شيخ الأزهر يحذر من تصاعد محاولات تهجير الفلسطينيين والاستيلا
![](https://sharqobserver.com/wp-content/uploads/2024/11/2024_8_31_19_31_48_521.webp.webp)
11:42 ص
الأربعاء 19 فبراير 2025
المنامة- أ ش أ:
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات جسيمة تهدد كيانها وتضعها أمام مخاطر الفناء والدمار، مشيرًا إلى أن كثيرًا من هذه الأخطار باتت واضحة للعيان، بينما تظل تداعياتها المستقبلية غير معلومة، وشدد على ضرورة وقف خطابات الكراهية والصراعات، والعمل على تعزيز قيم المحبة والسلام، داعيًا الجميع إلى اللقاء بقلوب صافية وسواعد ممدودة للتعاون والتآخي.
وقال شيخ الأزهر – خلال كلمته في مؤتمر “الحوار الإسلامي – الإسلامي” الذي عقد اليوم الأربعاء، في مملكة البحرين تحت رعاية الملك حمد بن عيسى، ويستمر حتى غد – إن أوروبا تمكنت من بناء اتحاد يحفظ هويتها ويحقق نموها الاقتصادي رغم اختلاف أعراقها وتعدد لغاتها، متسائلًا: “إذا كان غير المسلمين استطاعوا تجاوز عوائق الاتحاد، فلماذا لا يتمكن المسلمون من تحقيق وحدة قائمة على المشتركات التاريخية والثقافية والجغرافية والدينية؟”.
وأوضح أن القضية الفلسطينية تظل الشاهد الأكبر على معاناة الأمة الإسلامية، محذرًا من تصاعد محاولات تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، ومشيدًا بالموقف الموحد والمشرف الذي أبدته الدول العربية والإسلامية في رفض الظلم والعدوان على غزة.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إلى أن التفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية خطر داهم يهدد وحدة المسلمين، لافتا إلى أن الجهود التاريخية للتقريب بين المذاهب كانت راسخة منذ عقود، لكن لم يتم تفعيلها عمليًا بالشكل المطلوب.
وقال إن دار التقريب في القاهرة، وبإشراف الأزهر الشريف، أصدرت مجلة “رسالة الإسلام” في 9 مجلدات بين عامي 1949 و1957، ضمت مقالات لعلماء من الأزهر ومراجع شيعية إمامية كبرى، بهدف ترسيخ ثقافة التقريب والوحدة الإسلامية.
وأضاف أن موضوع التقريب ظل يشغل أذهان العلماء لعقود طويلة، وكانوا حريصين على التذكير به في مختلف مجتمعات المسلمين، لكنه لا يزال مطروحًا وكأنه لم يتم بحثه من قبل، لافتًا إلى أن المشكلة تكمن في اقتصار المناقشات على الجدل النظري، دون تطبيق عملي في واقع المجتمعات الإسلامية.
وتطرق شيخ الأزهر إلى جذور الخلاف السني-الشيعي، موضحًا أنه قد يعود إلى القرنين السابع والثامن الهجريين، واستمر حتى اليوم بسبب استغلاله من قبل بعض القوى السياسية، مؤكدًا أن هذا الصراع يتم توظيفه بشكل خطير لتمزيق وحدة الأمة الإسلامية.
ونوه بأن كثيرًا من علماء السنة والشيعة، بما فيهم الزيدية، أكدوا أن الخلاف حول الإمامة لا يعني كفر أي من الفريقين، بل هو اختلاف في الرأي لا ينبغي أن يكون سببًا للفرقة والاقتتال، وأشار إلى أن بعض المرجعيات الشيعية المعاصرة أفتت بأن الإمامة ليست من شروط الإسلام، وإنما من شروط التشيع، مما يعني أن الخلاف حولها لا يستوجب النزاع العقائدي.
ودعا شيخ الأزهر إلى طي صفحة الصراع المذهبي وإعلاء مصلحة الأمة الإسلامية، قائلاً: “ليبقَ الشيعة على مبدأ الإمامة، وليبقَ السنة على مبدأ الخلافة، لكن ليبقَ كل منهما على مبدأ حماية الدين والبلاد والعباد”، مشددًا على أن إحياء الفتنة بين المسلمين يجب أن يندثر مع مرور الزمن وألا يعود مجددًا.