اغتيال “بابا صدّيقي” يشعل الهند.. وتهديدات بقتل سلمان خان
05:41 م
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
كتب- محمود الطوخي
أطلق مسلحون النار، مساء السبت، على السياسي الهندي المسلم “بابا صديقي”، في مدينة مومباي غربي البلاد.
وقالت الشرطة الهندية، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، إن صديقي البالغ 66 عاما، تعرض لإطلاق نار أثناء مغادرته مكتب نجله النائب بالبرلمان زيشان صديقي.
وبعد وقت قليل من وصوله المتسشفى، أعلنت السلطات الهندية وفاة عضو حزب المؤتمر الوطني الهندي.
وبحسب وسائل الإعلام المحلية، ألقت الشرطة القبض على 2 من بين 3 مسلحين شاركوا في عملية اغتيال صديقي، دون الكشف عن تفاصيل بشأن دوافع عملية الاغتيال.
ووفقا لموقع “إن دي تي في” الهندي، تبنّت عصابة “لورانس بيشنوي” عملية الاغتيال، موضحا أنها رصدت 50 ألف روبية لمنفذي الهجوم.
كيف تمت عملية الاغتيال؟
وفقا لما نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، فإن صديقي أُصيب بأربع رصاصات في منطقتي الصدر والبطن.
ولفتت إلى أنه من المحتمل أن منفذي عملية الاغتيال تمركزوا قرب سيارة عضو البرلمان الهندي لثلاث دورات، التي كانت تنتظره.
وأشارت إلى أن منفذي الهجوم استخدموا قنبلة دخان إلى جانب الألعاب النارية لموكب “دوسيرا” للتمويه على أصوات إطلاق النار.
وذكرت مصادر للموقع الهندي، أن منفذي الهجوم استخدموا بخاخ الفلفل الحار ضد الشرطي المكلف بحراسة صديقي، بعدما أطلق زعيمهم المدو “شيفكومار” 6 رصاصات على صدّيقي قبل أن يتمكن من الفرار والاختفاء وسط حشود الموكب.
وكشفت أن الشرطة عثرت على مسدسين و28 رصاصة بحوزة المتهمين.
وقبل أسابيع من عملية الاغتيال، عززت السلطات الهندية من الإجراءات الأمنية والحراسات الخاصة لصديقي بعدما تلقى تهديدات بالقتل.
من هو بابا صديقي؟
يُعتبر صديقي البالغ 66 عاما، واحد من بين أبرز السياسيين المسلمين في الهند، إذ كان وزيرا محليا بولاية ماهاراشترا، التي من المقرر أن تعقد انتخابات تشريعية الشهر المقبل.
وارتبط صديقي لسنوات طويلة بحزب المؤتمر الوطني الهندي، غير أنه التحق بالحزب الإقليمي الحاكم في ولاية ماهاراشترا، كما ربطته علاقات وطيدة بعدد من نجوم السينما الهندية والتي توطدت بسبب الحفلات الصاخبة التي كان يقيمها صديقي بشكل دوري.
تحذيرات لنجم بوليود
لم تكتف عصابة “لورانس بيشنوي”، بإعلان مسؤوليتها عن الحادث فقط، لكنها هددت بقتل أي شخص قد يقدم على مساعدة النجم الهندي “سلمان خان”، الذي أطلقت النيران قرب منزله في وقت سابق، والمعروف بأنه كان صديقا مقربا لـ “صدّيقي”، وهو ما تشير تقارير إلى أن العلاقة بينهما كانت الدافع وراء اغتياله.
من جانبه، أكد رئيس لجنة الأقليات بولاية ماهاراشترا، بياري خان، أن اغتيال صدّيقي أمر مؤسف للولاية، مطالبا جميع الأشخاص في بوليود بالاتصال بالإدارة إذا ما تلقوا تهديدات بسبب تعاملهم مع سلمان خان، وفق ما نقلته وكالة “أيه إن آي”.
بدوره، أكد رئيس وزراء الولاية الهندية، إكناث شيندي، أن السلطات ستلقي القبض على المتهم الثالث الفار “سواء كان من عصابة بيشنوي أو أيّة عصابة إجرامية أخرى.. لن نرحم أحدا”.
وشُيّع جثمان صدّيقي في ولاية ماهاراشترا، حيث أُقيمت جنازة رسمية بحضور زعماء سياسيين وقادة من المعارضة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتشهد الهند توترات طائفية ودينية، خصوصا في ظل حكم حزب “بهاراتيا جاناتا” الهندوسي المتطرف، برئاسة ناريندرا مودي للحكومة.
وتُرجع منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أسباب تضاعف العنف والكراهية ضد المسلمين في الهند، إلى عدة أسباب أبرزها خطاب الكراهية الذي تبناه رئيس الوزراء ناريندرا مودي خلال حملته الانتخابية.
وأشارت المنظمة الحقوقية، إلى أن 110 خطابات من بين 173 ألقاها مودي منذ مارس الماضي، احتوت على تصريحات معادية للمسلمين، كما تتهم المعارضة بالسعي لتعزيز حقوق المسلمين.