09:21 م
السبت 23 نوفمبر 2024
جنوب سيناء – رضا السيد:
في قلب صحراء سيناء الشاسعة، تقع سرابيط الخادم، تلك المنطقة الأثرية التي تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً وحضارات متعاقبة، تشهد النقوش والآثار المنتشرة في المنطقة على أهميتها الاقتصادية والدينية في العصور القديمة، حيث كانت مركزًا لتعدين الفيروز ومقصداً للحجاج. اليوم، تعد سرابيط الخادم وجهة سياحية جذابة، حيث يمكن للسائحين استكشاف المعابد القديمة، والتجول بين الجبال والوديان، والتعرف على قصة صراع الإنسان مع الطبيعة.
تقع منطقة سرابيط الخادم بمدينة أبوزنيمة، جنوب جبال التيه وشرق سهل الرملة، هذا السهل الذي تتوافر فيه عدة مقومات اقتصادية جعلت من منطقة سرابيط الخادم مقصدًا للإنسان منذ أقدم العصور، لذا كانت موقع للصيد والحضارة، كونها تمتد لتجمع مناطق طبيعية خلابة، ومناطق أثرية لتصبح أحد أهم المناطق السياحية بجنوب سيناء، كونها تجمع بين السياحة البيئية والثقافية والأثرية.
جبل المكبر
قال الدكتور مصطفى محمد نور الدين، كبير باحثين بآثار جنوب سيناء، إن سرابيط الخادم تزخر بالعديد من المناطق السياحية الأثرية، ويحاط بها العديد من المناطق التي تتيح للسائحين القيام برحلات “الهايكنيج” للاستمتاع بالطبيعة والآثار والتراث، مؤكدًا أن جبل المكبر أحد هذه المناطق، وهو يقع شمال سرابيط الخادم بنحو 5 كيلو متر، ويرتفع عن سطح البحر بنحو 560 متر، وهو عبارة عن تكوين طبيعي ناتج من نحر الهواء للحجر الرملي ليرسم شكل الجبل على شكل نبات المشروم، وعلى صخوره نقوش عديدة ترجع لعصور متعاقبة، تبدأ بالعصر الحجري حتى تنتهي بالعصر الحديث لمجموعة من الوعول.
وأوضح كبير الباحثين بآثار جنوب سيناء، أنه جرى اكتشاف 6 مناظر مختلفة بجبل المكبر منفذة بأسلوب تخطيطي بسيط تصور عربيات تجرها حيوانات باستخدام التقاليد الفنية للفن الصخري العربي.
وادي الحمر
ولفت إلي أن وادي “الحمر” يقع غرب سرابيط الخادم، ويمتد من منطقة الرملة حتى وادي الطيبة، وبه نقش هام لرمسيس الثالث، ومجموعة نقوش نبطية وثمودية، وعدد كبير من الرسوم الصخرية، لافتًا إلى أن أهمية الوادي ترجع لكونه طريق مواصلات هام بقلب سيناء جنوب جبل التيه، كما يتصل بمجموعة من الأودية تجعله يصل للساحل الشرقي لخليج السويس وحمام فرعون، وحتى الآن يستخدم في نقل خامات المحاجر.
موقع فرس أم زبيان
أكد أن منطقة فرس أم زبيان تقع غرب سرابيط الخادم، وفي عام 2003 عصر بها على نقوش للملك “دن” بجوار مغارة لتعدين الفيروز، وتضم نقوش لثلاث مناظر الأول يصور الملك “دن” مرتديًا التاج الأبيض يمسك بناصية أحد الآسيويين ويهم بضربه على رأسه أمام المعبود سويد، والنقش الثاني يصوره في منظر مزدوج يمسك بناصية أحد الآسيويين ويهم بضربه على رأسه وخلف الأسير الأسيوي كلمة الشرق، أما النقش الثالث يصور الملك “سمر- خت” يمسك بناصية أحد الآسيويين ويهم بضربه على رأسه.
روض عميرة
وأضاف أن منطقة “روض عميرة” تقع غرب منطقة سرابيط الخادم، وتعد من أهم المناطق الأثرية في سيناء وأقدمها،كونها تضم نقوش عمرها أكثر من 5 آلاف عام ، أي منذ عصر قبل وبداية الأسرات للملوك “اري- حور، نعر – مر – جر، الملكة ميرت نت”، ورسم لرمز العاصمة منف، وسوم لمراكب، إضافة إلى كونه كان أحد مناطق استخراج وصهر النحاس، لانتشار مجموعة من الأفران به.
وتابع : كما كشف بروض عميره، العديد من العلامات الهيروغليفية التي تسمى العديد من الوظائف، ونص قصير مرتبط بالملك جر يعد من أقدم الجمل المكتوبة في التاريخ المصري، إضافة إلى وجود اسم الملكة “مريت نيت” بنت الملك “جر” وزوجة الملك “وادجيت”، وأم الملك “دن”، وهي امرأة من طراز فريد تمكنت من حكم مصر بعد وفاة زوجها، ثم شاركت ابنها الملك “دن” في الحكم كونه كان طفلًا صغيرًا يجب أن يكون تحت الوصايا، وبذلك تكون أول سيدة حكمت مصر، وأول سيدة تتولى الحكم في العالم.
جبل حمير والفوجة
وعن جبل حمير والفوجة قال، إنه يمكن الوصول إليه من منطقة سرابيط الخادم باستخدام سيارة دفع رباعي، وهو عبارة عن تكوين طبيعي نادر لتكوينات الحجر الرملي، وهناك آراء أنها لنباتات متحجرة منذ ملايين السنين، وتنتشر بها نقوش ورسومات قديمة، بعضها نبطي، والبعض الآخر من عصور أخرى، ويتميز جبل حمير بلونه الأسود.
