الحزام الناري.. مرض صامت يهدد كبار السن.. إليك طرق الوقاية

08:05 م
الخميس 27 فبراير 2025
كتب- أحمد عبدالمنعم:
رغم خطورته الكبيرة، يظل مرض الحزام الناري مجهولًا لدى الكثيرين، ما دفع العالم إلى تخصيص أسبوع توعوي عالمي له خلال شهر فبراير من كل عام، بهدف رفع الوعي وتسليط الضوء على خطورته وطرق الوقاية منه. وفي العام الحالي يُقام هذا الأسبوع خلال الفترة من 24 فبراير إلى 2 مارس، ليؤكد مجددًا أهمية التوعية والتطعيم، خصوصًا لكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.
ويُعرف الحزام الناري بأنه عدوى فيروسية تنجم عن إعادة نشاط فيروس الجدري المائي. وغالبا يُصاب به معظم الأشخاص في طفولتهم، ويظل كامنًا في الجهاز العصبي لسنوات طويلة حتى يُعاد تنشيطه عند ضعف جهاز المناعة، مسببًا طفحًا جلديًا مؤلمًا قد يعيق المريض عن ممارسة حياته اليومية.
وفي بدايته، قد يبدو الطفح الجلدي المصاحب للحزام الناري بسيطًا، لكن خطورته تكمن في مضاعفاته الخطيرة، التي تشمل: آلامًا مزمنة في الأعصاب قد تستمر لأسابيع، أشهر، أو حتى سنوات، وفقدان البصر أو السمع في حال إصابة الفيروس لمناطق حساسة مثل العين أو الأذن، التهابًا رئويًا وضعفًا في العضلات، مما قد يشكل تهديدًا على حياة المصاب، في حالات نادرة جدًا، قد يؤدي المرض إلى التهاب السحايا، الشلل، أو حتى الوفاة.
تشير الإحصاءات إلى أن خطر الإصابة بالحزام الناري يزداد مع التقدم في العمر، حيث يُعتبر الأشخاص فوق سن الخمسين الأكثر عرضة. ومع ذلك، هناك عوامل أخرى تزيد من احتمال الإصابة، منها: الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري، التي تضعف جهاز المناعة، والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، إذ يكون المرضى أكثر عرضة للحزام الناري بمقدار 12 إلى 17 مرة مقارنة بغير المصابين، وتناول أدوية مثبطة للمناعة، مثل الكورتيزون والعلاج الكيميائي، والخضوع لعمليات زرع الأعضاء، حيث يحتاج المريض إلى أدوية تُضعف جهاز المناعة لمنع رفض الجسم للعضو المزروع.
لا تقتصر تأثيرات الحزام الناري على الألم الجسدي فقط، بل تمتد لتُشكل عبئًا اقتصاديًا على أنظمة الرعاية الصحية، حيث تتطلب المضاعفات فترات علاج طويلة ومكلفة، ما يزيد الضغط على المستشفيات والخدمات الطبية. كما أن المرض يؤدي إلى فقدان الإنتاجية بسبب الغياب عن العمل، خاصة لدى كبار السن غير القادرين على تحمل الألم أثناء أداء مهامهم اليومية.
ووسط هذه التحديات، تأتي الأخبار السعيدة بأن التقدم العلمي في اللقاحات قد أتاح إمكانية الوقاية من الحزام الناري. فقد أثبت لقاح “شينجريكس” (Shingrix) فعاليته بنسبة 90% في منع الإصابة بالمرض ومضاعفاته. لذا، يوصي الأطباء الأشخاص فوق سن الخمسين، والفئات الأكثر عرضة للخطر، بالتحدث إلى طبيبهم حول التطعيم لحمايتهم من هذا المرض المؤلم.
مع انطلاق أسبوع التوعية بمرض الحزام الناري لعام 2025، تزداد الحاجة إلى تعزيز الوعي الصحي حول هذا المرض، الذي قد يكون أكثر انتشارًا وخطورة مما يعتقده البعض. ويعد الاكتشاف المبكر، والعلاج الفوري، والتطعيم ركائز أساسية لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، والحد من التأثيرات الصحية والاقتصادية لهذا المرض الصامت.
إذا كنت فوق الخمسين عامًا أو تعاني من ضعف في جهاز المناعة، فقد يكون الآن الوقت المناسب للتحدث مع طبيبك حول الوقاية من الحزام الناري.. قبل فوات الأوان.