اخبار مصر

النباتات تتكلم مع بعضها البعض.. وقريبا سنترجم المحادثات بينه


07:35 م


الثلاثاء 17 سبتمبر 2024

التواصل اللفظي هو أحد الأسباب العديدة التي جعلت البشر ناجحين للغاية كنوع. من تحذير بعضنا البعض من الخطر إلى توصيل المعلومات المعقدة، كانت قدرتنا على التحدث أمرًا بالغ الأهمية.

ولكن ليس البشر والحيوانات الأخرى فقط هم من طوروا اتصالات متطورة. يعتقد كثير من الناس أن النباتات سلبية ولكن لديهم طريقتهم الخاصة في التفاعل مع بعضهم البعض. كانت الفكرة موجودة منذ فترة، حتى أنها ألهمت أفلام هوليوود مثل Avatar.

لكن العلم الحديث يُظهر أن أنظمة التواصل النباتية قد تكون أكثر تعقيدًا مما كنا نتخيل.

شبكات الاتصال هذه حساسة ومتوازنة. تخيل مدى الاضطراب الذي قد يطرأ على عالمنا إذا انهارت أنظمة الشبكات العالمية فجأة. إن انقطاعات شبكة CrowdStrike IT الأخيرة ليست سوى مثال واحد على مدى حساسية هذه الأنظمة ومدى أهمية الاتصال – وهذا ينطبق على النباتات أيضًا.

لفهم كيف تقوم الكائنات الحية التي لا تستطيع التحدث بنقل المعلومات إلى بعضها البعض، من المهم أن نفهم أن البشر لديهم أيضًا نظام اتصال غير لفظي. ويشمل ذلك حواس البصر والشم والسمع والتذوق واللمس.

على سبيل المثال، تضيف شركات الغاز الطبيعي مادة كيميائية تسمى الميركابتان إلى الغاز الطبيعي، ما يمنحه رائحة “البيض الفاسد” المميزة لتحذيرنا من التسربات. فكر أيضًا في كيفية تطويرنا للغة الإشارة، كما أن كثيرا من الناس ماهرون في قراءة الشفاه.

بالإضافة إلى هذه الحواس، لدينا أيضًا إدراك التوازن (القدرة على الحفاظ على التوازن ووضعية الجسم)، والإدراك الحسي (الشعور بالموضع النسبي وقوة أجزاء الجسم)، والإدراك الحراري (الشعور بتغيرات درجة الحرارة)، والإدراك المؤلم (القدرة على الشعور بالألم). كل هذه القدرات مكنت البشر من أن يصبحوا متطورين للغاية في التواصل والتفاعل مع العالم الطبيعي.

تستخدم الأنواع الأخرى، وخاصة النباتات، حواسها لنشر المعلومات بطريقتها الخاصة.

كيف تتواصل النباتات؟

معظمنا على دراية برائحة العشب المقطوع حديثًا. المواد المتطايرة، أو المواد الكيميائية، التي تطلقها نباتات العشب، والتي نربطها بهذه الرائحة، هي إحدى الطرق التي تحذر بها النباتات الأخرى القريبة من وجود مفترس مثلا، ما يدفع إلى تعديل دفاعات النبات. بدلاً من استخدام الإشارات السمعية، تستخدم النباتات الاتصال الناجم عن المواد الكيميائية.

مؤخرًا، اكتشف العلماء مدى جودة اتصال النباتات ومدى كفاءتها في إرسال الرسائل إلى أقرانها عبر جذورها، والإشارات الكهربائية، وشبكة من الفطريات تحت الأرض وميكروبات التربة.

على سبيل المثال، تعد الفيزيولوجيا الكهربائية تخصصًا علميًا جديدًا نسبيًا يدرس كيفية توصيل الإشارات الكهربائية داخل النباتات وفيما بينها وتفسيرها. مع التقدم الكبير في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، شهدنا نموًا متسارعًا كبيرًا في هذا المجال من البحث في السنوات القليلة الماضية.

قد يكون العلماء على وشك التوصل إلى اكتشافات مذهلة، مع التطورات الأخيرة التي تدمج الاتصالات بالإشارات الكهربائية داخل النباتات وبينها في البيوت الزجاجية الحديثة لمراقبة ومراقبة ري المحاصيل أو الكشف عن نقص التغذية.

يحقق العلماء هذا من خلال إدخال مجسات كهربائية صغيرة، تشبه إبر الوخز، لاختبار كيفية ارتباط التغيرات في الإشارات الكهربائية بأداء النبات مثل نقل المياه والمغذيات وتحويل الضوء إلى سكريات مهمة.

حتى أن الباحثين أثروا على سلوك النبات من خلال إرسال إشارات كهربائية من الهواتف المحمولة، ما جعلها تؤدي استجابات أساسية مثل فتح أو إغلاق الأوراق في فخ فينوس.

قد نتمكن قريبًا من ترجمة لغة محاصيلنا بالكامل

يحدث قدر كبير من التواصل بين النباتات تحت الأرض، وتيسره شبكات فطرية كبيرة تُعرف باسم “شبكة الغابات”. تربط هذه الشبكة من الفطريات الأشجار والنباتات تحت الأرض، ما يسمح لها بمشاركة الموارد مثل الماء والمغذيات والمعلومات. ومن خلال هذا النظام، يمكن للأشجار الأكبر سنًا مساعدة الأشجار الأصغر سنًا على النمو، ويمكن للأشجار تحذير بعضها البعض من المخاطر مثل الآفات.

إنه مثل شبكة الإنترنت تحت الأرض للأشجار والنباتات، ما يساعدها على دعم بعضها البعض والتواصل مع بعضها البعض. الشبكة واسعة النطاق، ويُعتقد أن أكثر من 80٪ من النباتات متصلة، ما يجعلها واحدة من أقدم أنظمة الاتصال في العالم.

تمامًا كما يسهل علينا الإنترنت الاتصال ومشاركة الأفكار والمعرفة والمعلومات التي يمكن أن تؤثر على عملية صنع القرار، فإن “شبكة الغابات” تسمح للنباتات باستخدام الفطريات التكافلية للاستعداد للتغيرات البيئية.

ومع ذلك، فإن إزعاج التربة من خلال المواد الكيميائية أو إزالة الغابات أو تغير المناخ يمكن أن يعطل عقد الاتصال من خلال التأثير على دورات المياه والمغذيات في هذه الشبكات، ما يجعل النباتات أقل اطلاعًا وترابطًا. لم يتم إجراء الكثير من الأبحاث حتى الآن حول تأثيرات تعطيل هذه الشبكات.

ولكننا نعلم أن سلوكيات النباتات الاستجابية، مثل استجابات الدفاع وتنظيم الجينات، يمكن أن تتغير من خلال شبكتها الفطرية إذا كانت متصلة بها.

لذا فإن هذا الانفصال في التواصل قد يجعلها أكثر عرضة للخطر، ما يجعل من الصعب حماية واستعادة النظم البيئية في جميع أنحاء العالم. لا يزال هناك الكثير مما يتعين على العلماء تعلمه حول هذه الشبكات المعقدة للغاية.

سيفن باتك، رئيس مشارك للأبحاث وتبادل المعرفة – محاضر في علم النبات، جامعة إيدج هيل

مصدر المقال The Conversation

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى