01:54 ص
الإثنين 10 مارس 2025
وكالات
لا تزال التوترات الأمنية التي تشهدها مناطق الساحل السوري منذ أيام، وأسفرت عن مقتل ما يزيد عن 1000 شخص، تُهدد بمزيد من العنف في ظل انقسامات طائفية من شأنها أن تزيد حدّة الأوضاع هناك مع تبادل الاتهامات.
لكن سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ذهبوا إلى اتهام فصيلي “الحمزات” و”العمشات” وتحميلهما المسؤولية عن مقتل مئات الأشخاص في مناطق الساحل السوري على مدار الأيام الماضية.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات منسوبة لجنود من الجيش السوري يقولون فيها إن: “جنود من الجيش السوري شباب وطنيين اعترفوا ومصدومين من الانتهاكات والقتل بحق المدنيين وعن لسانهم قالوا، إن عشيرة “الحمزات والعمشات” هم اللي ارتكبوا المجازر ودخلوا للبيوت وقتلوا المدنيين وقوات الأمن كانت تحمي المواطنين”.
وأضاف صاحب الحساب في تغريدته على موقع “إكس”: “يذكر أن هذه العشيرتين بايعها داعش وهم بدير الزور على حدود العراق”.
بينما شارك حساب يُدعى “أحمد سلمان”، مقطع فيديو لشاب يتحدث عما رآه من انتهاكات وأعمال قتل نفّذها “الحمزات” و”العمشات”، إذ يؤكد الشاب في الفيديو أن عناصر الفصائل المسلحة لا تفصل بين المدنيين والعسكريين وتقتل الجميع حتى النساء والأطفال.
في المقابل، انتقد آخرون الدور التركي المتمثل في إقناع الإدارة السورية الجديدة بدمج هذه الفصائل في الجيش السوري الجديد، قائلين: ” إذا تركيا حابة تساعد الرئيس الشرع بجد تروح تضب الحمزات والعمشات هنن أساس البلا.. جامل تركيا وضمهم للجيش على أساس يصيروا بشر وينضبطوا رغم وساختهم وريحتهم الطالعة”.
ولا تُعد الأحداث الجارية في الساحل السوري، المرة الأولى التي يواجه فيها الفصيلان اتهامات بتنفيذ جرائم إبادة، إذ سبق وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية في أغسطس 2023، عقوبات على الفصيلين السوريين المسلحين، لضلوعهما في انتهاكات لحقوق الإنسان بمنطقة عفرين شمال غربي سوريا، فماذا نعرف عنهما؟.
خلفية “العمشات (فرقة السلطان سليمان شاه)”
تأسست “فرقة السلطان سليمان شاه” بقيادة محمد حسين الجاسم “أبو عمشة”، الذي ينحدر من ريف حماة، وبرز دوره خلال عملية “غصن الزيتون” التي نفذها الجيش التركي في 2018، وأسفرت عن السيطرة على عفرين بعد طرد “وحدات حماية الشعب” الكردية.
تعرض “أبو عمشة” وفصيله لانتقادات واسعة، وسط اتهامات بالاستيلاء على ممتلكات المدنيين في عفرين، وفرض الإتاوات، واختطاف المدنيين لمطالبتهم بفدية مالية، غير أن الفصيل نفى هذه الاتهامات، معتبرًا أنها “ادعاءات ملفقة”.
وفي 2023، أكدت وزارة الخزانة الأمريكية، أن “العمشات” استهدفوا السكان الأكراد في عفرين بعمليات ابتزاز واختطاف، وأجبروا العديد منهم على مغادرة منازلهم، كما قاموا بتوطين مقاتلين وعائلاتهم في المنازل المصادرة.
واتهم التقرير “أبو عمشة” بإدارة عمليات اختطاف وطلب فدية، إذ أشارت التقديرات آنذاك، إلى أن هذه الأنشطة قد تدر عشرات الملايين من الدولارات سنويًا.
كذلك، شملت العقوبات وليد الجاسم، الذي تولى قيادة الفرقة أثناء غياب شقيقه، إذ واجه اتهامات بارتكاب انتهاكات تشمل الاعتداء الجنسي.
وحينذاك، أدرجت واشنطن شركة “السفير أوتو” لتجارة السيارات، التي يملكها “أبو عمشة”، ضمن قائمة العقوبات، مشيرة إلى أنها تعمل من إسطنبول وتمتلك فروعا في جنوب تركيا.
ورد “أبو عمشة” على هذه العقوبات بتغريدة قال فيها إنه لا يمتلك “أي أصول أو شركات في الخارج”، معتبرا أن العقوبات الأمريكية “ذات أبعاد سياسية”.”
فرقة الحمزة (الحمزات) وانتهاكاتها
أمّا “فرقة الحمزة”، التي يتزعمها “أبو بكر”، فقد وُجهت إليها اتهامات مماثلة، شملت تنفيذ عمليات اختطاف وسرقة ممتلكات وتعذيب المعتقلين في مراكز احتجاز سرية.
وأكدت الخزانة الأمريكية، أن “أبو بكر” لعب دورا أساسيا في قمع السكان، كما اتُهمت فرقته باختطاف نساء كرديات والتورط في اغتيالات، من بينها حادثة قتل الناشط الإعلامي محمد عبد اللطيف “أبو غنوم” وزوجته الحامل في مدينة الباب عام 2022.
