10:23 م
الجمعة 13 ديسمبر 2024
السويس – حسام الدين أحمد أحمد:
يحتضن خليج السويس أشكال مختلفة من رحلات الهجرة، سواء رحلات الطيور المهاجرة من أوروبا إلى أفريقيا قبل الشتاء، أو رحلات العودة صيفا، وكذلك هجرة أنواع من الأسماك والقشريات البحرية التي تأتي للخليج والحيود المرجانة والشواطئ الهادئة بحثا عن الدفء، حيث تضع صغارها.
تنوع بحري
تثري تلك الهجرات حالة التنوع في الأسماك والقشريات والرخويات بالخليج الذي يمثل مرعى طبيعي يجذب الأسماك، كما أنها ممر لرحلة الأسماك المهاجرة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، عبر قناة السويس والتي بدأت قبل أكثر من 150 عامًا.
هجرة عبر القناة
تقول الدكتور سحر مهنا أستاذ ورئيس قسم المصايد بمعهد علوم البحار، إن العقدين الأخيرين شهدا هجرة بعض أنواع الأسماك من البحر الأحمر، إلى البحر المتوسط مثل الدراك والبلاميطة وهي من فصيلة أسماك التونة، وسمك القراض وموطنه الأصلي المحيط الهندي.
وحسب قول رئيس قسم المصايد بمعهد علوم البحار، انتقلت في رحلات الهجرة سمك الأسد او الديك، بينما هاجرت أصناف من القشريات إلى البحر الأحمر قادمة من الشمال مثل الجمبري الأحمر وعدد محدود من الأسماك الأخرى لكن بكميات قليلة، نظرا لاختلاف درجة الملوحة وتأثيرها على الأسماك.
وتضيف سحر مهنا، أن هناك بعض أنواع القشريات تهاجر من جنوب البحر الأحمر والخليج العربي إلى خليج السويس، أكثرها انتشارا السلطعون الأحمر، وهو منتشر بالأسواق يعرفه المواطنين بالكابوريا الحجري او الحجاري، هي كبيرة الحجم حمراء اللون جسمها مستدير بينما أطرافها المفصلية قوية.
هجرة في استراليا
في النصف الآخر من الكرة الأرضية في جزيرة تبعد مسافة 14000 كيلو من خليج السويس، تهاجر الملايين من السلطعون الأحمر من منطقة بيرث المطلة على المحيط الهندي إلى جزيرة الكريسماس الأسترالية، تقطع مسافة تزيد عن 2600 كيلو في رحلة هجرة مسجلة كأطول رحلة هجرة للسلطعون للوصول إلى أماكن هادئة تناسب التزاوج والتكاثر.
رحلة أكثر أمنا
الرحلة التي يقطعها السلطعون الأحمر أو الكابوريا الحمراء من سواحل السعودية على الخليج العربي، واليمن تكافئ نفس المسافة في هجرة السلطعون باستراليا، لكن هنا الخطورة أقل إذ يتحرك السلطعون تحت المياه قرب الشاطئ، لتقي نفسها التيارات المائية القَوية حتى تصل إلى منطقة خليج السويس لتستقر عند الحيود المرجانية وقرب الشاطئ في مناطق لا يزيد فيها عامود المياه عن 1.5 متر.
شباك الكركبة
في الشتاء يبدأ ظهور الكابوريا الحجاري في الأسواق، حين تقع الأفواج الأولى منها في شباك الصيادين بغزل الكركبة، واحدة من القشريات التي تهاجر من مناطق جنوب البحر الأحمر وبحر العرب إلى خليج السويس خلال موسم الشتاء، وتستمر في المنطقة الهادئة حتى الصيف، مثلها مثل السلطعون الذي يهاجر عبر استراليا على المحيط الهندي في موسم الشتاء للتزاوج.
هجرة الخريف والربيع
داخل حلقة السمك في السويس تخصص أحمد عبدالله في بيع القرشيات، الكابوريا البلدي والحجاري حال توافرها، ويقول التاجر إن الكابوريا الحجري تهاجر من السواحل اليمنية والسعودية وتقطع مسافة طويلة في مجموعات الهجرة مع بداية فصل الخريف.
َوأضاف عبدالله أن الكابوريا الحجري تستغرق من شهر إلى شهر ونصف في رحلتها حسب سرعة الرياح وتيار المياه لتصل إلى خليج السويس، تقضي فترة الشتاء بالسويس تتزاوج وتضع بيضها في المناطق الهادئة حتى فصل الربيع، حيث تعود مع نهاية الشتاء على سواحل البحر الأحمر جنوبا.
غطاء وأطراف قاسية
وأوضح تاجر الكابوريا أن سبب تسميتها الحجاري يعود إلى شكلها الخارجي، حيث تظهر نتوءات على قشرتها العلوية، كما أن القشور التي تغطي البطن والأرجل قاسية ويصعب كسرها باليد مثل الكابوريا البلدي، وتحمل تحت القشور كمية كبيرة من اللحم الأبيض.
بديل الاستاكوزا
“الكابوريا الحجري تعتبر البديل الأول للاستاكوزا، تحمل كمية أكبر من اللحم الصافي، وبها نسبة عالية من الفسفور حتى الصدفة وأطرافها الحمراء”، يقول عبدالله، الذى أشار إلى أن الاستاكوزا لحمها فقط في النصف السفلي، بينما الرأس لحمها ضئيل للغاية.
وتطهى الكابوريا الحمراء بنفس طريقة تحضير الكابوريا البلدي، لكن الطريقة الأفضل هي الشواء، ويخرج لحمها في شكل فصوص سليمة، بعد رفع عظمة الرأس وإزالة الاهداب وربط الذراعين وضمهما إلى جسمها المستدير، حيث تعمل الحرارة على تجفيف الماء داخلها وتسوية اللحم الذي يكون أشبه بزلال البيض.
تكسير العظام
تكسر عقب ذلك العظام، باستخدام معلقة والضرب على الأطراف لتكسيرها، ويتراوح سعر الكابوريا الحجري من 120 على 250 جنيها حسب الحجم ودرجة الجودة، كما يتأثر السعر بالمعروض منها، مثلها كسعر الأسماك الذي يخضع للعرض والطلب.
ويتراوح وزن الواحدة من 250 إلى 700 جرام، ويتخطى وزن بعضها 850 جرام، إلا أن الأحجام الكبيرة لا تخرج إلا قليلا فهي تعمد إلى دفن نفسها في الرمال خلال الأيام الباردة.
