دخله ورزق أسرته.

ويضيف: بدأت الشغلانة في سن صغير ومر نحو 40 عاما على انخراطي بالعمل بها حتى صار لدي خبرة كبيرة في الأسماك إذ يمكنني التمييز بين أنواعه من حيث كان مزارع أو مالح أو نيلي، كما يمكنني معرفة السمكة السامة، معلقا: “ده في عالم السمك إنما الصيد علمني الصبر وقابلني بناس كتير علموني الحياة”..حسب قوله.

ويوضح إبراهيم أنه أب لـ 3 أبناء في مراحل مختلفة من التعليم وبحاجة لدخل يكفي حاجتهم فقرر أن يعود لصنعته التي تعلمها إلى جانب عمله صياد، لافتا إلى أنه كان يعمل “استورجي” إلا أنها صنعة موسمية لا تجني له من المال ما يسد حاجة الأسرة.

ولدت فكرة ذهبية لإبراهيم أثناء صيد الأسماك وأراد أن يكسب المال الحلال فكلما رأي “الكانزات” التقطها واحتفظ بها ويكمل صيد الاسماك، مشيرا إلى أنه خصص وقت فيما بعد لصيد المخلفات النافعة لبيعها “خردة” سواء معادن أو بلاستيك.

يختم إبراهيم في حديثه لمصراوي أنه يتحايل على الرزق لم يقف عاجزا أبدا لكي يجد قوت يوم أفراد أسرته إذ عمل استورجي فلما اغلقت ابوابها في وجهه بقلة العمل قرر أن يكمل المسير في الصيد رغم قلة العائد منها، معلقا: البحر كله فوايد وبصطاد البلاستيك والمعادن و الاكياس والورق، منه بطهر المياه ومنه بكسب من حصيلة المخلفات والرزق هيجيلنا ولو في قاع المياه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى