دلالات زيارة وزيرة الخارجية الألمانية إلى دمشق
06:34 م
الأحد 05 يناير 2025
(مصراوي)
أثارت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى سوريا، برفقة نظيرها الفرنسي جان نويل بارو، العديد من التساؤلات حول أبعاد ودلالات الرحلة، التي تمت الجمعة الماضية.
اختارت بيربوك السفر إلى سوريا على متن طائرة عسكرية، وهو أمر غير اعتيادي في الزيارات الرسمية الألمانية، حيث ظهرت الوزيرة في تسجيل مصور وهي ترتدي سترة واقية من الرصاص، وتُحيي عناصر عسكرية داخل الطائرة.
وعكست هذه الخطوة، التي تبدو موجهة بعناية، رسالة حذرة من ألمانيا، تشير إلى أنها ما زالت ترى سوريا كمنطقة “غير آمنة”، على الرغم من التحولات الأخيرة.
الملابس الكاجوال
ظهرت بيربوك لحظة دخول القصر للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، بملابس “كاجوال” غير رسمية، مكونة من قميص بيج وبنطال من نفس اللون وحذاء شتوي، ويرى البعض أن ملابس الوزيرة تهدف إلى إظهار عدم الاعتراف الكامل بسوريا الجديدة، إذ اختارت الابتعاد عن البروتوكولات الدبلوماسية الرسمية، إضافة إلى محاولة للظهور بمظهر “المرأة المنفتحة”، في مواجهة الشرع المعروف بخلفيته الإسلامية.
إلا أن هذه الخطوة لاقت انتقادات في الداخل الألماني، حيث رأى البعض أن مظهرها “غير لائق” وأساء إلى رمزية المنصب الدبلوماسي.
وجوه بلا ابتسامات
أثناء لقائها بالشرع، ظهرت بيربوك بملامح حادة ولم تُبدِ الابتسامات المعتادة في اللقاءات الرسمية، وفي تصريحاتها الصحفية، أشارت إلى “موقف حذر” حيث أكدت أن ألمانيا ستدعم سوريا فقط إذا تحركت نحو مستقبل سلمي ومنفتح، مشددة على رفضها دعم “أسلمة سوريا” أو تمويل هيئات إسلامية.
وعبرت عن انطباعها بوجود مجتمع بين الأمل في الحرية والخوف من تلاشي هذه الآمال، خاصة فيما يتعلق بحقوق النساء والأقليات.
كما كشفت أن السلطات السورية الجديدة تعهدت بالنظر في قضايا تمكين المرأة، لكنها لم تقدم التزامات واضحة.
وردت بيربوك على مسألة عدم مصافحة المسؤولين السوريين لها، قائلة إنها توقعت قبيل زيارتها أنه لن تحدث أي مصافحة.