اعتقال متهمين بالتورط في “مجزرة التضامن” بسوريا، من هم وما ق

11:17 م
الثلاثاء 18 فبراير 2025
بي بي سي
أعلنت إدارة أمن العاصمة السورية دمشق، إلقاء القبض على 3 أشخاص قالت إنهم من المسؤولين عما يُعرف بـ “مجزرة التضامن”، التي نفذها ضباط في قوات النظام السابق.
وبحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”، جرى “القبض على منذر أحمد جزائري، أحد المتورطين في “مجزرة حي التضامن” في سوريا وإحالته للجهات المختصة”.
وأسفرت “مجازر ارتكبت في حي التضامن” وفق مدير أمن دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ عن “تصفية أكثر من 500 رجل وامرأة من المدنيين بدون أي محاكمة أو تهمة”، وانتشر مقطع فيديو قيل إنه يوثق إحداها عام 2022.
وبحسب “سانا” فإن “الحملة الأمنية التي نفذتها إدارة الأمن العام لملاحقة فلول النظام البائد، أسفرت عن إلقاء القبض على متورطين بجرائم بحق المدنيين في حي التضامن”.
وقال مدير أمن دمشق المقدم عبد الرحمن الدباغ: “بعد الرصد والمتابعة تمكنا من إلقاء القبض على أحد رؤوس المجرمين المسؤولين عن مجزرة التضامن بدمشق قبل 12 عاماً”.
وأضاف الدباغ: “إثر التحقيقات الأولية مع المجرم، توصلنا إلى عدة أشخاص كانوا قد شاركوا بالمجزرة وألقينا القبض على اثنين منهم … اعترف الموقوفون الثلاثة بتورطهم بارتكاب مجازر في حي التضامن، تم تصفية المئات فيها”.
واختتم الدباغ تصريحاته قائلاً: “نؤكد لأهلنا في سوريا أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب وسنعمل على تقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل”.
أواخر أبريل من عام 2022، نشرت صحيفة “ذي جارديان” البريطانية ومعهد “نيولاينز” في واشنطن مقالات ومقاطع فيديو تكشف تصفية عشرات الأشخاص على أيدي قوات الأسد في حيّ التضامن جنوب دمشق وعلى بعد أمتار من مقر السلطة.
ويظهر مقطع التُقط في أبريل 2013، عناصر من قوات الأسد بلباس عسكري يأمرون أشخاصاً عصبت أعينهم وربطت أيديهم بالركض، وحين يبدأون بالركض يتم إطلاق النار عليهم ويقعون في حفرة تكومت فيها جثث أخرى، وبعد قتل 41 رجلاً، جرى إحراق الجثث.
وبحسب الفيديو، كان الضحايا يُخرجون معصوبي العينين من سيّارة بيضاء صغيرة مخصصة للنقل الجماعي، ثم يقتادونهم إلى حفرة كبيرة مفروشة بالكامل بإطارات السيارات، ليقوم جندي ثاني يتبعُ القوات المسلّحة السوريّة بإطلاق النار من خلال بندقية حربية من طراز إيه كيه-47.
ويصف التحقيق تنفيذ الجناة عمليات الإعدام “بدم بارد دون إبداء أي درجةٍ من درجات التعاطف مع الضحايا”، بل كان هنالك “نوع من الاستمتاع أثناء القيامِ بعمليات الإعدام الميدانيّة”.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، في وقت سابق، أنها تلقت “عدداً كبيراً من الوثائق حول جرائم محتملة قد تكون قوات النظام السوري ارتكبتها خلال حكم الأسد”.
وأوضحت أن “هذه الوثائق التي تتضمن عدداً كبيراً من الصور ومقاطع فيديو، تُظهر فظائع ارتكبتها القوات الموالية للأسد أثناء مجزرة حيّ التضامن في دمشق عام 2013، وقد قُتل عشرات المدنيين خلال هذه الاعتداءات”.
وذكّرت بأنه تمّ جمع العناصر بفضل “العمل الحازم الذي قام به مدافعون عن حقوق الإنسان” مشيدةً بـ”شجاعتهم”.
وأشارت الوزارة إلى أن “الوقائع المزعومة قد تشكل أخطر الجرائم الدولية، خصوصاً جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”.
من هم الموقوفون؟
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الموقوفين وهم منذر الجزائري المنحدر من حي الزاهرة، وسومر محمد المحمود وعماد محمد المحمود، اعترفوا بتورطهم بارتكاب انتهاكات وتصفيات في حي التضامن راح ضحيتها المئات من السوريين.
وكشف المرصد، بأن إدارة الأمن العام السورية في منطقة محردة ألقت القبض على علي أحمد عبود، المعروف بلقب “أبو معلا”، وهو مساعد أول سابق في الأمن العسكري خلال فترة نظام الأسد.
وقد اشتهر “أبو معلا” بتورطه في جرائم قتل وتعذيب وابتزاز وتهجير ضد أهالي حلفايا والقرى المجاورة، حيث كان يشغل موقعاً على الحاجز الفاصل بين محردة وحلفايا، ويُعرف بممارساته العنيفة ضد السكان المحليين، وفق المرصد.
وتشير المعلومات إلى أن أفعال “أبو معلا” أسفرت عن فقدان العديد من الأرواح، مما جعله أحد المطلوبين للأجهزة الأمنية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أمجد يوسف – الذي ظهر في أحد الفيديوهات كمتهم رئيسي – لم يكن بمفرده أثناء تنفيذ “مجزرة التضامن” بل شاركه في قتل عشرات المعتقلين مجموعة من زملائه، عُرِف منهم نجيب حلبي وبسام الحسن وفادي القصر.
ويوسف هو ضابط في فرع المنطقة 227 الذي يتبع لشعبة المخابرات العسكرية وهو الذي قاد 41 معتقلاً إلى حفرة قبل قتلهم، بحسب ما أوردت مقاطع فيديو نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية ومعهد “نيولاينز”.