اخبار مصر

الأم و4 أطفال في مواجهة الحياة.. مأساة أسرة فقدت عائلها الوح

أسيوط ـ محمود عجمي:

في قرية مسارة التابعة بمركز ديروط بمحافظة أسيوط، حيث تنسج الشمس قصصًا من الألم والفرح على حد سواء، يقع منزل متواضع من الطوب اللبن وسعف النخيل، تسكن عائلة محمود صلاح، الذي غُيّب عن دنياه في حادث مأساوي هزّ القرية بأكملها إثر انزلاق سيارة ميكروباص في مياه الترعة الإبراهيمية مساء الأحد الماضي.

محمود، الرجل البسيط الذي كان يعيل أسرته بكدّ يده، كان حلمًا يتلاشى في لحظة، كان يترك زوجته وأطفاله الأربعة ليعمل في مناطق بعيدة، بحثًا عن لقمة العيش؛ إذ كان يغادر منزله المتواضع كل بضعة أسابيع، حاملًا معه آمالًا كبيرة بأن يعود إلى أحضان أسرته ومعه قوت يومهم.

في ذلك اليوم المشؤوم، غادر محمود منزله كعادته، متوجهًا إلى موقف السيارات بمركز ديروط ليستقل سيارة ميكروباص إلى عمله، لم يكن يعلم أن هذه الرحلة ستكون الأخيرة في حياته؛ فجأة تحولت الفرحة إلى حزن والأمل إلى يأس عندما تلقت أسرته خبر سقوط الميكروباص في مياه الترعة.

كانت الصدمة قاسية على الأسرة الصغيرة، فمحمود كان عمودها الفقري، وكان يعول عليهم جميعًا. زوجته، التي كانت تعتمد عليه بشكل كامل، وجدت نفسها فجأة وحيدة مع أطفالها الصغار، دون أي مصدر دخل كانت الحياة قبل الحادث صعبة، ولكنها أصبحت الآن مستحيلة.

في منزل محمود صلاح، أحد ضحايا حادث انزلاق سيارة ميكروباص في موقف ديروط، تعيش أسرته حالة من الحزن والأسى. محمود، البالغ من العمر 35 عامًا، كان متزوجًا ولديه أربعة أطفال، أكبرهم في الصف الأول الابتدائي. كان يعمل كعامل يومي في منطقة العوينات، وكان في طريقه إلى هناك يوم الحادث.

وفقًا لعم محمود، كان يعمل لفترات طويلة تصل إلى شهرين قبل أن يعود إلى قريته ليقضي بضعة أيام مع أسرته. يوم الحادث، غادر المنزل متوجهًا إلى موقف ديروط ليستقل سيارة ميكروباص إلى مدينة أسيوط ومنها إلى العوينات. لم يكن لديه أي مصدر دخل آخر.

تلقت الأسرة اتصالًا هاتفيًا يفيد بسقوط الميكروباص في مياه الترعة الإبراهيمية وبداخله محمود. بعد ثلاث ساعات من الحادث، تمكنت فرق الإنقاذ النهري من انتشال جثمانه من داخل السيارة. تم التصريح بدفن الجثمان في مقابر العائلة.

محمود كان العائل الوحيد لأسرته المكونة من زوجته وأطفاله الأربعة، بالإضافة إلى شقيقتين تعيشان معه. يعيشون في بيت مكون من حجرتين مسقوفتين بالجريد وأفلاق النخيل.

زوجة محمود أكدت أنه لم يكن لديها أي مصدر دخل آخر بعد وفاته. كان يعمل 24 يومًا ويقضي 6 أيام مع أسرته، يسدد خلالها مصاريف البيت. في يوم الحادث، أخبرها أنه سيغادر إلى موقف السيارات، وطلب منها استلاف مبلغ للكشف على الأطفال المرضى، ووعد بإرسال المال عند وصوله إلى العمل.

بعد مغادرته، سمعت زوجته عن الحادث من سيدات القرية، وتوجهت إلى موقع الحادث حيث وجدت الناس يصورون دون تقديم مساعدة. وصلت الأجهزة الأمنية وفرق الإنقاذ النهري وانتشلت السيارة وبداخلها جثمان زوجها.

اقرأ أيضا:

رسالة مؤثرة ورؤى غامضة.. يوم سادس للبحث عن شريهان ضحية ميكروباص ديروط

“بني يحيى تبكي دعاء شحاتة”.. كلمات مؤثرة في وداع ضحية ميكروباص ديروط -صور

وداعًا يا دعاء.. أهالي أسيوط يشيعون جثمان المعيدة الغارقة ضحية ميكروباص ديروط -فيديو وصور

العثور على جثمان المعيدة الغارقة في حادث ميكروباص ديروط بعد 4 أيام بحث

5 مراكب مطاطية جديدة.. الإنقاذ النهري يواصل البحث عن مفقودي حادث ميكروباص ديروط

قرارات عاجلة من محافظ أسيوط بعد كارثة ميكروباص ديروط

الميكروباص الغارق بديروط.. 55 ساعة من البحث والألم والترقب (فيديو وصور)

بالصور.. زيادة عدد الغواصين بحثًا عن مفقودي الميكروباص الغارق بديروط

بالفيديو- إزالة موقف سيارات الأجرة بديروط بعد حادث الميكروباص المأساوي

شبكة صياد تثير الأمل مجددًا.. تطورات جديدة في كارثة ميكروباص ديروط- فيديو وصور

أمومة حتى النهاية.. أنقذت طفلتيها من ميكروباص الموت وغرقت لتمنحهم الحياة- فيديو وصور

40 ساعة تحت الماء.. الضفادع البشرية تكثف البحث عن ضحايا ميكروباص ديروط- فيديو وصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى