اخبار مصر

بعد تهديد تركيا بضربها.. ما هي وحدات حماية الشعب الكردية؟



01:23 ص


الأربعاء 08 يناير 2025

وكالات

هددت تركيا بشن هجوم عبر الحدود في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية العنصر الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، إذا لم تلب الجماعة مطالب أنقرة.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية ترتبط بالمسلحين الكرد الذين يشنون تمردا منذ عقود ضد الدولة التركية، على الرغم من تحالفها مع الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الرئيس رجب طيب أردوغان أصدر أوامر للجنود الأتراك بتولي إدارة السجون والمعسكرات في شمال شرق سوريا التي يحتجز فيها أعضاء تنظيم داعش المتشدد، التي تديرها حاليا قوات سوريا الديمقراطية قسد، إذا كانت الإدارة السورية الجديدة غير قادرة على القيام بذلك.

وتشعر تركيا بالتهديد من قبل وحدات حماية الشعب الكردية، وتصر على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني، الذي حارب من أجل الحكم الذاتي الكردي في تركيا منذ عام 1984، الذي صنفته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، بحسب الغد.

وتشترك وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني في أيديولوجية مماثلة، لكنهما يقولان إنهما كيانان منفصلان.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا الأربعاء الماضي، المسلحين الكرد في سوريا إلى إلقاء أسلحتهم وإلا سيدفنون معها، وسط أعمال قتالية بين مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا ومسلحين أكراد نشبت منذ سقوط بشار الأسد.

وتصر أنقرة على ضرورة حل وحدات حماية الشعب، عقب سقوط بشار الأسد، مشددة على أن الجماعة المسلحة لا مكان لها في مستقبل سوريا.

ومنذ عام 2022، تسعى تركيا إلى تطبيع العلاقات مع سوريا، لكن الأسد أصر على انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، في حين تؤكد تركيا أنها لا تستطيع الانسحاب ما دامت التهديدات من الميليشيات الكردية مستمرة.

ولم يتضح بعد ما إذا كان تغيير الحكم في سوريا سيسمح لتركيا بإبعاد وحدات حماية الشعب عن حدودها، خصوصًا أن هناك تقارير أشارت إلى أن هيئة تحرير الشام -التي كان يقودها أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة- طورت علاقات جيدة مع هذه الوحدات.

نشأت وحدات حماية الشعب الكردية كمجموعة مسلحة قوية منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.

وأسست موطئ قدم لها في الشمال مع انسحاب القوات الحكومية السورية لقمع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في أماكن أخرى.

وتتبع هذه الوحدات الفصيل الكردي السوري الرئيسي، حزب الاتحاد الديمقراطي، ولديها نظير نسائي، وهي وحدات حماية المرأة.

وتركزت سيطرة وحدات حماية الشعب في البداية في مناطق ذات أغلبية كردية في شمال سوريا والمعروفة باللغة الكردية باسم روج آفا، وتضم نحو مليوني كردي، وأنشأت السلطات التي يقودها الكرد هيئات حكم مستقلة هناك منذ بداية الحرب السورية.

وتشكل وحدات حماية الشعب عنصرا أساسيا في القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في التحالف ضد تنظيم داعش.

وقد أدى دعم الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، بما في ذلك فرنسا، لهذه الوحدات إلى توتر العلاقات مع أنقرة.

وتتأثر وحدات حماية الشعب بشكل كبير بأفكار زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، المسجون في تركيا منذ عام 1999، بعد إدانته بالخيانة.

ولا تنظر الدول الغربية، بما في ذلك حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، إلى وحدات حماية الشعب باعتبارها جماعة إرهابية.

وعلى الرغم من اضطهاد الدولة البعثية السورية للأكراد بشكل منهجي، فقد ظلت وحدات حماية الشعب ودمشق بعيدتين عن بعضهما البعض خلال الصراع، خصوصًا أن لديهما أعداء مشتركين، بما في ذلك الجماعات السنية المدعومة من تركيا.

وسمحت وحدات حماية الشعب للحكومة بالاحتفاظ بموطئ قدم في مناطقها، بما في ذلك السيطرة على مطار القامشلي.

ويقول زعماء الكرد، إن هدفهم هو الحكم الذاتي الإقليمي داخل سوريا اللامركزية، وليس الاستقلال، لكن دمشق تعارض مطالب الحكم الذاتي الكردي، ولم تحرز المحادثات بين الجانبين للتوصل إلى تسوية سياسية أي تقدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى